الرباط - المغرب اليوم
تقر شريحة واسعة من المغاربة بعاداتهم الاستهلاكية السيئة، خلال فترة ما قبل وباء كورونا، خصوصا في علاقة بالأكل خارج المنزل؛ فيما يصر طيف آخر على أن كورونا سيكون له ما بعده على مستوى القيم الإنسانية وغزو الفضاء الرقمي للحياة اليومية.متغير كورونا لا يلامس الدولة فقط، فبالإضافة إلى الميزانيات وخطوط الاقتراض، المجتمع بدوره يشهد حركية قيمية استثنائية، بعضها عرى عن أنانية مفرطة وأخرى تضامنية أكدت وجود شعور جمعي بضرورة الوحدة أثناء المحن.
ويسجل ياسين أمناي، باحث متخصص في علم النفس الاجتماعي، أن أي وضعية يمر منها الإنسان تنتهي بإفراز قيم معينة، وهو شيء يلامس في سلوكيات المواطنين، التي تكون إفرازا لقيم وليدة لحظات معينة.
وأضاف أمناي، في تصريح صحافي، أن السياق الحالي سيتميز بقيم هو الآخر، وقد بدأ الأمر يتضح من خلال كثير من السلوكيات التي تطبع الحياة اليومية، بداية بالتضامن؛ فالواقع يفرض ضرورة العيش الجماعي والمشترك.
وأوضح الباحث المغربي أن التضامن هو في مصلحة الجميع، لكن المرحلة ستعطينا كذلك صراعا نفسينا بين الفرد وذاته، حيث سيعمل على مراجعة كثير من العادات التي كان يقوم بها، واليوم أخضعها الحجر الصحي للاختبار والامتحان.
وأشار أمناي إلى أن المغاربة يشعرون بالحرمان خلال المرحلة الحالية، ودخلوا في دوامة أسئلة، تلتقي في ما الذي أعدوه لمثل هذه الظروف غير المتوقعة، فلا أحد توقع أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة من التعقيد.
وأورد المتحدث أن المرحلة الحالية قد تشهد ولادة العديد من الإبداعات في حالة الانكباب على الذات، كما سيتضرر منها حبيسو مواقع التواصل الاجتماعي، المليئة بالسطحية، مؤكدا أن المتغير الثالث ستكون هي العادات الاستهلاكية، حيث ستحدد الأولويات وتنقص مسائل الكماليات.
قد يهمك ايضا
تماثل ممرضة وثلاثة أطفال للشفاء من فيروس “كورونا” بفاس
العثماني يحل في البرلمان للحديث عن التداعيات الصحية والاقتصادية لـ"كورونا"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر