بكين ـ مازن الأسدي
أكد خبراء أن "الفيسبوك" بحاجة إلى تعزيز أداوت الرقابة من أجل رفع حظر السبع سنوات المفروض عليه في الصين، وذلك في خضم تتضيق الخناق على شركات التكنولوجيا الأجنبية في أكبر دول العالم من حيث تعداد السكان. ففي الأسبوع الماضي، تبيّن أن موقع "الفيسبوك" يعمل على تطوير برنامج يهدف إلى حظر المحتوى، وهو ما يُنظر إليه على أنه شرط أساسي لرفع الحظر الذي فرضته الصين في أعقاب أعمال الشغب العرقية عام 2009 في محاولة منها لإخماد تبادل المعلومات حول ممارسة العنف.
دشن "الفيسبوك"، ومؤسسه مارك زوكربيرج، منذ سنوات عديدة، حملة قوية وأحيانًا مثيرة للجدل لرفع الحظر الصيني من على الموقع.
صرح آدم سيغال، مدير برنامج السياسة الرقمية والإنترنت في مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، بأن الرقابة هي الضرورة الكبرى الآن بالنسبة إلى موقع فيسبوك، مشيرًا إلى أن الموقع بحاجة إلى تطوير النظام الإيكولوجي والاستثمار في الشركات والأموال الصينية الموجودة في الولايات المتحدة، وذلك لإظهار نية الصداقة مع الصين.
سيكون "فيسبوك" بحاجة إلى شريك محلي كما سيتولى الموقع مسؤولية الرقابة على شريكه الصيني.
لكن ذكر خبراء صينيون أن جهود الشركة نحو السيطرة على الأخبار لا تحظى برضاء الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، إذ يجب على الرقابة أن تكون أشبه بالرقابة التي تمارسها الحكومة نفسها على شبكة الإنترنت.
وقال لي يونغ هوي، رئيس معهد العلاقات الدولية في جامعة بكين للدراسات الأجنبية، إن فيسبوك بحاجة إلى تلبية مطالب الحكومة الصينية وأن يكون قادرًا على التكيف مع ظروف الرقابة في الصين، مضيفًا أن برنامج الرقابة الذي يعكف على تطوريه "الفيسبوك" سيعمل فقط على معالجة المشاكل الرئيسية، لكن على الرغم من أن بعض الشروط لا تزال في مرحلة المناقشة فإن ذلك البرنامج سوف يفتح أبواب السوق الصينية أمام "فيسبوك".
لا توجد معلومات كثيرة عن تفاصيل آلية تطبيق رقابة "الفيسبوك" في الصين، لكن الخبراء يتفقون على ضرورة توقع شروط الحكومة بدلًا من تلبيتها فقط. ومن الواضح أن الرقابة ستعمل بشكل آلي لكن هذا ليس كافيا. فقد بدأ الحظر يُفرض على الإعلانات والمنشورات الآتية من خارج الصين، إذ تنظر إليها الحكومة الصينية على أنها حساسة وستعمل على تلويث "الفيسبوك" العالمي.
وحتى إذا دخل "الفيسبوك" السوق الصينية، فلا هناك ضمانات أنه سيلاقي نجاحًا، حيث إن تطبيق WeChat في الصين يوفر نفس مزايا "الفيسبوك" مثل الرسائل ونشر الصور وتبادل الروابط، ناهيك بأن المسؤولين في الصين لديهم الكثير حتى يخسروه في حالة السماح بدخول شبكة كانت من أهم أركان احتجاجات الربيع العربي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر