أكَّد الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عبدالله نعمان، أن كارثة الشرعية بدأت عندما أقدم الرئيس عبدربه منصور هادي على الانقلاب على التوافق، وأقصى رئيس الحكومة التوافقي خالد بحاح الذي سواء اتفقنا أو اختلفنا معه، كان رئيسا لحكومة توافقيه، وإقصاؤه يعني انقلابا على التوافق.
وأضاف نعمان خلال مؤتمر صحافي عقده في تعز، إن الكارثة تمثلت بإقالة بحاح وتعيين رجل في موقع نائب رئيس الجمهورية، تاريخه مليء بالهزائم والفشل، تاجر حروب، وقائد للجماعات الإرهابية، لا يزال حتى هذه اللحظة عنوان للفشل والإخفاق في اليمن، وأكد أنه إن لم يتم تدارك الموقف، وإنقاذ اليمن، وإبعاد هذا الرجل من هذا الموقع، ستتوالى النكسات والانكسارات ولن نرى أملاً قريباً في تحقيق أي تقدم للعودة إلى المشروع الوطني الذي توافق عليه اليمنيون في مخرجات الحوار الوطني.
وحول موقف التنظيم الناصري منذ بداية الحرب التي اندلعت أواخر مارس 2015 قال نعمان إن موقفنا كان معلناً وواضحاً منذ بداية الحرب برفض التدخلات الخارجية في الشئون اليمنية، وقلنا بأن الحوثيين يتحملون كامل المسؤولية عن هذه الحرب التي أشعلوها، ويتحملون كامل المسؤولية عن استدعاء تدخل خارجي ما كنا نريده ولا نقبل به، لكن مع الأسف الشديد فشلت الشرعية، عفواً، بل فشلت قيادة الشرعية، لأن الشرعية في مفهومنا هي مجموعة القواعد والإجراءات المنظمة لعملية الانتقال السلمي للسلطة وإدارة الدولة للفترة الانتقالية، المؤسسات هي مجرد أدوات لهذه الشرعية، والأفراد هم رموز قابلون للتغيير في أي لحظة من اللحظات، فشلت قيادة الشرعية في إدارة الدولة، ولم تستطع أن تقدم نموذجاً جاذباً لجماهير الشعب اليمني في مختلف المحافظات، ولم تستطع أن تقدم الخدمات ولا أن توفر الأمن والاستقرار للمحافظات المحررة، فكان الإخفاق هو النتيجة النهائية لهذا الفشل الذريع، ولأساليب الإدارة الفاشلة التي كرست الفساد، وعجزت عن بناء جيش وطني، ومؤسسة أمنية على أسس وطنية رغم النداءات الوطنية المتكررة التي أطلقها التنظيم وحذر من مغبة تجاهلها وكثير من القوى السياسية.
وأضاف نعمان ”لقد كنا ندرك ما ستؤول إليه الأمور، من بقاء أفراد المقاومة في المحافظات، عبارة عن مجاميع لا تنضوي تحت قيادة عسكرية واحدة في كل محافظة ثم على مستوى الجمهورية، ولهذا في أول بيان أصدره التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عقب الحرب، في 1 يونيو 2015م، دعونا إلى توحيد المقاومة تحت قيادة واحدة، وحذرنا بأن بقاءها بهذه الطرق المشتتة والممزقة سيجعلها جزر متقاتلة بعد إنجاز عملية التحرير، وهذا ما حصل، تحولت مجاميع المقاومة إلى مجاميع مسلحة تتناحر وتتنازع، تقلق الأمن والسكينة العامة، طالبنا بيمننة عناصر المقاومة، وأن يكون دور الخارج دور الداعم اللوجستي فقط، دعونا لأن تكون الحكومة هي البوابة والمعبر الوحيد لتقديم الدعم والمساعدات، لكن مع الأسف الشديد غياب الدولة، غياب قيادة الشرعية، وعدم قدرتها على إحكام قبضتها وسيطرتها وفرض وجودها بالداخل، جعل اليمن باباً مفتوحاً للقوى الإقليمية تتعامل مع من تريد، وتقدم من تشاء وما تريد لمن تريد، الأمر الذي اوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.
وأشار نعمان إلى أن التنظيم الناصري أطلق عدداً من الدعوات، لإجراء إصلاحات عميقة وجذرية في مختلف مؤسسات الدولة، وإلغاء كافة القرارات التي صدرت منذ انقلاب الحوثيين وحتى هذه اللحظة، تلك القرارات التي لا تتوافق مع مخرجات الحوار الوطني، ومعايير شغل الوظيفة العامة المحددة في القانون، وأن التنظيم اعتبر هذه القرارات بمثابة انقلاب على التوافق الوطني، وعلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ومثلت عبئاً كبيراً على الخزينة العامة، وكارثة على عملية الإصلاح، منوها إلى أن قرارات التعيين التي تصدر في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لكوادر مدنية، أدت إلى الإخفاق في قيادة المعارك، وأدت إلى تأجيل حسم المعركة مع الانقلابيين.
ونوه نعمان إلى أن سلسلة من الأخطاء والخطايا للشرعية والتحالف أدت إلى إطالة أمد الحرب، فلم تكن هزيمة الحوثيين مستعصية في أي لحظة من اللحظات، كان الاستعصاء هو الاختلال الذي ساد وشاب أداء الشرعية والتحالف، وكان ذلك هو السبب الأبرز والرئيسي في إطالة أمد الحرب فمنذ توقيع اتفاقية استوكهولم التي أتاحت لقوى الانقلاب الفرصة لإعادة رص صفوفها وتنظيم قواتها وتحقيق هزائم متلاحقة بالشرعية، بدءاً من حجور ثم الضالع ثم نهم ثم الجوف وغداً لا نعلم ماذا ستأتي من مفاجآت، الأمر الذي يتوجب على كل القوى السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني أن ترفع مستوى الجاهزية واليقظة لمواجهة انكسار الشرعية والضغط من أجل معالجة الأخطاء والاختلالات ولمواجهة هذا المشروع الانقلابي الذي نقول اليوم من هنا أنه لن يحكم اليمن.
وفيما يخص المشاورات الأخيرة التي جمعت القوى السياسية مع المبعوث الأممي في عمَّان، أكد نعمان أن لقاء عمَّان لم يكن لقاء مشاورات، كان لقاءا تشاوريا للتحضير لمشاورات، ذهبنا بناء على دعوة من المبعوث الأممي، كان يفترض أن يحضر ممثلين عن الحوثيين وعن المجلس الانتقالي، مع الأسف الشديد لم يحضر ممثلين عن المجلس الانتقالي، الحوثيين اعتذروا في اللحظات الأخيرة، وحضر فقط سيف الوشلي من ألمانيا، كان موضوع الحديث هو هل توجد إمكانية للذهاب نحو جولة جديدة من المشاورات، ما هي أبرز التحديات التي يمكن أن تعيق استئناف العملية السياسية، عن إجراءات بناء الثقة التي يمكن أن تدفع للحوار، وبالتالي هذا هو لقاء أولي تشاوري وليس مشاورات، كان لقاء عمان في غياب الحوثيين تحديداً عبارة عن حوار يجري بين طرف واحد.
وأشار نعمان إلى أنه لا يوجد في الأفق الآن ما يشير إلى أن هناك مشاورات قادمة قريبة يمكن أن يكتب لها النجاح، وهناك عوامل واسباب متعددة تجعلني أجزم بهذا الأمر، أولاً الحوثيين بطبيعة حالهم، وبطبيعة منهجهم الفكري لا يريدون الوصول إلى تسوية سياسية، التسوية التي تشارك فيها كل المكونات السياسية ستجعل من الحوثيين طرفا من أطراف العملية السياسية، وستحافظ على التعددية والديمقراطية، من منكم يتصور أن عبد الملك الحوثي سيقبل أن ينافس في الانتخابات أي مواطن أو رعوي آخر في اليمن، الناس وفق الوثيقة الفكرية لمن يسمون أنفسهم أنصار الله، يدعون بأن لهم حق إلهي في حكم اليمن، وأن الآخرين مجرد عبيد مسخرين فقط لسلطتهم، هذا واحد، والثاني أن عبد الملك الحوثي، بالنسبة لهم، هو علم الهدى، علم الهدى لا يقبل المنافسة مع الآخرين، فوق المرجعية حتى في إيران، في إيران هناك شكل معين لانتخاب المرشد الأعلى ويمكن يعزله، أما علم الهدى فليس مسؤولا إلا أمام خالقه، هو الذي أعطاه السلطة وهو الذي منحه الحق وما على الآخرين إلا الخضوع، تيار بهذا المفهوم وبهذا الفكر وبهذا الاعتقاد، لا يمكن أن يقبل التسوية إلا في إحدى حالتين، إما أن يحصل فعل عسكري يؤدي إلى تعديل في موازين القوى لصالح الشرعية، أو إقامة نموذج جاذب يفرض سيطرة الدولة في المناطق التي تسيطر عليها الشرعية، ويلحق بهم هزيمة سياسية، وبالتالي في هذه الحالة يمكن أن يخضعوا ويقبلوا الحوار، في هذه اللحظات هم يشعرون بغرور القوة، ولا أظن أنهم سيقبلون بالذهاب إلى مشاورات، في هذه اللحظات، الشرعية تنشأ لديها مخاوف وهي في حالة ضعف، مواقفها تراجعت، الحوثيين في حالة زهو وانتصار وبالتالي الظروف لن تسمح للشرعية بالذهاب إلى مفاوضات ممكن أن توفر لها وضع تفاوضي أفضل، هناك معوقات أيضاً تتعلق بالإقليم، هناك لاعبون إقليميون زاد نفوذهم في المشهد اليمني، إيران وتركيا، هناك تباين في الرؤى بين الإمارات والمملكة العربية السعودية وإن كان هذا التباين لم يظهر إلى السطح، هذه أيضا من ضمن المعوقات التي تقف أمام الذهاب إلى مشاورات، هناك التصعيد الأميركي الإيراني، الآن إيران لن تسمح للحوثيين بالذهاب إلى مفاوضات ما لم تملِ ما تريد وتخرج بمفاوضات تحقق لها ما تريد، هي لا يمكن أن تستغني عن أدواتها ليس في اليمن فحسب وإنما في المنطقة بشكل عام، وبالتالي لا أرى أملاً للذهاب إلى مفاوضات في وقت قريب.
وحول اتهام بعض الأطراف للتنظيم الناصري بالعمالة لدولة الإمارات قال نعمان إن هذا شيء مضحك ويدعو للسخرية أن نتهم نحن بالعمالة لدول أجنبية، فأولاً نحن تنظيم مدني يعمل وفق قانون الأحزاب، لا نبني علاقات مع أي دولة من الدول على الإطلاق، وعلاقتنا مع أي دولة من دول التحالف هي علاقة في إطار منظومة الشرعية مع هذه الدول، ليست هناك علاقات خاصة للتنظيم الناصري بأي دولة، هذه كذبة، أطلقها قيادي مرموق في حزب ينتمي لجماعة لها ارتباطات دولية بدول وأجهزة في الخارج، هذا كلام لا أقوله من عندي، يقوله اليوم قادة ومؤرخون كانوا ينتمون لهذه الجماعة، وباتوا يكتبون مذكرات ويؤكدون ارتباط هذه الجماعة بالأجهزة والدول.
وأضاف نعمان: "نحن موقفنا واضح من التحالف، منذ اللحظة الأولى للحرب، في بيان الأمانة العامة الصادر في 27 مارس قلنا نرفض التدخل الخارجي ولا نقبله، في بيان الأمانة العامة الصادر في أكتوبر 2017، كان لنا موقف واضح في هذه المسألة، وهكذا تكرر الأمر في كثير من بيانات الأمانة العامة، في مقابلات ولقاءات في ندوات كنتُ واضحاً وصريحاً، ونحن أول من طالب بعلاقة ندية مع التحالف نحن أول من طالب بتصويب العلاقة مع التحالف، نحن أول من انتقد أخطاء وخطايا التحالف، لم نسمع لهذه الجماعة ولا لأتباعها صوتاً في أي لحظة من اللحظات ينتقد التحالف، كانوا في كل الأوقات يلهثون ويسعون لإقامة العلاقات مع هذا التحالف، هذه الجماعة التي أطلقت هذه الفرية، وهذه الكذبة، هي التي ترتبط بعلاقات خارجية مع دول معروفة، وهي التي يرتمي جزءاً منها في أحضان السعودية، وجزءاً آخر في أحضان قطر وأجزاء أخرى لا ندري في أحضان من ترتمي،. الشعب اليمني ذكي، ولديه القدرة على تمييز الغث من السمين، نحن نثق في قدرة شعبنا على معرفة المواقف الحقيقية وبالتالي لن نلتفت للرد على هذه الافتراءات ولن تهزنا حملاتهم المسعورة منذ سنوات".
ونبه نعمان القيادة العسكرية وكل القوى السياسية في محافظة تعز إلى اعتقاده أن الهدف القادم للحوثيين هو محافظة تعز، وبالتالي علينا أن نعيد رص صفوفنا وأن نكون جاهزين لهذه المواجهة، تعز تحَضَّر لمعركة منذ فترة، ليس من قبل الحوثيين فقط ولكن من قبل اللاعبين الإقليميين، تتذكرون منذ فترة أحد قادة حزب الجماعة أطلق نداءاً للمجندين من أبناء تعز وإب في الحدود الجنوبية للسعودية بالعودة إلى تعز، وتتذكرون أنه أنزل تسجيلاً صوتياً يقول إنه على استعداد لدفع المرتبات لعدد 10 - 15 ألف جندي، من أين تأتيه هذه الأموال، وإلى أي حد وصلت هذه الصفاقة! ثم بعد ذلك، تستقبل الشرعية في مارب وفي تعز وتحديداً في المعهد العالي للمعلمين، التابع اللواء 22 شرعية، وفي معسكر يفرس التابع للواء 17 شرعية، هؤلاء المجندين وغيرهم ممن حشدوا للتدريب في هذه المعسكرات، ما هي صفة هذا القائد، وما موقعه في سلم التراتبية العسكرية ليوجه مثل هذا النداء، وتحت أي مبرر تفتح له الشرعية المعسكرات لاستقبال هؤلاء الأفراد وغيرهم من المجندين وإعدادهم وتدريبهم.
وتحدث نعمان أن هناك مخططا ضد تعز للزج بها لتكون حربة لإفشال اتفاق الرياض، هناك سلسلة من الأخطاء نحن نرتكبها ترسل رسائل خاطئة لإخواننا في المحافظات الجنوبية، أرجو أن نبتعد عن مثل هذه الألاعيب، لسنا ناقصين، عندما حدثت الأحداث في عدن، حشدت قوة من تعز، باتجاه لحج، جمعت في التربة، ووصلت إلى وادي المقاطرة، هي قوة محدودة، لا يمكن أن تحدث تعديلا في موازين القوى في المعركة التي كانت جارية في عدن، الهدف منها فقط، وممن اتخذ هذا القرار وهو فوقي وليس من هنا، هنا كانوا أدوات للتنفيذ فقط، الهدف هو استفزاز الاخوة في المحافظات الجنوبية وإشعارهم بأن الخطر قادم من تعز، يعني المنفذ والمعبر الوحيد الذي تأتي منه المواد الغذائية والتموينية وصلة الوصل بيننا وبين العالم هو منفذ هيجة العبد، نريد أن نغلقه وتحت مبررات واهية، كان التحضير يجري من قبل بحجة أن هناك خطر قادم من الساحل، بعد ذلك قيل إن هناك خطر قادم من عدن، سننزل نساعد في القضاء على هذا الخطر، هذا لعب بالنار، إثارة للفتن، تمزيق للنسيج الاجتماعي، لا ينبغي أن ننزلق إلى مثل هذه المنزلقات كقيادات عسكرية، وقيادات في السلطة المحلية بالمحافظة، ولا ينبغي أن نصمت نحن كجماهير وكأبناء لهذه المحافظة، هذا يقوض السلم الأهلي في المحافظة ويقوض السلم الأهلي في المحافظات الجنوبية.
وحول التحالفات السياسية وإمكانية تشكيل تحالفات جديدة في تعز تحديدا بمعزل عن أي حزب لا يسعى ولا يريد العمل من أجل تطبيع الحياة في المحافظة قال نعمان إن الأمر مطروح لقيادات الأحزاب بالمحافظة لتقييم التجربة وأن يتخذوا ما يرونه مناسباً من إجراءات، نحن حريصون على أن يعمل الجميع وأن نعمل سوياً من أجل إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، علينا أن نترفع عن الخلافات، ونقتنع بأننا في مرحلة استعادة الدولة ولسنا في مرحلة غنيمة الدولة، مرحلة استعادة الدولة بهياكلها التي كانت قائمة لحظة وقوع الانقلاب، وعلينا أن نفرق بين استعادة الدولة وإصلاح المؤسسات، إصلاح المؤسسات يأتي في مرحلة تالية، بعد استعادة الدولة، وينبغي أن يأتي الإصلاح من داخل المؤسسات وفقاً لقوانين وشروط الخدمة في تلك المؤسسات، لا ينبغي أن نستغل الفرصة الآن لاغتنام المؤسسة، وإلا ما الفارق بيننا وبين المليشيات الانقلابية.. لا يوجد فرق؟!
وفي ما يخص تعرص التنظيم الناصري وأمينه العام لحملة تحريض وتخوين عبر الإعلام الرسمي وعلى رأسه الفضائية اليمنية قال نعمان إن الإنقلاب على التوافق السياسي أدى إلى إقصاء كل المكونات السياسية باستثناء طرف واحد مُكن من الاستئثار بأجهزة الدولة ومن كل مفاصلها، بما في ذلك المؤسسات الإعلامية، لذلك، لا غرابة لدينا بأن تقود أو تساهم هذه القنوات الرسمية الناطقة باسم الحكومة والشرعية حملة التحريض ضدي وضد التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وقد كنا نتوقع هذه الحملات، لأننا نواجه مراكز القوى ونواجه المصالح، ونواجه مشاريع التربح والتكسب من هذه الحرب، وليست هذه المرة الأولى التي تشن فيها حملة علي وعلى التنظيم من قناة الفضائية اليمنية، قناة الشرعية، الغريب في الأمر، أنهم يستضيفون أناساً يكيلون التهم للآخرين، ولا يكلفون أنفسهم التواصل بمن يكيلون لهم تلك التهم والسباب والبذاءات التي أترفع أنا في الرد عليها، هذه عبارة عن أدوات، والقنوات الإعلامية التابعة للشرعية هي قنوات محتكرة من طرف سياسي معين هو حزب الجماعة إياها.
وفيما يخص اتفاق الرياض أكد نعمان أن الاتفاق هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ اليمن من الغرق والتشظي والذهاب إلى حروب بينية متعددة داخلية، اتفاق الرياض يعتبر منجزاً وفرصة أخيرة لإنقاذ اليمن، وهو يوفر الفرصة لإعادة رص الصفوف الداعمة للشرعية، أو بصورة أصح القوى المناهضة للإنقلاب التي تعمل لاستعادة الدولة، وينبغي على كل الأطراف أن تعمل من أجل تنفيذ هذا الاتفاق الذي يوفر مساحة للحوار والعمل المشترك بين كل مكونات الشرعية والمجلس الانتقالي، ويضيف قوة إلى قوة الشرعية فيما إذا نفذ، ويعيد رص الصفوف لهزيمة المشروع الانقلابي واستعادة الدولة، مع الأسف الشديد، القوى ذات المصالح التي تتربح من الحرب والتي تخشى من أن تنفيذ هذا الاتفاق سيكون على حساب بعض المصالح والمكاسب التي تحققت لها سواءً في المؤسسات المدنية أو في المؤسسات العسكرية، القوى التي تخاف من إعادة بناء الجيش على أسس وطنية، القوى التي تخاف من إعادة بناء المؤسسة الأمنية على أسس وطنية، هي التي تقف عائق أمام تنفيذ هذا الاتفاق، والقوى المستفيدة من الفساد، المتربحة من الحرب، سواءً عبر المعارك العسكرية والسلاح أو عبر احتكار توريد بعض السلع هي التي تقف حائل دون تنفيذ هذا الاتفاق.
وحول ما يتردد عن وجود حالة المناكفات التي وصلت إلى حالة صراع بين التنظيم الناصري والتجمع اليمني للإصلاح وأثرها على التحالفات السياسية أشار نعمان إلى ضرورة تصحيح الصورة، فليس هناك صراع، ولا ينبغي أن تتحول المشكلة في تعز وأن تختزل بأنها صراع بين الإصلاح والناصري، ليس بيننا وبين الإخوة في الإصلاح أي خلاف على الإطلاق، نحن ليس لدينا مليشيات مسلحة، عشان نتصارع، ولا نقاتل من أجل استعادة أو التنافس على مساحات معينة، لسنا تنظيم مسلح، نحن تنظيم مدني، رؤيتنا واضحة، الخلاف بيننا وبين الآخرين، بيننا وبين التجمع اليمني للإصلاح بصورة واضحة، خلاف برامجي، نحن قدمنا برنامج واضح لإعادة بناء المؤسسات وإصلاح المؤسسة العسكرية في محافظة تعز، كحد أدنى، غير البرنامج التنفيذي الذي قدمنا مشروعه للتحالف السياسي، هذا البرنامج نوقش، كانت رؤيتنا تقوم على أساس أننا في مرحلة استعادة الدولة ولسنا في مرحلة غنيمة الدولة، أن استعادة المؤسسات في هذه المحافظة ينبغي أن تتم بهياكلها القائمة قبل الانقلاب، ما عدا من قاتل مع الانقلابيين أو من لدينا أدلة على أنه تعاون معاهم، لا ينبغي أن نصنف عفاشي ومدري أيش، نحن لا علاقة لنا بما يستقر في مكنونات النفس، فلان يحب فلان أو علان هذا شأنه الخاص، أنا أحب عبد الناصر وهو يحمل الجنسية المصرية وقد مات، يعني ستحاسبني وتحرمني من أبسط حقوقي وتقصيني من وظيفتي، لأننا أحب عبد الناصر أو إبراهيم الحمدي، المعيار هو حاجتين، حمل السلاح في مواجهة مقاومة المشروع الانقلابي، هذا طرف لا يمكن أن نقبله، المعيار الثاني أداء هذا الموظف العام من خلال موقعه الوظيفي، لا نتعامل من خلال انتماءاتهم ولكن من خلال أداءهم، هناك من رفض هذا المشروع صراحةً ووضوحاً أثناء النقاش، وعندما تغلب الأمر من قبل الأحزاب عليهم في النقاش، وأقر بطريقة أو بأخرى بهذا المفهوم، لجأ إلى عملية الاستقواء بالسلاح الموجود وعملية الفرض.
وأضاف نعمان لا أقول جديداً أن هذا الطرف فقط في الوقت الأخير عندما جاء محافظ المحافظة نبيل شمسان، وأخذ قرارا بتغيير مؤسسة المياه، ذهب إليه بعض قيادات الإخوة في التجمع اليمني للإصلاح من هنا، وإذا أرادوا سأذكر بالاسم، ذهبوا له للقرية، وسألوه لماذا تجري هذه التغييرات بدون التشاور معنا، قال لهم تقصدون أتشاور معكم كأحزاب التحالف السياسي، قالوا لا، بل نحن التجمع اليمني للإصلاح، يعني إلى هذا الحد بلغت الوصاية، قال لهم خلاص، إذا انتم مش قابلين، أنا سألغي قراري الآن، وسأكتب ديباجة للقرار بأنه، بناءً على الدستور، والمبادرة الخليجية وقانون كذا، وبناءاً على رفض التجمع اليمني للإصلاح سأصدر قراراً بتغيير القرار السابق، حينها اقتنعوا، هذا الكلام طبعاً معروف، وبلغت حتى قيادة التجمع اليمني للإصلاح من قبل المحافظ، عندما جاء المحافظ الدكتور أمين محمود، وبدأ يجري تغييرات في بعض المواقع، خرجت مظاهرات في أكثر من مكان، كيف نحن أحزاب نستدعي الدولة وندعي أننا نقاتل من أجل استعادة الدولة، أو ندعم الشرعية من أجل استعادة الدولة، وبالتالي نتمرد على قراراتها، أو نوفر غطاء لمن يتمرد على قراراتها. أقول لكم: إذا في ترفع شوية عن بعض المصالح في تعز، ممكن العملية تمشي، إذا سمح بإجراء إصلاحات في المؤسسة العسكرية، وقبل الناس أن تفتح المؤسسة العسكرية لكل الناس ما تتحول جيتو ”منطقة مغلقة” لا يعلم أحد ما يجري بداخلها، يمكن تنصلح الأمور.
قد يهمك أيضا" :
يمنيون يشكون من "حوثنة" القيود الاجتماعية ويخشون تماديها
مقتدى الصدر يواجه "شماتة" خصومه وجماعات الحراك في العراق
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر