أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، عن أمله في أن تؤدي المفاوضات الجارية في الأمم المتحدة بشأن مشروع "هدنة إنسانية" في اليمن إلى تفادي انهياره، بالرغم من عدم توصل "مجلس الأمن" إلى توافق بشأن الهدنة التي قد تتيح وصول المساعدات إلى السكان.
واعترفت الحكومة الإيرانية بتدخلها في اليمن وبدأت تتحدث علانية عن "مصالح إيرانية أمنية" فيه. وتبين أنَّ الهدنة الإنسانية قد تتأخر إلى ما بعد القمة الأميركية - الخليجية في واشنطن يوم 13 أيار/ مايو الجاري، علمًا أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يدرس فكرة عقد مؤتمر دولي بشأن اليمن لاستئناف العملية السياسية.
وأضاف كيري، أثناء زيارة إلى سريلانكا: أملنا أن يتحول مسعى الأمم المتحدة إلى واقع ملموس سريعًا، وسنستمر في العمل من أجل ذلك بأفضل ما نستطيع". وتابع: نعمل بجد من أجل تنظيم عملية تفاوض عبر الأمم المتحدة تتيح جمع الأطراف معًا، وعلى اليمنيين أن يتفاوضوا بشأن مستقبل بلادهم.
وشدد كيري على أنه "ما دامت العملية السياسية لم تختبر حتى الآن ولم تفشل... تحدونا جميعا الآمال في أن يتمكن اليمن من إيجاد الطريق للمضي قدمًا، لن يكون سهلًا وينبغي أن تحدث أشياء كثيرة".
ومع استمرار غارات التحالف العربي على مواقع "الحوثيين" وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح في أنحاء متفرقة من اليمن واستمرار الاشتباكات الضارية في عدن، نقلت وكالة "تسنيم للأنباء" عن نائب وزير "الخارجية" الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله إنَّ "طهران لن تسمح للقوى الإقليمية بتعريض مصالحها الأمنية مع اليمن للخطر".
ويبدأ المبعوث الجديد للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد، جولة إقليمية، الأسبوع المقبل، يجري خلالها محادثات تتناول سبل إحياء عملية السلام اليمنية.
وأبلغ مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جيفري فيلتمان، أعضاء مجلس الأمن الدولي بهذه الجولة خلال جلسة مشاورات عقدها المجلس في شأن الوضع الإنساني في اليمن.
وأضاف فيلتمان، أنَّه في ظلّ "استمرار الحرب الأهلية" في اليمن، فإن الحل الوحيد يكمن في التوصل إلى "اتفاق نهائي لتقاسم السلطة يتم التفاوض عليه مع جميع الأطراف"، لافتًا إلى أنَّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، "يدرس بجدية فكرة عقد مؤتمر دولي حول اليمن لاستئناف العملية السياسية"، حسبما نقل عنه دبلوماسي حضر الجلسة.
وكانت روسيا فشلت في تمرير بيان في مجلس الأمن يدعو إلى "وقف لإطلاق النار في اليمن وإعلان هدنة إنسانية"، خلال جلسة طارئة دعت إليها مساء الجمعة.
واتهم السفير الروسي فيتالي تشوركين، قبيل عقد الجلسة، الدول المشاركة في التحالف بأنها "غير مهتمة بالانخراط مع مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى اليمن، والعودة في أسرع وقت إلى المفاوضات السياسية".
وفي جيبوتي؛ حذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن يوهانس فان در كلاو، من نفاد سريع لمخزون المحروقات والغذاء، ما قد يؤدي إلى انهيار في البنية التحتية الأساسية "في غضون أيام".
وأضاف: أنَّ "الخدمات التي لا تزال تعمل في مجال الصحة والمياه والغذاء، باتت قيد التوقف بسبب عدم وصول الوقود"، متوقعًا أوضاعًا إنسانية أسوأ بكثير مما يجري حاليًا إذا لم يحدث أي شيء على هذا الصعيد، حسبما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وأشار إلى أنَّه دون وقود، فإن المستشفيات لا يمكن أن تعمل وسيارات الإسعاف لن تستطيع التحرك، كما لن يتم ضخ المياه في شبكة التوزيع وتتعرض الاتصالات لخطر الانقطاع. وهذا يشكل مدعاة قلق كبير. وإذا لم يتم التزود بالوقود والغذاء خلال الأيام المقبلة، فان كل شيء سيتوقف في اليمن.
وتابع در كلاو: لدينا مراكب وطائرات لكن الحظر على الأسلحة يترك عواقب غير محمودة على المساعدات الإنسانية" معربًا عن الأمل في التوصل إلى "هدنة إنسانية".
وشدد على أنَّه يحب إيجاد وسيلة لتحقيق ذلك ولو لأيام عدة على الأقل.
وتقدر الأمم المتحدة عدد النازحين بحوالي 300 ألف شخص.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر