أجهزة الأمن في مدينة الريصاني المغربية لا تنام لتنفيذ الحجر الصحي
آخر تحديث GMT 11:24:28
المغرب اليوم -
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

لا شيء يوجد غير الروائح المنبعثة مِن شبابيك المنازل

أجهزة الأمن في مدينة الريصاني المغربية "لا تنام" لتنفيذ الحجر الصحي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أجهزة الأمن في مدينة الريصاني المغربية

أعوان السلطة
الرباط -المغرب اليوم

انتشر أعوان السلطة في مدينة الريصاني في كل مكان، فلا شيء يوجد غير الروائح المنبعثة من شبابيك المنازل، كأن خياشيمك تخترق موائد إفطار السكان، كما أن أضواء النوافذ تضيء عتمة بعض أحياء المدينة، وأقلعت سيارة الأمن في هدوء مطلق وكأن لا أحد في هذه المدينة.تعدّ مدينة الريصاني هادئة عادة، بيد أنها هذه الأيام أكثر هدوءاً كباقي مدن المغرب وربما أكثر. كلفتنا الجولة التفقدية بالسيارة، للمدينة بأكملها، ساعة ونيف. لا شيء يلفت النظر. الأماكن الأكثر اكتظاظاً بالناس في رمضان كما هو مألوف، هي الآن أعمدة كهربائية وأشجار وحيطان عازلة. صخبُ الأطفال قرب البلدية غير موجود هذه السنة. القصور شامخة بالصمت على غير عادتها.

نسير بأضواء أمامية منطفئة لكي لا نثير الانتباه لخارقي الحجر الصحي ومنع التجوال ليلاً. تجد البعض يجلس أمام بيته في وسط الأحياء القصية عن وسط المدينة، الوحيدة التي لم تسجل أي حالة إصابة مؤكدة بالجائحة بالمنطقة. الأطفال يتبعثرون جرياً بعد سماع أصوات محرك السيارة. الأسئلة لا تتوقف عن الهرولة في رأسي والفضول يقتلني ودفعني إلى القيام بهذه المغامرة.

البحث عن الرحمة

بعد الإفطار مباشرة، تخرج بعض الأمهات للجلوس أمام باب المنزل، بعد أن تبدأ الحرارة، خصوصاً من لا يتوفرن على سطح أو لا يمكنهن الولوج إليه. هؤلاء يبحثن عن صفاء الهواء لري الروح وتطهيرها مما علق بها من تعب منزلي جراء الحجر الصحي. لا يتخطين العتبة لأن هذا بالنسبة لهن أقصى درجات الالتزام.تجلس إحدى جاراتنا، لوحدها أمام بيتها بحي القدس بالمدينة. رأتني قادماً فوضعَتِ اللثام على وجهها. أفشيتُ السلام، ثم سألتها عن سبب جلوسها أمام البيت وقت صلاة العشاء. فأجابت بلطفٍ، وهي تحكم الإمساك بيدها اليمنى على اللثام حتى لا ينكشف وجهها كعلامة على الحشمة والوقار الذين يتسم بهما نساء المدينة، أنها تبحث عن الرحمة، التي يقصد بها في المدينة الهواء النقي ليلاً. تتابع الحديث وضوء القمر ينعكس في عينيها البراقتين، أن المكوث في البيت أفسد لذة حياتها، فهي لا تستطيع التحرك خطوة واحدة من أمام البيت كنوع من الالتزام، إلا أن "هذا لا يمنع تبقا تكلس تشم شويا الغربي مع هاد الصهد؛ ولكن ما تجمع مع حد ما تسلم على حد"، على حد تعبيرها.

ثقافة التطوع في ظل الأزمة

يتطوع بعض الشباب بالمدينة لتوعية السكان. يقضون اليوم صياماً تحت شمس تصب لهباً فوق رؤوسهم. يراقبون رخص المارة ووضعهم للكمامات الطبية. يمشون في الأسواق والشوارع الرئيسة. ينظمون السير واحترام التباعد الاجتماعي. همهم الوحيد هو الالتزام لمواجهة الوباء وحفظ المدينة.أحد المتطوعين يتحدث بفخر عن تجربة التطوع التي يرافق فيها أعوان السلطة ورجالاتها. بنوع من التفاني ونكران الذات، يعترف بأن الريصاني وساكنتها بحاجة إليه أكثر من أي وقت مضى؛ "لأن التوعية سلاح إيجابي لتعميق التزام الساكنة ورفع حس المسؤولية لديهم حفاظاً على سلامتهم وسيراً على نهج وزارة الصحة وتوصياتها بهذا الشأن".

الحي الأكثر التزاماً

قال سائق السيارة بعفوية، وهو يستمع إلى بعض الأغاني المشهورة للطوارق ويردد معها بين الفينة والأخرى منتشياً بالتجوال الذي تحرم منه مدينة بأكملها، (قال) إنهم يومياً يتفقدون كل أحياء المدينة شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً. ولم يشهدوا التزاماً بقدر حي مولاي رشيد وسط المدينة، وكأنه حي لا يوجد فيه السكان.في مراسلة على الواتساب، أكد أحد سكان هذا الحي أنه لا يغادر بيته حتى للضرورة القصوى؛ لأنه لا يتوفر على إذن بالخروج.

وأضاف أن ما يمنع الناس بالحي من الجلوس أمام منازلهم هو السكون المطلق الذي يخيم على الحي؛ فلا يتجول فيه أي أحد، ولا أحد يجلس أمام منزله. بقدر وافر من التهكم يضيف، في رسالته الصوتية، قائلاً "إن غياب القدوة الذي يحفزك على الخروج هنا في الحي هو ما يمنع أغلبنا من الخروج وكذلك تجوال الأمن وأعوان السلطة الذي لا يتوقف".

"الأجهزة التي لا تنام!"

يشتكي عبد الجليل من سيارات الشرطة وأعوان السلطة التي أثقلت كاهله بالأسئلة يومياً وهو يجلس أمام بيته في حي مولاي أحمد الذهبي. يمسك سيجارته الشقراء وهو متكئ على عمود كهربائي، ويقول متذمراً "هوما بغاو لينا مصلحتنا ولكن راه غير نخرج قدام الباب كايدوزو بحايلا حاسبين ليا الوقيتة". ثم قاطعه رفيق له فجأة بعينين حمراوين وشفتين زرقاوين بفعل كثرة التدخين، بسخرية تفوح منها رائحة التبغ: "راه نتا لي فيك المشكل لي خارج بليل وهو ممنوع أصلاً، راه غير كايتاقاو فيك الله وماكايقيدوش ليك يجرجروك"، على حد تعبيره.

السيارة تسير في شوارع خاوية على عروشها. القياد والباشاوات وأعوان السلطة ورجال الأمن يتبادلون التحايا العابرة فيما بينهم. يشتغلون، كل حسب اختصاصاته، لتغطية كامل المدينة وقصورها النائية الخارجة عن المجال الحضري لضبط منع التجوال، في مدينة ملتزمة أساساً، حسب تعبير أحد أعوان السلطة بالمدينة.يتحدث بعفوية وكشاهد على أن ثمة نوعا من الالتزام في المدينة، خصوصاً خلال رمضان؛ بيد أن المسألة كانت صعبة قليلاً قبل ذلك، "لأنه من الصعب إقناع مدينة خالية من فيروس كوفيد 19 تماماً بالبقاء في المنزل. لذلك تبدأ المقاربة الأمنية في هذه الحالة، عبر الترهيب والتخويف بالغرامات المالية المتابعة القضائية. وهذا ما ساعدنا على التحكم بالأوضاع وتطويق التجاوزات التي ما زالت بين الفينة والأخرى". قبل أن ينهي حديثه قال: "لكن في الحقيقة كل هذا يدل على تواضع سكان هذه المدينة وحس الالتزام والمسؤولية الذي يتمتعون به بالدرجة الأولى"، يقول مبتسماً حتى أضحت عيناه ضيقتين بفعل ذلك.

وقد يهمك ايضا:

وفاة عون سلطة وإصابة قائد بكورونا بمراكش يرعب أعوان السلطة

توقيف عون سلطة في أسني بسبب النصب والاحتيال على المواطنين

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أجهزة الأمن في مدينة الريصاني المغربية لا تنام لتنفيذ الحجر الصحي أجهزة الأمن في مدينة الريصاني المغربية لا تنام لتنفيذ الحجر الصحي



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib