الأورومتوسطي يستنكر استهداف وسائل الإعلام الألمانية للصحافيين العرب بسبب معاداة إسرائيل
آخر تحديث GMT 20:50:07
المغرب اليوم -

"الأورومتوسطي" يستنكر استهداف وسائل الإعلام الألمانية للصحافيين العرب بسبب "معاداة إسرائيل"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

إسرائيل
جنيف ـ سامي لطفي

أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء تصاعد استهداف وتشويه الصحافيين العرب والفلسطينيين العاملين في وسائل الإعلام الألمانية.وقال المرصد الأورومتوسطي ومقره جنيف في بيان صحفي، الأربعاء إنه "منذ أن أصدر البرلمان الألماني قرارًا يصف حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات ضد إسرائيل أنّها معادية للسامية، شهدت البلاد حملات متزايدة تهدف للخلط بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية، وتجريم انتقاد الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين".وأكد الأورومتوسطي أنّ هذا لا يشكل هذا خطرًا جسيمًا على حرية التعبير فحسب، بل ينطوي على استخدام الاتهامات بمعاداة السامية كسلاح ضد الشخصيات العامة من الأقليّات.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت الإذاعة الدولية الألمانية العامة (دويتشه فيله) المملوكة للدولة عن وقف بعض موظفيها العرب والعاملين المستقلين في الخارج عن العمل، على أن يتم فتح تحقيق، بمشاركة وزيرة العدل الالمانية السابقة سابين لوثيوسر شنارنبرغر والطبيب النفسي الفلسطيني أحمد منصور، باتهامات تتعلق بمعاداتهم للسامية.وحدد الأورومتوسطي خمسة صحافيين عرب بينهم فلسطينيان اثنان أوقفوا عن العمل بسبب نشرهم منشورات تنتقد "إسرائيل".وكانت إذاعة غرب ألمانيا قبل هذا الإعلان بوقت قصير أوقفت البرنامج العلمي "كواركات" الذي تقدمه نيمي الحسن الصحفية الألمانية من أصول فلسطينية، بسبب مزاعم مماثلة تتعلق بـ"معاداة إسرائيل".

وأشار الأورومتوسطي إلى أنّ الصحف والمنظمات وأعضاء الجماعات اليمينية المتطرفة الموالية لـ"إسرائيل" تستهدف الصحفيين العرب أو الفلسطينيين في وسائل الإعلام الألمانية، وتبذل جهودًا كبيرة للبحث في ماضيهم من أجل الوصول إلى ما يدينهم ومن ثم توقيفهم عن العمل.وذكر أن حملات التشويه تقوم على مغالطة الذنب بالارتباط (رفض رأي معين بالنظر إلى معتنقيه)، أو تسليط الضوء بشكل انتقائي على كتابات قديمة للصحفيين المستهدفين قد لا تمثل توجهاتهم الحالية بالضرورة، أو تعمد إساءة تفسير أو إخراج كلامهم من سياقه لاستحضار اتهامات بمعاداة السامية.وبين أنه على سبيل المثال في حالة الصحفية الحسن نشر منتج على يوتيوب يُدعى ايرفان بيتسي ذو صلة بحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، مقطع فيديو تظهر فيه الحسن وهي تشارك بتظاهرة احتجاجية بعنوان "مسيرة القدس" في عام 2014.

وهذا هو العام شنت فيه "إسرائيل" حربًا على قطاع غزة، حيث زُعم أنّ بعض المشاركين في التظاهرة أطلقوا هتافات فُسرت على أنها معادية للصهيونية أو معادية للسامية.ولفت الأورومتوسطي إلى أن هذا الادعاء اعتُبر دليلًا كافيًا لبعض وسائل الإعلام الألمانية مثل سبرينغر لاستعداء الحسن واتهامها بمعاداة السامية، بينما لم تأخذ حملات التشهير ضد الحسن بعين الاعتبار ما إذا كانت قد شاركت في الهتافات، أو ما إذا كانت قد غيرت وجهات نظرها منذ 2014.وبالمثل، تعرضت الصحافية من أصول فلسطينية وأردنية فرح مرقة والتي أوقفتها دويتشه فيله عن العمل لحملة تشهير سلطت الضوء بشكل انتقائي على مقالتين كتبتهما منذ سبع سنوات.

وذكر المرصد أنه على سبيل المثال نشرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية الاقتباس التالي في وقت سابق من هذا الشهر:وفي عام 2014، وصفت مرقة في صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية العربية إسرائيل بـ"السرطان"، الذي يجب "استئصاله".وكتبت في عام 2015 أنها قد تنضم أيضًا إلى جماعة داعش الإرهابية إذا كانوا "سيطردون الإسرائيليين من الأرض المقدسة".وفحص فريق الأورومتوسطي المقالات التي أشار إليها الصحيفة وخلص إلى أن كلمات مرقة ربما تكون قد أُخرجت من سياقها وأسيء تفسيرها، إذ إن المثال الذي وصفت فيه "إسرائيل" بـ"السرطان" مأخوذ من مقال تحدثت فيها عن الجماعات الإسلامية المسلحة في سوريا.

وأشارت فيه إلى زعيم جماعة جهادية تقاتل في سوريا بدعم من "إسرائيل"، حيث ظهر في وسائل الإعلام الإسرائيلية على أنه مثال غريب على "من يقاتل من ومتى".واختتمت الصحفية الفقرة بقولها "عندما ينمو السرطان في الجسم يؤذي العديد من أعضائه... في أجسادنا التي تتأذى بالفِرق والمذاهب والأصول... يوجد سرطان واحد فقط... استخرجوه وسنشفى!".وبيّن الأورومتوسطي أن الجملة التي نقلتها شبيغل لا توضح ما إذا كانت مرقه تشير إلى "إسرائيل" أو الجماعات الجهادية في سوريا.أما فيما يتعلق بادعاء استعدادها للانضمام لداعش، فتشير مقالة شبيغل إلى فقرة أيدت فيها مرقة تحليلاً يتعلق بذكر زعيم تنظيم "داعش" فلسطين في خطاب له.وقالت حينها إنّ ذلك يؤشر على يأس الجماعة واستغلالها للقضية الفلسطينية.

ثم قالت ساخرةً إنه إذا كانت الجماعة صادقة في شعاراتها تجاه فلسطين، فإنها ستعيد النظر في "حكمها على رجالهم وداعميهم الماليين"، ثم قالت -ساخرة أيضًا- إنها قد تنضم إلى أي جماعة -بما في ذلك داعش- إذا كانت "ستعيد أرض فلسطين لشعبها" حتى لو كان دين تلك الجماعة البوذية.وبيّن الأورومتوسطي أن فقرة الصحفية تقوم على فكرة برهان الخُلف (فلسفة تقوم على أساس إثبات صحة المطلوب بإبطال نقيضه).ولفت إلى أنها تحاول الصحافية إثبات ادعاء أن داعش لا تريد سوى استغلال القضية الفلسطينية من خلال إظهار سخافة السيناريو المعاكس.وشدد على أنها لم تُمنح فرصة عادلة لشرح حجتها في هذا المقال أو بيان ما إذا كانت غيّرت توجهاتها.

وبالعودة إلى قضية الصحفية الحسن، فإنّ أكثر ما يثير القلق هو تعرضها للهجوم على منصة بيلد الألمانية لمجرد إعجابها بمنشورٍ على حساب "إنستغرام" الخاص بمنظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" وهي إحدى أكبر الجماعات اليهودية اليسارية في الولايات المتحدة التي تنتقد "إسرائيل".وكان المنشور الذي أعجبت فيه الحسن وتعرضت لحملة تشويه شديدة بسببه يتهم "إسرائيل" بممارسة سياسة "الفصل العنصري" في الأراضي الفلسطينية.وذكر الأورومتوسطي أنّ توبيخ صحفي محترم وفضحه لاستخدامه مصطلح مثل "الفصل العنصري" ضد "إسرائيل"، وهو ذات المصطلح الذي استقرت عليه منظمات دولية -منها بتسيلم، وهي أكبر منظمة حقوق إنسان إسرائيلية، وهيومن رايتس ووتش- لوصف الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

وفي مايو/أيار الماضي، خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، وزعت دويتشه فيله دليلًا داخليًا من صفحتين للصحفيين يمنعهم من إقامة أي ارتباط بين "إسرائيل" والاستعمار، أو استخدام مصطلح الفصل العنصري، وهو ما ينطوي على قمع خطير لحرية التعبير يهدف إلى ترسيخ الانحياز لـ"إسرائيل" في وسائل الإعلام الألمانية بدلاً من الدفاع عن المبادئ الصحفية.ونبّه المرصد الأورومتوسطي وسائل الإعلام الألمانية مثل دوتشيه فيله وإذاعة غرب ألمانيا إلى خطورة طرد الصحافيين الفلسطينيين والعرب بشكل تعسفي بسبب حملات التشهير التي تنفذها الجماعات الموالية لـ"إسرائيل" أو اليمين المتطرف.وأكد أن هذه من شأنها تحفيز المزيد من الاستهداف التمييزي لشخصيات عامة من أصول فلسطينية أو عربية، أو ممن لديهم آراء متعاطفة مع حقوق الفلسطينيين وحريتهم.

قد يهمك أيضا :

دعوات لعزل عضو الكنيست منصور عباس وإسقاطه بعد تصريحاته بشأن "يهودية إسرائيل"

بوريطة الاتفاق الثلاثي بين المغرب وأمريكا وإسرائيل تخليد لماض وحاضر ومستقبل مشترك

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأورومتوسطي يستنكر استهداف وسائل الإعلام الألمانية للصحافيين العرب بسبب معاداة إسرائيل الأورومتوسطي يستنكر استهداف وسائل الإعلام الألمانية للصحافيين العرب بسبب معاداة إسرائيل



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:57 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
المغرب اليوم - «حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
المغرب اليوم -

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل

GMT 14:45 2016 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني بطلة جي مورجان للإسكواش للمرة الأولى

GMT 05:25 2015 الأربعاء ,14 كانون الثاني / يناير

11 حالة إغماء داخل مؤسسة تعليمية في تمارة

GMT 11:44 2014 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

عمر القزابري يحيي حفل تأبين الوزير الراحل باها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib