نظم المجلس الوطني للصحافة، الجمعة، ببيت الصحافة بمدينة طنجة ندوة دولية هي الأولى من نوعها في المغرب بمشاركة إعلاميين من 12 دولة لمناقشة موضوع إعادة تشكيل الصحافة والمواءمة بين الأنظمة الأخلاقية ومسؤولية الإعلام.
وحضر هذه الندوة، التي ستستمر يومين، مسؤولون بمجالس الصحافة في بريطانيا وإيرلندا وكندا والبنين وفلسطين والبيرو والكاميرون وبلجيكا وتونس والولايات المتحدة الأمريكية والصومال، إضافة إلى المغرب.
وقال يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، في الكلمة الافتتاحية، إن الصحافة اليوم تواجه عدداً من الإشكاليات، من بينها التنظيم الذاتي والأخلاقيات والتأقلم مع التطورات الحاصلة في مهنة الصحافة ومستقبلها، إضافة إلى مستقبل الصحافي ودوره.
اقرا ايضًا:
المجلس الوطني يدعو إلى احترام ميثاق أخلاقيات الصحافة وتنظيمها في المغرب
وأضاف مجاهد أن "المغرب اختار إحداث مجلس وطني للصحافة، هو ثمر نقاشات طويلة امتدت سنوات بعدما تمت تجربة عدة أشكال من التنظيمات الذاتية حتى تم التوافق في الأخير على هذا الشكل من التنظيم، وهو مجلس وطني للصحافة بقانون، وهذا أمر نادر في العالم".
وأشار مجاهد إلى "أن المجلس الوطني للصحافة لديه صلاحيات تتجاوز موضوع الحرص على احترام الأخلاقيات إلى مجالات أخرى، من قبيل تطوير الصحافة ومنتوجها وتأهيل المقاولة واستمرارها ومواجهة التحديات، ناهيك عن صلاحيات في مجالات الدراسات والأبحاث حول الصناعة الإعلامية".
وأوضح رئيس المجلس الوطني للصحافة أن هذا المجلس "يتوفر على صلاحيات فيما يخص التكوين عبر المعاهد والبرامج التي يتم تدريسها للصحافيين، إضافة إلى مجالات التحكيم في النزاعات، وإصدار تقرير سنوي حول أوضاع الصحافة والصحافيين لنقل الصورة الحقيقية لممارسة حرية الصحافة بكل موضوعية، يُنشر في الجريدة الرسمية، وبالتالي يكون له طابع رسمي".
وأكد مجاهد أن الغاية من هذا المجلس المُنتَخب من قبل الصحافيين والناشرين هي "تقديم صحافة أخلاقية ومهنية بمرجعية حقوق الإنسان وحرية الصحافة والحق في الخبر الجيد ومحاربة صحافة التضليل وتقديم المنتوج الجيد للمجتمع المغربي لأن هذا حق لكل مواطن".
وفي مداخلتها، قالت كولد الخوري، المديرة العامة لـ"اليونيسكو" بالمغرب، إن "الصحافة اليوم تواجه عددا من التحديات، حيث أصبحت في ملك الجميع، فهي ملك الصحافي المهني، لكنها أيضاً متاحة لأي شخص من الأطفال إلى كبار السن".
وأكدت المسؤولة الأممية أن مناقشة "أخلاقيات الصحافة مهمة جداً، لأننا نرى اليوم أخباراً غير دقيقة وغير حقيقية أو ما يسمى بالأخبار الزائفة في العالم بأكمله لأن نقل المعلومات والأخبار لم يعد مرتبطا بالصحافيين فقط".
وأشارت الخوري إلى أنه "في بعض الحالات نشهد أحداث عنف مبنية على أخبار زائفة منتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي". وزادت قائلةً: "تطوير أخلاقيات المهنة ضمن منظومة حقوق الإنسان لا يكفي لضبط عملية تناول المعلومات، وهذا ما تعمل عليه "اليونيسكو" من خلال تطوير آلية أخلاقية لحماية الأطفال والكبار من كل ما ينشر على الأنترنيت".
وأوضحت الخوري أن الصحافة لها دور أساسي في التعريف بجميع الحقوق والدفاع عن أي خرق لها، إضافة إلى نشر المعلومات وتثقيف الناس في هذا المجال، وهو ما يجعل عملها مهماً لعمل منظومة الأمم المتحدة، تضيف المسؤولة الأممية.
واستعرض أنطوني بلانجر، الكاتب العام للفدرالية الدولية للصحافيين، في كلمته، مسار هذه الفدرالية التي تمثل حوالي 600 ألف صحافي عبر العالم، والتي تأسست سنة 1926، وانتخب على رأسها يونس مجاهد مؤخراً.
وذكر بلانجر أن الفدرالية بادرت خلال السنة الجارية إلى إصدار ميثاق أخلاقي دولي للصحافيين يؤكد أن الصحافة "مهنة تتطلب ممارستها الوقت والوسائل والتوفر على أمن معنوي ومادي لا غنى عنه لاستقلاليتها".
وأوضح بلانجر أن الأشخاص النشيطين على مواقع التواصل الاجتماعي ليسوا بالضرورة صحافيين. وزاد قائلاً: "لدي بيانو في صالوني، لكن هذا لا يعني أنني عازف بيانو، فالصحافي هو الشخص المُكوَّن ويتلقى أجراً جيداً ويتوفر على بطاقة مهنية".
قد يهمك ايضًا:
ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة يدخل حيز التنفيذ في المغرب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر