الأورومتوسطي يستنكر استهداف وسائل الإعلام الألمانية للصحافيين العرب بسبب معاداة إسرائيل
آخر تحديث GMT 02:41:48
المغرب اليوم -

"الأورومتوسطي" يستنكر استهداف وسائل الإعلام الألمانية للصحافيين العرب بسبب "معاداة إسرائيل"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

إسرائيل
جنيف ـ سامي لطفي

أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء تصاعد استهداف وتشويه الصحافيين العرب والفلسطينيين العاملين في وسائل الإعلام الألمانية.وقال المرصد الأورومتوسطي ومقره جنيف في بيان صحفي، الأربعاء إنه "منذ أن أصدر البرلمان الألماني قرارًا يصف حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات ضد إسرائيل أنّها معادية للسامية، شهدت البلاد حملات متزايدة تهدف للخلط بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية، وتجريم انتقاد الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين".وأكد الأورومتوسطي أنّ هذا لا يشكل هذا خطرًا جسيمًا على حرية التعبير فحسب، بل ينطوي على استخدام الاتهامات بمعاداة السامية كسلاح ضد الشخصيات العامة من الأقليّات.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت الإذاعة الدولية الألمانية العامة (دويتشه فيله) المملوكة للدولة عن وقف بعض موظفيها العرب والعاملين المستقلين في الخارج عن العمل، على أن يتم فتح تحقيق، بمشاركة وزيرة العدل الالمانية السابقة سابين لوثيوسر شنارنبرغر والطبيب النفسي الفلسطيني أحمد منصور، باتهامات تتعلق بمعاداتهم للسامية.وحدد الأورومتوسطي خمسة صحافيين عرب بينهم فلسطينيان اثنان أوقفوا عن العمل بسبب نشرهم منشورات تنتقد "إسرائيل".وكانت إذاعة غرب ألمانيا قبل هذا الإعلان بوقت قصير أوقفت البرنامج العلمي "كواركات" الذي تقدمه نيمي الحسن الصحفية الألمانية من أصول فلسطينية، بسبب مزاعم مماثلة تتعلق بـ"معاداة إسرائيل".

وأشار الأورومتوسطي إلى أنّ الصحف والمنظمات وأعضاء الجماعات اليمينية المتطرفة الموالية لـ"إسرائيل" تستهدف الصحفيين العرب أو الفلسطينيين في وسائل الإعلام الألمانية، وتبذل جهودًا كبيرة للبحث في ماضيهم من أجل الوصول إلى ما يدينهم ومن ثم توقيفهم عن العمل.وذكر أن حملات التشويه تقوم على مغالطة الذنب بالارتباط (رفض رأي معين بالنظر إلى معتنقيه)، أو تسليط الضوء بشكل انتقائي على كتابات قديمة للصحفيين المستهدفين قد لا تمثل توجهاتهم الحالية بالضرورة، أو تعمد إساءة تفسير أو إخراج كلامهم من سياقه لاستحضار اتهامات بمعاداة السامية.وبين أنه على سبيل المثال في حالة الصحفية الحسن نشر منتج على يوتيوب يُدعى ايرفان بيتسي ذو صلة بحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، مقطع فيديو تظهر فيه الحسن وهي تشارك بتظاهرة احتجاجية بعنوان "مسيرة القدس" في عام 2014.

وهذا هو العام شنت فيه "إسرائيل" حربًا على قطاع غزة، حيث زُعم أنّ بعض المشاركين في التظاهرة أطلقوا هتافات فُسرت على أنها معادية للصهيونية أو معادية للسامية.ولفت الأورومتوسطي إلى أن هذا الادعاء اعتُبر دليلًا كافيًا لبعض وسائل الإعلام الألمانية مثل سبرينغر لاستعداء الحسن واتهامها بمعاداة السامية، بينما لم تأخذ حملات التشهير ضد الحسن بعين الاعتبار ما إذا كانت قد شاركت في الهتافات، أو ما إذا كانت قد غيرت وجهات نظرها منذ 2014.وبالمثل، تعرضت الصحافية من أصول فلسطينية وأردنية فرح مرقة والتي أوقفتها دويتشه فيله عن العمل لحملة تشهير سلطت الضوء بشكل انتقائي على مقالتين كتبتهما منذ سبع سنوات.

وذكر المرصد أنه على سبيل المثال نشرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية الاقتباس التالي في وقت سابق من هذا الشهر:وفي عام 2014، وصفت مرقة في صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية العربية إسرائيل بـ"السرطان"، الذي يجب "استئصاله".وكتبت في عام 2015 أنها قد تنضم أيضًا إلى جماعة داعش الإرهابية إذا كانوا "سيطردون الإسرائيليين من الأرض المقدسة".وفحص فريق الأورومتوسطي المقالات التي أشار إليها الصحيفة وخلص إلى أن كلمات مرقة ربما تكون قد أُخرجت من سياقها وأسيء تفسيرها، إذ إن المثال الذي وصفت فيه "إسرائيل" بـ"السرطان" مأخوذ من مقال تحدثت فيها عن الجماعات الإسلامية المسلحة في سوريا.

وأشارت فيه إلى زعيم جماعة جهادية تقاتل في سوريا بدعم من "إسرائيل"، حيث ظهر في وسائل الإعلام الإسرائيلية على أنه مثال غريب على "من يقاتل من ومتى".واختتمت الصحفية الفقرة بقولها "عندما ينمو السرطان في الجسم يؤذي العديد من أعضائه... في أجسادنا التي تتأذى بالفِرق والمذاهب والأصول... يوجد سرطان واحد فقط... استخرجوه وسنشفى!".وبيّن الأورومتوسطي أن الجملة التي نقلتها شبيغل لا توضح ما إذا كانت مرقه تشير إلى "إسرائيل" أو الجماعات الجهادية في سوريا.أما فيما يتعلق بادعاء استعدادها للانضمام لداعش، فتشير مقالة شبيغل إلى فقرة أيدت فيها مرقة تحليلاً يتعلق بذكر زعيم تنظيم "داعش" فلسطين في خطاب له.وقالت حينها إنّ ذلك يؤشر على يأس الجماعة واستغلالها للقضية الفلسطينية.

ثم قالت ساخرةً إنه إذا كانت الجماعة صادقة في شعاراتها تجاه فلسطين، فإنها ستعيد النظر في "حكمها على رجالهم وداعميهم الماليين"، ثم قالت -ساخرة أيضًا- إنها قد تنضم إلى أي جماعة -بما في ذلك داعش- إذا كانت "ستعيد أرض فلسطين لشعبها" حتى لو كان دين تلك الجماعة البوذية.وبيّن الأورومتوسطي أن فقرة الصحفية تقوم على فكرة برهان الخُلف (فلسفة تقوم على أساس إثبات صحة المطلوب بإبطال نقيضه).ولفت إلى أنها تحاول الصحافية إثبات ادعاء أن داعش لا تريد سوى استغلال القضية الفلسطينية من خلال إظهار سخافة السيناريو المعاكس.وشدد على أنها لم تُمنح فرصة عادلة لشرح حجتها في هذا المقال أو بيان ما إذا كانت غيّرت توجهاتها.

وبالعودة إلى قضية الصحفية الحسن، فإنّ أكثر ما يثير القلق هو تعرضها للهجوم على منصة بيلد الألمانية لمجرد إعجابها بمنشورٍ على حساب "إنستغرام" الخاص بمنظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" وهي إحدى أكبر الجماعات اليهودية اليسارية في الولايات المتحدة التي تنتقد "إسرائيل".وكان المنشور الذي أعجبت فيه الحسن وتعرضت لحملة تشويه شديدة بسببه يتهم "إسرائيل" بممارسة سياسة "الفصل العنصري" في الأراضي الفلسطينية.وذكر الأورومتوسطي أنّ توبيخ صحفي محترم وفضحه لاستخدامه مصطلح مثل "الفصل العنصري" ضد "إسرائيل"، وهو ذات المصطلح الذي استقرت عليه منظمات دولية -منها بتسيلم، وهي أكبر منظمة حقوق إنسان إسرائيلية، وهيومن رايتس ووتش- لوصف الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

وفي مايو/أيار الماضي، خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، وزعت دويتشه فيله دليلًا داخليًا من صفحتين للصحفيين يمنعهم من إقامة أي ارتباط بين "إسرائيل" والاستعمار، أو استخدام مصطلح الفصل العنصري، وهو ما ينطوي على قمع خطير لحرية التعبير يهدف إلى ترسيخ الانحياز لـ"إسرائيل" في وسائل الإعلام الألمانية بدلاً من الدفاع عن المبادئ الصحفية.ونبّه المرصد الأورومتوسطي وسائل الإعلام الألمانية مثل دوتشيه فيله وإذاعة غرب ألمانيا إلى خطورة طرد الصحافيين الفلسطينيين والعرب بشكل تعسفي بسبب حملات التشهير التي تنفذها الجماعات الموالية لـ"إسرائيل" أو اليمين المتطرف.وأكد أن هذه من شأنها تحفيز المزيد من الاستهداف التمييزي لشخصيات عامة من أصول فلسطينية أو عربية، أو ممن لديهم آراء متعاطفة مع حقوق الفلسطينيين وحريتهم.

قد يهمك أيضا :

دعوات لعزل عضو الكنيست منصور عباس وإسقاطه بعد تصريحاته بشأن "يهودية إسرائيل"

بوريطة الاتفاق الثلاثي بين المغرب وأمريكا وإسرائيل تخليد لماض وحاضر ومستقبل مشترك

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأورومتوسطي يستنكر استهداف وسائل الإعلام الألمانية للصحافيين العرب بسبب معاداة إسرائيل الأورومتوسطي يستنكر استهداف وسائل الإعلام الألمانية للصحافيين العرب بسبب معاداة إسرائيل



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:38 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
المغرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 15:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
المغرب اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 10:33 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً
المغرب اليوم - أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 17:36 2012 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

مجموعة للعناية بالشعر وتقويته

GMT 12:24 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أولمبيك آسفي يخطط لضم 4 لاعبين في الميركاتو

GMT 17:23 2016 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

مشوار المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم 2018

GMT 02:35 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

عفاف شعيب سيدة شعبية في مسلسل "فوق السحاب"

GMT 19:13 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

Jacob & Co"" تطرح مجموعة جديدة من المجوهرات الفاخرة

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

موقع الواجهة البحرية في "رامسغيت" يتحول إلى إبداع فني

GMT 10:01 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

آخر الاتجاهات المميزة في عالم الموضة لعام 2018

GMT 05:26 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أسباب انتشار قشرة الشعر خلال موسم الشتاء

GMT 15:25 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف لاعب كرة إكوادوري أربعة مواسم بسبب المنشطات

GMT 11:31 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

الاسباني فيليبي السادس يستعد لزيارة المملكة المغربية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib