الرباط - علي عبد اللطيف
هاجمت الوزيرة المنتدبة في "الخارجية" المغربية مباركة بوعيدة الجارة المغربية الجزائر، واتهمتها بأنها تستعمل الكثير من المغالطات بهدف إضعاف أطروحة المغرب في قضية الصحراء، لصالح البوليساريو.
وأكدت بوعيدة أن أكبر عائق أمام حل مشكل الصحراء المتنازع حولها بين المغرب والجزائر هو دولة الجزائر، مشددة على أنه إذا تلمست الجزائر طريق الحل فإن الملف الذي عمر الصراع حوله أكثر من 40 عامًا سيجد طريقه إلى الحل.
وبيّنت أن المغرب لن يبقى رهين الحل الدولي في إشارة إلى الجزائر، بل سيواكب الحل السياسي الأممي بإجراء مقاربات أخرى، منها الشروع بإصلاحات وتنمية محلية حقيقية وإنجاح مشروع الجهوية الموسعة.
واعتبرت أنه رغم محاولات خصوم المغرب فإن هذا الأخير نجح في إفشال ما سمتها أطروحة الخصوم، من خلال كشف مناوراتهم ومغالطاتهم، لاسيما المتعلقة بملف حقوق الإنسان بالأقاليم الجنوبية.
وألمحت بوعيدة في لقاء لجنة الخارجية الاثنين في مجلس النواب لمناقشة "آخر مستجدات القضية الوطنية على ضوء القرار الأممي الأخير"، إلى أن خصوم المغرب ارتكبوا انزلاقات كثيرة بهدف تضليل المنتظم الدولي وتحريفه عن الإيمان بعدالة قضية الصحراء التي اعتبرتها بأنها مغربية.
وشددت على أن المغرب تعامل بصرامة في ملف الصحراء، على أساس قاعدتين الأولى تتمثل في الخطاب الذي ألقاه العاهل المغربي أخيرًا، أما القاعدة الثانية تتمثل في المكالمة الهاتفية التي جرت بين بان كي مون والعاهل المغربي.
ولفتت إلى أن التقرير الأممي حول الصحراء كان يسير في اتجاه يعادي المغرب، ويضعف مواقفه وأطروحاته بخصوص الصحراء، بعدما كشفت إستراتيجية خصوم المغرب المتمثلة أساسا في إستراتيجية حقوق الإنسان، عندما اتهمت الخصوص بتسييس الملف الحقوقي.
وأضافت بوعيدة أن إستراتيجية الجزائر والبوليساريو قائمة على ثلاثة مستويات، الأول على مستوى الاتحاد الافريقي، والثاني على مستوى حقوق الإنسان، والثالث إستراتيجية متعددة الأطراف والجبهات.
وأشارت إلى أن الاتحاد الأفريقي دبج الكثير من التقارير المغلوطة هذا العام "ضد مغربية الصحراء"، الهدف منها إقناع المتعاطفين مع أطروحة المغرب للعدول عن تعاطفهم والإيمان بموقف الجزائر والبوليساريو.
وأوضحت أن التقرير الذي قدمه الاتحاد الأفريقي إلى مفوضية الاتحاد الأفريقي آذار/مارس الماضي في أديس أبابا، كشف الانحياز الواضح للاتحاد الأفريقي لأطروحة الجزائر والبوليساريو، مضيفة أن هذا الانحياز يوضح أكثر بتعيين المبعوث الخاص للاتحاد وتم إعطاؤه صلاحيات للحديث باسم الاتحاد في قضية الصحراء، وعمله على زيارة عواصم الدول الأعضاء في مجلس الأمن والتقى بالفاعلين في مجلس الأمن للتأثير على مقترحات المغرب في القضية، قبل أن تؤكد أن كل هذه المحاورات التي أجراها الاتحاد باءت بالفشل.
واعتبرت أن سياسة الكرسي الفارغ التي لا يزال ينتهجها المغرب بالاتحاد الأفريقي "مشكلة"، لا بد من البحث لها عن حل، بحيث أن المغرب انسحب من الاتحاد الأفريقي منذ عقود بعدما أصبح للبوليساريو مقعدا له في الاتحاد، الأمر الذي أدى إلى احتجاج المغرب على هذا القرار بالاتحاد فانسحب، بعدما اعتبر أن البوليساريو ليس دولة لتحظى بكرسي لها في الاتحاد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر