الدار البيضاء ـ جميلة عمر
أكد رئيس الحكومة السيد عبدالإله بنكيران، أنَّ المؤسسة الملكية في المغرب شكلت ـ على الدوام ـ عنصرًا أساسيًا في تثبيت وحدة الوطن واستقراره.
وأوضح بنكيران، في مداخلة أمام نخبة من صناع القرار والأكاديميين والسياسيين والكتاب والإعلاميين من بلدان عدة، المشاركين في أعمال النسخة التاسعة لـ"منتدى الجزيرة" التي تتواصل حتى السادس من أيار/ مايو الجاري، في العاصمة القطرية "الدوحة"، تحت عنوان "الصراع والتغيير في العالم العربي"، أنه في خضم الربيع العربي الذي عصف بالعديد من الأنظمة في المنطقة العربية، تمكن المغرب من أن يبرز كبلد دبر هذه المرحلة باقتدار كبير، تحت قيادة الملك، ما مكن من ضمان الاستقرار مع تفعيل سلسلة من الإصلاحات المهمة.
وذكر بالخطاب الملكي في الـ9 من آذار/ مارس 2011، الذي تضمن عددا من الإصلاحات تتعلق أساسا بتوسيع صلاحيات المؤسسات الدستورية وتحقيق المزيد من العدالة الاجتماعية وتكريس المكتسبات السياسية والحقوقية، مؤكدا أن هذا الخطاب الملكي كان له "مفعول التنفيس على حالة الاحتقان التي كانت سائدة".
وعن أسباب نجاح التجربة المغربية في مواجهة رياح "الربيع العربي"، ذكر رئيس الحكومة أن الفاعلين السياسيين في المغرب اختاروا نهج التعاون والتوافق بدل مفهوم الصراع والاحتقان.
وبعد أن استعرض مختلف المحطات الديمقراطية التي أعقبت الخطاب الملكي؛ أكد بنكيران أنَّ المغرب تنعم باستقرار سياسي وتواصل ارتفاع مؤشرات النمو في مختلف المجالات، معبرًا عن ارتياحه للأرقام المتوقع تسجيلها خلال السنة الجارية في المحاصيل الزراعية بفعل السنة الفلاحية الجدية التي شهدها المغرب، علاوة على الأثر الإيجابي لانخفاض أسعار المحروقات في السوق الدولية على الفاتورة الخارجية للبلاد.
كما استعرض بنكيران مختلف الورش التي فتحتها الحكومة مند تنصيبها لاسيما في ما يتعلق بإصلاح نظام المقاصة ورفع الدعم عن بعض أنواع المحروقات، والتدبير المعقلن لقطاع الماء والكهرباء واعتماد منهاجي الكفاءة والتكافؤ في توظيف الأطر العليا المعطلة.
وأبدى بنكيران تحفظه من العنوان الذي اختير للنسخة التاسعة لـ"منتدى الجزيرة" المنظمة تحت عنوان "الصراع والتغيير في العالم العربي"، مشددًا على أن مستقبل مكونات الأمة العربية ليس "في الصراع ولكن في التعاون"، مطالبًا النخب السياسية في الأمة العربية لأن تسعى أكثر إلى التعاون وليس إلى الصراع، باعتبار أن التعاون هو الأصل.
وعقب هذه المداخلة فتح باب النقاش لتسليط مزيد من الأضواء على التجربة المغربية في مواجهة رياح الربيع العربي، إذ أكد عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، الحبيب الدقاق، أنَّ المملكة المغربية تمثل بحق نموذجا يحتدى وتجربة استثنائية ومتميزة يتعين الوقوف عندها كثيرا لاستخلاص العبر، ورسم ملامح المستقبل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر