تنظيم داعش يستمر باستهداف الشيعة في أفغانستان وطالبان تتعهد بمحاربته
آخر تحديث GMT 21:19:47
المغرب اليوم -

تنظيم "داعش" يستمر باستهداف الشيعة في أفغانستان و"طالبان" تتعهد بمحاربته

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تنظيم

علم تنظيم الدولة الاسلامية داعش
كابول - المغرب اليوم

للأسبوع الثاني على التوالي، وقعت أقلية الهزارة الشيعية ضحية هجمات تنظيم "داعش" الارهابي - ولاية خراسان، التي استهدفت عشرات الأفغان، في وقت تتمسك حركة طالبان بقدرتها على احتواء الجماعات المتطرفة في أفغانستان بمفردها. واستهداف الأقليات هو استراتيجية يتبعها التنظيم في مناطق انتشاره المختلفة، بحسب ما قاله الخبير المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، ماهر فرغلي. و قتل 41 شخصا وأصيب أكثر من 53 بجروح بانفجارات وقعت أثناء صلاة الجمعة في مسجد شيعي في مدينة قندهار الأفغانية. وتبنى التنظيم الهجوم الانتحاري، قائلا في بيان نشره على قنواته في تلغرام، إن انتحاريين نفذا هجومين منفصلين داخل المسجد خلال صلاة الجمعة. ويأتي الهجوم بعد أسبوع على هجوم انتحاري آخر استهدف مصلين شيعة في مدينة قندوز (شمالي البلاد)، وتبناه تنظيم "داعش" أيضا.

ويشكل الشيعة 10 في المئة تقريبا من سكان أفغانستان وهم بغالبيتهم من الهزارة، وهي مجموعة عرقية مضطهدة منذ عقود في البلاد، بحسب فرانس برس. ويوضح فرغلي أن "داعش يتبع قاعدة ثلاثية تقوم على استغلال الأقليات، وضرب الأجهزة الأمنية، وتدمير الاقتصاد"، معتبرا أن "بهذه الأساليب يعزز امتداده وقوته الميدانية". وشدد على أن "الفوضى، هي البيئة المثالية التي يكبر من خلالها التنظيم ويصبح أكثر قوة وفتكا"، مذكرا بما حصل في مدينة الموصل وغيرها من مناطق الأقليات في العراق، "التي تم استهداف المسيحيين، الإيزيديين، ومن ثم القوات الأمنية فيها". وفقد تنظيم "داعش" السيطرة على المناطق التي كان يتواجد فيها حتى نهاية عام 2017،  وأبرزها الموصل، لكن خلاياه النائمة تقوم بشن هجمات بين الفترة والأخرى، وغالبيتها ضد قوات الأمن في مناطق نائية.

وأضاف فرغلي: "داعش يلعب على المتناقضات ومناطق التوتر، فمن خلال ضرب الأقليات يحدث ردات فعل محلية مختلفة، وأخرى دولية". ويرى الأكاديمي والباحث السياسي الأفغاني ذاكر جلالي، في حديث له، أن "داعش لا تستهدف الأقليات، وإنما الشيعة فقط، فهو يتعمد استهدافهم لأسباب تاريخية وفكرية". وعن الهدف وراء هذه العمليات، يقول جلال إن "التنظيم لا يريد شيئا من طالبان، وإنما يريد إثبات استمرار وجوده في الساحة وقدرته على التدمير والتخبير"، مضيفا: "هو لا يستهدف طالبان". وسلط هجوم مميت عند مطار كابول الشهر الماضي وسلسلة تفجيرات في مدينة جلال أباد شرقي أفغانستان الضوء على ما يواجهه استقرار البلاد من تهديد من جانب جماعات مسلحة عنيفة ما زالت تعارض طالبان. وأعلن داعش مسؤوليته عن الهجوم والتفجيرات. وهون ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، من شأن هذا التهديد قائلا، في سبتمبر الماضي، إنه ليس لتنظيم "داعش" وجود فعال في أفغانستان، مشددا على أن " داعش موجود في العراق وسوريا، لكن بعض الأشخاص، ربما يكونون من شعبنا الأفغاني، تبنوا فكر التنظيم".

ولكن فزعلي يعتبر أن "هذا النوع من الهجمات يخدم كل من الطرفين على حد سواء"، مع تأكيده على أنه "التباين الإيديولوجي الكبير بين طالبان وداعش". وأوضح أن "طالبان تبحث عن الشرعية والاعتراف الدولي، وفكرة محاربتها للإرهاب والقضاء على التنظيمات المسلحة يعطيها خطوة للأمام في الاعتراف الدولي بها". وتابع: "داعش يحاول تصوير محادثات طالبان مع الغرب في قطر، على أن عمل جبان، ما يساعده في تبرير هجماته واستقطاب المزيد من المجاهدين والمؤيدين له". وتتوسط قطر بين طالبان والدول الغربية في أعقاب خروج القوات الأجنبية من هذا البلد بعد حرب استمرت عقدين. كما أنها تستضيف مكتبا للحركة وقد سهلت المحادثات بين المجموعة الأفغانية والولايات المتحدة. وهذا الأسبوع، أجرى دبلوماسيون أميركيون وممثلون لنحو 10 دول أوروبية والاتحاد الأوروبي محادثات وجها لوجه مع قادة طالبان في الدوحة، هي الأولى من نوعها منذ هجوم طالبان الخاطف على عاصمة البلاد.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن المباحثات كانت "صريحة ومهنية" وإن الوفد الأميركي أكد "على أنه سيتم الحكم على طالبان من خلال أفعالها وليس فقط أقوالها".

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، في بيان، الأحد، أن المحادثات التي أجراها الوفد الأميركي مع ممثلي حركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة كانت "صريحة ومهنية" وأن الوفد أكد "على أنه سيتم الحكم على طالبان من خلال أفعالها وليس فقط أقوالها" وتقول طالبان إنها تريد اعترافا دوليا، محذرة من أن إضعاف حكومتها سيؤثر على الأمن ويؤدي إلى نزوح جماعي أكبر من البلاد. وحول قدرة طالبان على مواجهة التنظيم، يقول جلالي إن "الحركة قادرة على وقف النزيف، وستلقن داعش درسا لن ينساه في حياته". وأضاف: "طالبان هي الحكومة المسؤولة عن كافة الأراضي الأفغانية، ولا يمكن السكوت عن استهداف الشيعة على أراضيها، ولذلك ستقف في وجه هذه العمليات حتى لو استغرق الأمر بعض الوقت". ولحركة طالبان التي سيطرت على أفغانستان منتصف آب/ أغسطس عقب إطاحة الحكومة المدعومة من الغرب، تاريخها أيضا في اضطهاد الشيعة.

لكن الحكومة الجديدة بقيادة طالبان وعدت بإعادة الاستقرار إلى البلاد، كما تعهدت حماية الأقلية الشيعية التي تعيش اليوم في ظل حكمها. ولفت جلالي إلى أن "المحافظة على العلاقة الطيبة مع دول الجوار، وأبرزها إيران، من أبرز ما يدفع طالبان نحو مواجهة التنظيم وكبح محاولاته الفتنوية". وأشار إلى أن "أثناء التواجد الأميركي والحكومة السابقة، كانت طالبان تحارب التنظيم وقامت بتدمير قوته في المناطق التي ينتشر فيها وأبرزها ولاية ننكرهار، الأمر الذي يعني أنها قادرة اليوم على انهائه أيضا". واستدرك جلالي بأن "واقع الحركة اليوم مختلف عما سبق، فالاعتراف بالحكومة دوليا والملف الاقتصادي، جميعها تشكل أولويات قصوى يجب العمل عليها". من جهته، لا يوافق فرغلي على إمكانية التصدي لداعش بشكل فردي، قائلا: "إنهاء التنظيم ليس بالأمر السهل لاعتبارات عدة، وأبرزها عدم وجود الاستقرار السياسي والظروف الإقليمية غير المؤاتية".

وتابع: "هناك بيئة حاضنة للتنظيم تتمثل في بعض القبائل والجماعات، بالإضافة إلى الحدود غير المضبوطة مع باكستان، حيث يتواجد فرع آخر لداعش، فضلا عن وجود فئة من الأفغان رافضين للحوار مع الغرب". وشدد فرغلي على أن "الحرب بين طالبان وداعش ستمتد لسنوات طويلة، ولن تنتهي بهذه السرعة، لاسيما أن طبيعة الأرض الوعرة في أفغانستان وغيرها من الظروف الميدانية والعسكرية لن تسمح بذلك". وتوقع أن "استمرار هجمات التنظيم سيجبر طالبان على طلب معونة الغرب والولايات المتحدة، فضلا عن تمرير المساعدات الإنسانية والمالية لتتمكن من المواجهة". والثلاثاء الماضي، بحث قادة مجموعة الـ20،  الوضع في أفغانستان، بحضور الرئيس الأميركي، جو بايدن، ومؤسسات دولية مالية، بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض.

وناقش المجتمعون أهمية الاستمرار في محاربة الإرهاب، بما في ذلك التهديدات التي يشكلها تنظيم داعش خراسان. وأكد القادة التزامهم بتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني من خلال المنظمات الدولية المستقلة، وتعزيز حقوق الإنسان الأساسية لجميع الأفغان، خاصة النساء والأقليات. بينما يستبعد جلال التعاون مع الغرب في مواجهة التنظيم، قائلا: "لا اتصور ذلك فالدعم المطلوب هو مالي وسياسي، ولا يمكن أن تقبل طالبان بأي دعم عسكري". وكانت قد استبعدت حركة طالبان الأفغانية، الأسبوع الماضي، إمكانية التعاون مع الولايات المتحدة لاحتواء الجماعات المتطرفة في أفغانستان، متبنية موقفا متشددا إزاء القضية، وذلك قبل انطلاق أول محادثات مباشرة منذ انسحاب أميركا من البلاد في أغسطس الماضي. وكذلك شدد المتحدث السياسي باسم طالبان، سهيل شاهين،  على أنه لن يكون هناك تعاون مع واشنطن في ملاحقة فرع تنظيم داعش في أفغانستان، قائلا: "نحن قادرون على التصدي لداعش بمفردنا". وظهر تنظيم "داعش" في خراسان، وهو الاسم المأخوذ من الاسم القديم للمنطقة التي تضم أفغانستان الحديثة، أواخر عام 2014 للمرة الأولى لكن نفوذه تراجع من ذروته عام 2018 بعد سلسلة من الخسائر الفادحة التي ألحقتها به كل من طالبان والقوات الأميركية. وزاد عدد مقاتلي تنظيم "داعش" في خراسان مع إطلاق سراح السجناء عندما فتحت طالبان سجون أفغانستان خلال اجتياحها للبلاد. ويحدد معظم المحللين، والأمم المتحدة أيضا، قوام تنظيم "داعش" في خراسان بأقل من 2000 مقاتل، مقارنة بما يصل إلى 100 ألف مقاتل تحت تصرف طالبان.

قد يهمك أيضاً :

62 ضحية بتفجير انتحاري لـ"داعش" داخل مسجد في قندهار جنوب أفغانستان وإدانات واسعة

إيزيدية تكشف فظاعات "داعش" بعدما استعبدها البغدادي وزارت قبرها

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تنظيم داعش يستمر باستهداف الشيعة في أفغانستان وطالبان تتعهد بمحاربته تنظيم داعش يستمر باستهداف الشيعة في أفغانستان وطالبان تتعهد بمحاربته



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى
المغرب اليوم - أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى

GMT 09:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك
المغرب اليوم - عمرو دياب يتصدّر ميدان

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 10:41 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الفرنسي هيرفيه رونار يعود لتدريب منتخب السعودية

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 06:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الدولار الأميركي يواجه تحديات عقب توسع مجموعة "بريكس"

GMT 06:11 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية

GMT 09:46 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مانشستر سيتي في ضيافة وولفرهامبتون بالدوري الإنكليزي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib