بيروت - رياض شومان
أكد الممثل الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي ان مؤتمر جنيف2 لحل الازمة السورية لن يُنقل من سويسرا، ولن يؤجل موعده، على خلفية ما تحدثت عنه وسائل اعلام وصحف أجنبية وعربية عن إمكان نقل المؤتمر الى فيينا في النمسا، او تأجيل موعده، موضحاً أنه و الامين العام للأمم المتحدة بان كي - مون غير مستعدين لتعديل الموعد
المحدد في 22 كانون الثاني 2014 بصرف النظر عن الاسباب.
وكانت مصادر مقربة كشفت عن الصعوبات التي تواجه انعقاد المؤتمر، الى أسباب لوجستية تتعلق بتأمين أماكن لاقامة الوفود السورية والدولية التي ستشارك فيه، ذلك أن فنادق جنيف ستكون في الموعد المحدد للمؤتمر مزدحمة لتزامن هذا المؤتمر مع معرض سويسرا الدولي للساعات، وهو معرض سنوي يؤدي الى امتلاء كل فنادق المدينة.
وتعمل السلطات السويسرية والامم المتحدة معاً من أجل حل هذه المشكلة. واقترحت السلطات السويسرية على الابرهيمي عقد المؤتمر في مدينة مونترو، وهي أحدى أجمل المدن السويسرية، تبعد من جنيف أقل من مئة كيلومتر، وتقع على شاطئ بحيرة ليمان وقبالة مدينة ايفيان الفرنسية، لكن هذا الامر لم يحسم بعد، والابرهيمي، استناداً الى اوساطه، يفضل انعقاد المؤتمر في مقر الامم المتحدة بجنيف وخيار مونترو هو خيار موجود ولكن بعد قطع الامل من جنيف.
وأكدت اوساط الابرهيمي أن المشكلة اللوجستية هي الوحيدة التي تواجه جنيف2 ، أما التصريحات المتبادلة بين طرفي الصراع في سوريا وتهديدات البعض بمقاطعة المؤتمر فتبقى، من وجهة نظر المقربين من الابرهيمي، في خانة "الطبيعي" الذي يسبق أي مؤتمر أو مفاوضات، وهذه التصريحات هدفها اعلامي فقط "ولا علاقة لها بالعمق المتفق عليه بين الجميع وهو حضور المؤتمر وبدء المفاوضات".
وأفادت ان فريق الامم المتحدة طلب من الطرفين السوريين تزويده لائحة بالاسماء التي ستحضر جنيف2 قبل 27 كانون الاول/ديسمبر الجاري، مشيرة الى وجود اتصالات ولقاءات ثنائية بين "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" والأطياف الأخرى للمعارضة من أجل تأليف وفد موحد.
لكن هذا التفاؤل بوضع المعارضة السورية يبقى محصوراً بمكتب الابرهيمي وحده، فحتى الآن لم تتقدم هذه المعارضة قيد أنملة في حل خلافاتها المتعلقة بتأليف الوفد الموحد تحت "مظلة" الائتلاف، ولم ينجح أي لقاء يجمع أطراف المعارضة والمستقلين في الائتلاف السوري تحقق الى تقارب في وجهات النظر، خصوصاً أن الاطياف المعارضة لا تزال ترفض مبدأ "المظلة".
والى هذه الأزمة العامة للمعارضة، تطفو أزمة الصراعات بين قوى وشخصيات الائتلاف نفسه، والمشكلة لدى هؤلاء محصورة في جزئية "من سيحضر جنيف -2، وليس ماذا يتضمن المؤتمر او ماذا سيقال فيه".
وأبلغت اوساط متطابقة من الائتلاف ، أن سيناريو الاتفاق يقوم على اساس ابقاء أحمد الجربا رئيساً مع تعديلٍ في ولاية الرئيس من ستة اشهر الى سنة، وتبديل بعض نواب الرئيس بما يتناسب مع المرحلة المقبلة وخصوصاً فترة التفاوض مع النظام.
وكي تكتمل الصورة، أكد عبد الأحد اصطيفو العضو في الائتلاف السوري والمكتب التنفيذي للمجلس الوطني، أن الائتلاف السوري والمجلس الوطني لم يتلقيا بعد اي دعوة من فريق الابرهيمي لحضور المؤتمر ولا أي طلب من أجل تأليف الوفد الى المؤتمر و"لم يجر أي اتصال مع مكتب الابرهيمي منذ اللقاء التحضيري في 25 تشرين الثاني". وأكد أن "كل ما يعلن عن الدعوات لا يزال في الاطار الاعلامي وليس رسمياً"، وخلص الى أن "التحضيرات لمؤتمر جنيف - 2 ليست جدية".
وعلى مستوى اشكالية حضور ايران جنيف2، لاحظت اوساط الابرهيمي أن هذه المشكلة يفترض ان تجد لها حلاً خلال الاجتماع الثلاثي (روسيا وأميركا والامم المتحدة) في جنيف في 20 كانون الاول الجاري، لكن مخرجاً يجري تداوله للحل من خلال توسيع مروحة المشاركة الدولية، كإضافة مجموعة دول متعددة في الجلسة الافتتاحية، كدول مجموعة "بريكس" واندونيسيا وباكستان وغيرها من الدول التي ستحضر بصفة ضيف، وعلى هذا الاساس يمكن أزمة المشاركة الايرانية أن تخرج من نفقها
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر