الجزائر - المغرب اليوم
فيما فضّل آلاف الجزائريين الخروج إلى الشّارع لرفض الانتخابات الرّئاسية، توجّه آخرون، صباح الخميس، إلى مراكز الاقتراع لاختيار من سيقود المرحلة المقبلة في الجارة الشرقية للمملكة المغربية، وهي عملية انتخابية تأتي في أجواء "خاصة" في ظلّ رفض قطاع كبير من المواطنين وفعاليات سياسية لهذه الانتخابات ما دام "النّظام القديم هو المسيطر على مفاصل الدّولة". وخلال ساعات الصّباح الأولى، بدأ الجزائريون التصويت في الانتخابات الرئاسية لاختيار خلف للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي استقال تحت ضغط الشارع، بعد حوالي عشرة أشهر من الاحتجاجات الشعبية الحاشدة وغير المسبوقة، فيما يتوقع أن تكون نسبة المقاطعة كبيرة.
وأفادت مصادر محلية جزائرية بأن الشرطة استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لمنع محتجين على الانتخابات الرئاسية من إغلاق عدد من مراكز التصويت بمدينة بجاية، إحدى مدن منطقة القبائل، شرقي الجزائر.
الأجواء عادية
عبد العزيز مجاهد، جنرال جزائري متقاعد، قال إنّ "الأجواء العامّة في شوارع الجزائر هادئة وطبيعية، ولا وجود لأيّ دعوات للخروج إلى الشّارع ضدّ العملية الانتخابية"، مضيفا: "زرتُ هذا الصّباح أحد مكاتب الاقتراع بالعاصمة الجزائر ووجدتُ العشرات من المواطنين يؤدّون الواجب الوطني في أجواء حماسية، ولم تكن هناك أيّ منغّصات".
وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، تابع مجاهد، القائد السابق للقوات البرية في الجيش الشعبي الوطني، بأنّ "مكاتب الاقتراع فتحت أمام المواطنين على الساعة الثامنة صباحاً، وستغلقُ في الثامنة مساء"، مضيفاً أنّ "الحياة طبيعية وهناك إقبال كبير للمواطنين على العملية الانتخابية لأنّهم يؤمنون بجدوى التّغيير".
واعترفَ الجنرال الجزائري ذاته بانتشار "دعوات لمقاطعة الانتخابات الرّئاسية يقف وراءها مواطنون، من بينهم حكماء وعقلاء أصدروا أول أمس بياناً أكّدوا فيه أن الديمقراطية تملي علينا جميعاً احترام آراء الآخرين"، موردا أن "هؤلاء المقاطعين أقرّوا بأنهم يرفضون الانتخابات لكنهم لن يمنعوا الناس من الذهاب إلى مكاتب الاقتراع".
الحراك سيستمر
قال عمر لشموت، ناشط في الحراك الجزائري، إنّ "الأجواء الصّباحية هادئة وعادية"، مبرزاً أنّه قام بجولة صباحية في مكاتب الاقتراع على مستوى 5 ولايات ولم يلاحظ أيّ معطى ملفتٍ للانتباه. وأضاف المتحدث نفسه أنّ "الفترة الصباحية تشهدُ عادة توافد كبار السّن، وخلال السّاعات القادمة ستتوضّحُ لنا نسبة الإقبال ونسبة المقاطعة". واعتبر لشموت، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ "الصورة الحالية غير مكتملة لرصد حجم المقاطعة، لكن عموماً يرتقبُ أن تكون نسبة المشاركة في هذا الاقتراع ضعيفة"، مؤكداً "غياب أيّ دعوات رسمية للخروج إلى الشّارع".
وأشار الناشط الجزائري ذاته إلى أنّ "شخصيات وطنية دعت أمس إلى التهدئة وتفادي العنف حتّى تمر العملية الانتخابية في أجواء هادئة"، مضيفاً أنّ "موعد 12 دجنبر ليس إلا محطة من المحطات السّياسية التي صنعتها السّلطة".
وذهب لشموت إلى القول إنّ "الحراك الجزائري لا يرتبط بأيّ محطة من المحطات السياسية وسيستمرُ إلى ما بعد 12 دجنبر، لأنّ سقف المطالب إقرار الدولة المدنية والديمقراطية والحرية، وهذه المطالب سنستمرُّ في رفعها إلى ما بعد 12 ديسمبر/كانون الأول".
قد يهمك أيضًا :
تصريحات مثيرة لـ" صبري بوقادوم" بشَأنِ مستقبل العلاقات الثّنائية بين الجزائر والمغرب
الجزائر والمغرب يقفوا على مسافة واحدة من جميع "القضايا الساخنة" بالقارة السمراء
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر