الدار البيضاء - حكيمة أحاجو
وضع أعضاء في الكتابة الجهوية لحزب "الاتحاد الاشتراكي" في جهة الدار البيضاء سطات مذكرة داخلية لدى قيادة الحزب في الرباط يقدمون من خلالها تقييمهم لأداء الحزب في الانتخابات الجماعية والجهوية التي أجريت يوم 4 أيلول/ سبتمبر الجاري.
وقدمت المذكرة التي يتوفر "المغرب اليوم" على نسخة منها نقدا لاذعا للقيادة الحزبية التي أشرفت على الانتخابات الأخيرة، كما وقفت عند التراجع المهول لحزب الاتحاد الاشتراكي سواء على مستوى النتائج التي حققها على وطنيا أو لفقدانه لبعض المدن الكبرى التي كان يشرف على تسييرها كالعاصمة الرباط وأغادير وغيرها.
وطالب اتحاديو البيضاء الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر بتغيير الفريق الذي يعمل إلى جانبه وذلك بإقالة رئيس اللجنة الإدارية الوطنية الحبيب المالكي وأعضاء المكتب السياسي باعتبارهم مسؤولين مباشرين عن النتائج التي حصل عليها الحزب في المحطة الانتخابية الأخيرة.
من جهتها كشفت عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي رحاب حنان، أن أعضاء المكتب السياسي لم يتوصلوا بأي مذكرة داخلية لكنهم يتابعون النقاشات التي يتبادلها الاتحاديون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضافت رحاب في تصريح إلى "المغرب اليوم" أن الاتحاد يتمتع بديمقراطية داخلية ومن حق جميع أعضائه أن يعبروا عن آرائهم، لكنها تعتبر أن النقاش الصحي يجب أن يكون داخل مقر الحزب ويخضع للضوابط التنظيمية التي تسمج لجميع الاتحاديين ببلورة خلاصات جماعية.
وأوضحت أن القيادة الحالية لا تتكون من القديسين أو الملائكة وإنما بشر معرضون للخطأ ما داموا يشتغلون، خصوصًا وأنهم يعملون منذ ثلاثة أعوام في أجواء مشحونة تنظيميا وإعلاميا.
وحملت رحاب مسؤولية نتائج الحزب في الانتخابات الأخيرة للجميع بالقول: "المسؤولية جماعية ولا نعفي من هرب ولا من تخلف ولا من غاب ولا من يريد أن يصبح ثوريا على ظهر زملائه الذين خاضعوا حملاتهم الانتخابية لصالح حزبهم".
واسترسلت موضحة أنه لا يمكن إجراء تقييم موضوعي للانتخابات الأخيرة بمعزل عن التجارب السابقة لعام 2002 عندما تخلت الدولة عن المنهجية الديمقراطية وعن نتائج الحزب في انتخابات 2007 و2009 ودون الوقوف على الوضع الداخلي للحزب منذ المؤتمر التاسع بمحاولة البعض لتشتيته ثم أيضا بمعزل عن الظروف الإقليمية بعد الربيع العربي حيث تأثر الحزب بتراجع المد اليساري لصالح الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية والمرتبطة بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين.
وأعلنت أنه لا يمكن قراءة نتائج الحزب في الانتخابات الأخيرة قراءة رقمية لأن تقييم الأرقام مرتبط بالظرفية الإقليمية والدولية وبالظروف الداخلية للحزب خصوصًا أن الحزب يمارس نوع من المعارضة التي تتماشى ومبادئه الأصيلة في مواضيع حساسة كالإرث والإجهاض والحريات الفردية وهي مواقف لن ترضي بالطبع شرائح مهمة من المجتمع.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر