أجهزة الأمن في مدينة الريصاني المغربية لا تنام لتنفيذ الحجر الصحي
آخر تحديث GMT 03:43:34
المغرب اليوم -
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

لا شيء يوجد غير الروائح المنبعثة مِن شبابيك المنازل

أجهزة الأمن في مدينة الريصاني المغربية "لا تنام" لتنفيذ الحجر الصحي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أجهزة الأمن في مدينة الريصاني المغربية

أعوان السلطة
الرباط -المغرب اليوم

انتشر أعوان السلطة في مدينة الريصاني في كل مكان، فلا شيء يوجد غير الروائح المنبعثة من شبابيك المنازل، كأن خياشيمك تخترق موائد إفطار السكان، كما أن أضواء النوافذ تضيء عتمة بعض أحياء المدينة، وأقلعت سيارة الأمن في هدوء مطلق وكأن لا أحد في هذه المدينة.تعدّ مدينة الريصاني هادئة عادة، بيد أنها هذه الأيام أكثر هدوءاً كباقي مدن المغرب وربما أكثر. كلفتنا الجولة التفقدية بالسيارة، للمدينة بأكملها، ساعة ونيف. لا شيء يلفت النظر. الأماكن الأكثر اكتظاظاً بالناس في رمضان كما هو مألوف، هي الآن أعمدة كهربائية وأشجار وحيطان عازلة. صخبُ الأطفال قرب البلدية غير موجود هذه السنة. القصور شامخة بالصمت على غير عادتها.

نسير بأضواء أمامية منطفئة لكي لا نثير الانتباه لخارقي الحجر الصحي ومنع التجوال ليلاً. تجد البعض يجلس أمام بيته في وسط الأحياء القصية عن وسط المدينة، الوحيدة التي لم تسجل أي حالة إصابة مؤكدة بالجائحة بالمنطقة. الأطفال يتبعثرون جرياً بعد سماع أصوات محرك السيارة. الأسئلة لا تتوقف عن الهرولة في رأسي والفضول يقتلني ودفعني إلى القيام بهذه المغامرة.

البحث عن الرحمة

بعد الإفطار مباشرة، تخرج بعض الأمهات للجلوس أمام باب المنزل، بعد أن تبدأ الحرارة، خصوصاً من لا يتوفرن على سطح أو لا يمكنهن الولوج إليه. هؤلاء يبحثن عن صفاء الهواء لري الروح وتطهيرها مما علق بها من تعب منزلي جراء الحجر الصحي. لا يتخطين العتبة لأن هذا بالنسبة لهن أقصى درجات الالتزام.تجلس إحدى جاراتنا، لوحدها أمام بيتها بحي القدس بالمدينة. رأتني قادماً فوضعَتِ اللثام على وجهها. أفشيتُ السلام، ثم سألتها عن سبب جلوسها أمام البيت وقت صلاة العشاء. فأجابت بلطفٍ، وهي تحكم الإمساك بيدها اليمنى على اللثام حتى لا ينكشف وجهها كعلامة على الحشمة والوقار الذين يتسم بهما نساء المدينة، أنها تبحث عن الرحمة، التي يقصد بها في المدينة الهواء النقي ليلاً. تتابع الحديث وضوء القمر ينعكس في عينيها البراقتين، أن المكوث في البيت أفسد لذة حياتها، فهي لا تستطيع التحرك خطوة واحدة من أمام البيت كنوع من الالتزام، إلا أن "هذا لا يمنع تبقا تكلس تشم شويا الغربي مع هاد الصهد؛ ولكن ما تجمع مع حد ما تسلم على حد"، على حد تعبيرها.

ثقافة التطوع في ظل الأزمة

يتطوع بعض الشباب بالمدينة لتوعية السكان. يقضون اليوم صياماً تحت شمس تصب لهباً فوق رؤوسهم. يراقبون رخص المارة ووضعهم للكمامات الطبية. يمشون في الأسواق والشوارع الرئيسة. ينظمون السير واحترام التباعد الاجتماعي. همهم الوحيد هو الالتزام لمواجهة الوباء وحفظ المدينة.أحد المتطوعين يتحدث بفخر عن تجربة التطوع التي يرافق فيها أعوان السلطة ورجالاتها. بنوع من التفاني ونكران الذات، يعترف بأن الريصاني وساكنتها بحاجة إليه أكثر من أي وقت مضى؛ "لأن التوعية سلاح إيجابي لتعميق التزام الساكنة ورفع حس المسؤولية لديهم حفاظاً على سلامتهم وسيراً على نهج وزارة الصحة وتوصياتها بهذا الشأن".

الحي الأكثر التزاماً

قال سائق السيارة بعفوية، وهو يستمع إلى بعض الأغاني المشهورة للطوارق ويردد معها بين الفينة والأخرى منتشياً بالتجوال الذي تحرم منه مدينة بأكملها، (قال) إنهم يومياً يتفقدون كل أحياء المدينة شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً. ولم يشهدوا التزاماً بقدر حي مولاي رشيد وسط المدينة، وكأنه حي لا يوجد فيه السكان.في مراسلة على الواتساب، أكد أحد سكان هذا الحي أنه لا يغادر بيته حتى للضرورة القصوى؛ لأنه لا يتوفر على إذن بالخروج.

وأضاف أن ما يمنع الناس بالحي من الجلوس أمام منازلهم هو السكون المطلق الذي يخيم على الحي؛ فلا يتجول فيه أي أحد، ولا أحد يجلس أمام منزله. بقدر وافر من التهكم يضيف، في رسالته الصوتية، قائلاً "إن غياب القدوة الذي يحفزك على الخروج هنا في الحي هو ما يمنع أغلبنا من الخروج وكذلك تجوال الأمن وأعوان السلطة الذي لا يتوقف".

"الأجهزة التي لا تنام!"

يشتكي عبد الجليل من سيارات الشرطة وأعوان السلطة التي أثقلت كاهله بالأسئلة يومياً وهو يجلس أمام بيته في حي مولاي أحمد الذهبي. يمسك سيجارته الشقراء وهو متكئ على عمود كهربائي، ويقول متذمراً "هوما بغاو لينا مصلحتنا ولكن راه غير نخرج قدام الباب كايدوزو بحايلا حاسبين ليا الوقيتة". ثم قاطعه رفيق له فجأة بعينين حمراوين وشفتين زرقاوين بفعل كثرة التدخين، بسخرية تفوح منها رائحة التبغ: "راه نتا لي فيك المشكل لي خارج بليل وهو ممنوع أصلاً، راه غير كايتاقاو فيك الله وماكايقيدوش ليك يجرجروك"، على حد تعبيره.

السيارة تسير في شوارع خاوية على عروشها. القياد والباشاوات وأعوان السلطة ورجال الأمن يتبادلون التحايا العابرة فيما بينهم. يشتغلون، كل حسب اختصاصاته، لتغطية كامل المدينة وقصورها النائية الخارجة عن المجال الحضري لضبط منع التجوال، في مدينة ملتزمة أساساً، حسب تعبير أحد أعوان السلطة بالمدينة.يتحدث بعفوية وكشاهد على أن ثمة نوعا من الالتزام في المدينة، خصوصاً خلال رمضان؛ بيد أن المسألة كانت صعبة قليلاً قبل ذلك، "لأنه من الصعب إقناع مدينة خالية من فيروس كوفيد 19 تماماً بالبقاء في المنزل. لذلك تبدأ المقاربة الأمنية في هذه الحالة، عبر الترهيب والتخويف بالغرامات المالية المتابعة القضائية. وهذا ما ساعدنا على التحكم بالأوضاع وتطويق التجاوزات التي ما زالت بين الفينة والأخرى". قبل أن ينهي حديثه قال: "لكن في الحقيقة كل هذا يدل على تواضع سكان هذه المدينة وحس الالتزام والمسؤولية الذي يتمتعون به بالدرجة الأولى"، يقول مبتسماً حتى أضحت عيناه ضيقتين بفعل ذلك.

وقد يهمك ايضا:

وفاة عون سلطة وإصابة قائد بكورونا بمراكش يرعب أعوان السلطة

توقيف عون سلطة في أسني بسبب النصب والاحتيال على المواطنين

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أجهزة الأمن في مدينة الريصاني المغربية لا تنام لتنفيذ الحجر الصحي أجهزة الأمن في مدينة الريصاني المغربية لا تنام لتنفيذ الحجر الصحي



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib