انضمت بريطانيا إلى الولايات المتحدة في حث مواطني البلدين على مغادرة أوكرانيا فورا.وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنه يجب على البريطانيين مغادرة أوكرانيا الآن "بينما لاتزال وسائل السفر متاحة". ويُقدر عدد البريطانيين في أوكرانيا ببضعة آلاف.وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد دعا جميع المواطنين الأمريكيين المتبقين في أوكرانيا إلى مغادرتها على الفور، مشيرا إلى تهديدات متزايدة بإمكانية قيام روسيا بعمل عسكري.ويأتي ذلك في الوقت الذي تستمر فيه روسيا في حشدها العسكري على طول حدودها مع أوكرانيا.وقال بايدن إنه لن يرسل قوات لإنقاذ الأمريكيين إذا غزت القوات الروسية أوكرانيا.وأضاف في مقابلة مسجلة مع شبكة إن بي سي نيوز "نحن نتعامل مع أحد أكبر الجيوش في العالم. هذا وضع مختلف جدا، والأمور يمكن أن تصبح جنونية بسرعة".
وقال بايدن إن "على المواطنين الأمريكيين المغادرة. عليهم المغادرة الآن".ونفت روسيا مرارا وجود أي خطط لغزو أوكرانيا على الرغم من حشدها لأكثر من 100 ألف جندي على الحدود بين البلدين.وقد بدأت مناورات عسكرية ضخمة بالاشتراك مع جارتها بيلاروسيا. وتعد بيلاروسيا حليفا مقربا لروسيا ولديها حدود طويلة مع أوكرانيا.ومن جهتها، اتهمت أوكرانيا روسيا بعرقلة وصولها إلى البحر.ويقول الكرملين إنه يريد فرض "خطوط حمراء" للتأكد من أن جارته السوفيتية السابقة لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".وحذر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الخميس من أن أوروبا تواجه أكبر أزمة أمنية لها منذ عقود.وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حذر في وقت سابق الجمعة أن روسيا تحشد المزيد من الجنود على حدودها مع أوكرانيا، محذراً من احتمال "الغزو في أي وقت".
ولدى سؤاله عما إذا كان هناك سيناريو قد يدفعه إلى إرسال قوات لإنقاذ الهاربين من الأمريكيين، أجاب بايدن: "لا يوجد. إنها حرب عالمية عندما يبدأ الأمريكيون وروسيا إطلاق النار على بعضهم البعض. نحن في عالم مختلف تماما عما كنا فيه في أي وقت مضى".في غضون ذلك، واصل قادة العالم الجهود الدبلوماسية لنزع فتيل الأزمة الحالية بشأن أوكرانيا.وكانت روسيا وأوكرانيا قد قالت، في وقت متأخر يوم الخميس، إنهما فشلا في تحقيق أي انفراج بعد تسع ساعات من المحادثات مع المسؤولين الفرنسيين والألمان بهدف إنهاء الصراع الانفصالي في شرق أوكرانيا. وقال المبعوث الأوكراني أندري يرماك إنه بينما كانت هناك خلافات "هناك إرادة للاستمرار وهناك إرادة للتفاوض".
وتأتي التوترات الحالية بعد ثماني سنوات من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، جنوبي أوكرانيا. ويخوض الجيش الأوكراني منذ ذلك الحين، حربا مع المتمردين المدعومين من روسيا في المناطق الشرقية بالقرب من الحدود الروسية.وكان رئيس الوزراء البريطاني قال في وقت سابق، إنه يأمل في أن يجد "الردع القوي" و"الدبلوماسية الصبورة" طريقة للتغلب على الأزمة، لكن المخاطر كانت "كبيرة للغاية".
وفي مؤتمر صحفي مشترك في بروكسل مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، قال جونسون إنه لا يعتقد أن روسيا قد اتخذت قرارا بشأن ما إذا كانت ستغزو أوكرانيا، لكن معلومات استخبارات المملكة المتحدة "لا تزال قاتمة".وكان من المقرر أن يلتقي وزير الدفاع البريطاني بن والاس مع نظيره الروسي سيرغي شويغو في موسكو يوم الجمعة، بعد يوم من لقاء فاتر بين وزير الخارجية سيرغي لافروف والبريطانية ليز تروس.
وقال لافروف إن العلاقات بين المملكة المتحدة وروسيا "تترك الكثير مما هو مرغوب فيه" وهي في "أدنى نقطة خلال السنوات القليلة الماضية". واتهمت تروس روسيا باتباع "خطاب الحرب الباردة".وقبل سفره إلى موسكو ، أكد والاس أن المملكة المتحدة تقدم المزيد من المعدات الدفاعية - بما في ذلك الدروع الواقية والخوذات والأحذية القتالية - للحكومة الأوكرانية. كما قال إنه من المهم إظهار أن دول الناتو "لن تدع التهديدات تتلاعب بنا".
واتهمت أوكرانيا روسيا بعرقلة وصولها إلى البحر بينما تستعد روسيا للتدريبات البحرية.وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، إن بحر آزوف مغلق تماما وأن القوات الروسية قطعت الوصول الى البحر الأسود بالكامل تقريبا.وكان من المقرر إجراء المناورات البحرية الروسية الأسبوع المقبل في البحرين اللذين يقعان في جنوب أوكرانيا وهما البحر الأسود وبحر آزوف.
لكن حرس الحدود الأوكراني قال يوم الجمعة إن روسيا أبلغتهم أنها ألغت تدريباتها في بحر آزوف، وهو بحر تطل عليه روسيا وأوكرانيا. وستظل منطقتان في البحر الأسود مغلقة لمدة ستة أيام اعتبارا من يوم الأحد.وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس إن "حشد القوات على الحدود هو عبارة عن ضغط نفسي من جيراننا".وهناك مخاوف من أنه إذا حاولت روسيا غزو أوكرانيا، فإن التدريبات الحالية تضع الجيش الروسي بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف، مما يسهل الهجوم على المدينة. وتقول روسيا إن قواتها ستعود إلى قواعدها الدائمة بعد انتهاء التدريبات.
وأطلقت أوكرانيا مناوراتها العسكرية الخاصة على مدى 10 أيام، على الرغم من أن المسؤولين قدموا القليل من التفاصيل.وتقول موسكو إنها لا تستطيع قبول أن أوكرانيا، وهي جمهورية سوفيتية سابقة لها علاقات اجتماعية وثقافية عميقة مع روسيا، يمكن أن تنضم يوما ما إلىالناتو وتطالب بضمانات بعدم حدوث ذلك.وتدعم روسيا تمردا مسلحا دمويا في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا منذ عام 2014. ولقي نحو 14 ألف شخص، بينهم كثير من المدنيين، حتفهم في القتال منذ ذلك الحين.وهناك بعض الاقتراحات بأن التركيز المتجدد على ما يسمى باتفاقيات مينسك، التي سعت إلى إنهاء الصراع في شرق أوكرانيا، يمكن استخدامها كأساس لنزع فتيل الأزمة الحالية.ودعمت أوكرانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا الاتفاقات في 2014-2015.
قد يهمك أيضَا :
بريطانيا تُطالب بانسحاب القوات الأجنبية من ليبيا "بلا تأخير"
وزيرة الخارجية البريطانية تقول أن لندن تعتزم عقد اتفاقات أمنية جديدة على غرار "أوكوس"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر