أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء الأربعاء، فرض عقوبات جديدة على إيران كأول ردّ رسمي على هجمات صاروخية إيرانية على قاعدتي عين الأسد في الأنبار وأربيل في شمال العراق، مضيفا أيضا أن بلاده تدرس كل خيارات الردّ على تلك الهجمات.
وقال الرئيس الأميركي "ستفرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية إضافية على النظام الإيراني"، مؤكدا أن إدارته ستواصل دراسة الخيارات الأخرى للرد على الهجوم الصاروخي الإيراني، وتابع "هذه العقوبات القوية ستبقى حتى تغير إيران سلوكها، خلال الأشهر الأخيرة وحدها، احتجزت إيران سفنا في المياه الدولية وشنت هجوما غير مبرر على السعودية وأسقطت طائرتين مسيرتين أميركيتين".
واعتبر ترامب أن إيران "تخفف من حدة موقفها على ما يبدو" بعد الضربات الصاروخية الإيرانية على قاعدتين يتمركز فيهما جنود أميركيون في العراق لم تسفر عن أي إصابات في صفوف الأميركيين أو العراقيين.
وصرح ترامب في بيان في البيت الأبيض "جميع جنودنا بخير ولم يلحق سوى ضرر طفيف بقواعدنا العسكرية. قواتنا الأميركية العظيمة مستعدة لكل شيء"، مضيفا "يبدو أن إيران تخفف من حدة موقفها وهو أمر جيد لجميع الأطراف المعنيين وللعالم. لم نخسر أي أرواح أميركية أو عراقية".
وركز ترامب على فرض عقوبات اقتصادية دون أن يشير إلى ردّ عسكري محتمل على تلك الهجمات الصاروخية التي اعتبرها خبراء ردا أوليا متحفظا على مقتل الجنرال قاسم سليماني في ضربة جوية أميركية في بغداد الجمعة الماضي.
وشنت طهران الهجمات الصاروخية بقوات من داخل إيران بدلا من الميليشيات التابعة لها في المنطقة. وشكل هذا الهجوم انعطافة جديدة في المواجهة المتصاعدة بين واشنطن وطهران.
وتحدث ترامب عن الانجازات الاقتصادية الأميركية التي قال إنها جعلت الولايات المتحدة أقل اعتمادا على نفط الشرق الأوسط وهو ما يغير "أولويات واشنطن الاستراتيجية" في المنطقة، كما قال "اليوم سأطلب من حلف شمال الأطلسي أن يكون حاضرا بشكل أكبر في الشرق الأوسط"، داعيا القوى العالمية إلى الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني كما فعل هو في مايو/ايار 2018.
وينهار الاتفاق النووي المبرم في 2015 بشكل متزايد، حيث أعلنت طهران الأحد الماضي أنها لن تلتزم بعد اليوم بالقيود المفروضة على عدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، في انتهاك لأحد التزاماتها بموجب الاتفاق النووي.
وقال ترامب "لقد حان الوقت لكي تدرك المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وروسيا والصين هذه الحقيقة. عليها الآن الانسحاب من بقايا الاتفاق النووي"، مضيفا "علينا جميعا أن نعمل من أجل التوصل إلى اتفاق مع إيران يجعل العالم أكثر أمانا وسلما".
وخاطب الإيرانيين مباشرة وقال إن الولايات المتحدة تريدهم أن يستمتعوا بـ"مستقبل عظيم" من الازدهار والانسجام الذي يستحقونه مع الدول الأخرى، مؤكدا "الولايات المتحدة مستعدة للسلام مع جميع من يسعون إليه".
تأتي تصريحات ترامب بينما كشفت مصادر مطلعة الأربعاء، أن ثمة اعتقاد متزايد بين مسؤولين في الإدارة الأميركية، بأن الصواريخ الإيرانية "أخطأت عن عمد" المناطق التي يتواجد بها الجنود الأميركيون أثناء استهداف قاعدتين عسكريتين في العراق.
ونقلت شبكة 'سي إن إن' الأميركية عن مسؤولين (لم تحدد هوياتهم)، قولهم إن إيران كان بوسعها أن توجه صواريخها إلى المناطق المأهولة بالأميركيين، لكنها لم تفعل ذلك.
ورجح المسؤولون أن طهران ربما تكون اختارت "إرسال رسالة"، بدل اتخاذ إجراءات خطيرة تدفع إلى رد عسكري أميركي كبير وهي إشارة محتملة إلى أن الإدارة تبحث عن مبررات لتهدئة التوترات، ونوّهوا بأنه لم تقع إصابات في صفوف القوات الأميركية جراء الهجمات، حيث سقطت الصواريخ أيضا قرب قنصلية واشنطن في أربيل دون أن تصل إليها.
وفي الوقت الراهن تقوم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بتقييم ما إذا كان هذا هو الحد الأقصى لرد إيران وإذا كان محسوبا للتأكد من أنه لم يتسبب في أضرار جسيمة.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية (لم تسمه الشبكة) "كان بإمكاننا القيام بذلك ولم نفعل"، هي الرسالة التي يبدو أن الإيرانيين يرسلونها.
وأضاف أن الولايات المتحدة منحت إيران "فرصة للقيام بما يجب عليها فعله وليس التصعيد بقتل الأميركيين"، وأشار المسؤول إلى الكيفية التي قامت بها الإدارة الأميركية بتأطير الانتقام، معتبرا أن هذه "خطوة ذكية" من جانب الإيرانيين الذين برهنوا على أن لديهم "المزيد ليخسروه" إذا قتلوا الأميركيين.
ولفتت "سي إن إن" إلى أن هذا التفسير سيعرض على وزير الخارجية مايك بومبيو خلال إحاطة إعلامية الأربعاء ومن المتوقع أن يقوم بدوره بإطلاع الرئيس دونالد ترامب عليه لاحقا، وعقب استهداف القاعدتين، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب أحيط علما بالهجوم وأنه يتابع تطورات الأوضاع عن كثب.
وردا على الهجمات، قال ترامب في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض "لم نتكبد أي خسائر بشرية، جميع جنودنا سالمون وتعرضت قاعدتانا العسكريتان لأضرار طفيفة فقط"، ولوح بفرض المزيد من العقوبات على إيران وقال إن إدارته تقيّم مزيدا من الخيارات للتعامل مع طهران.
قد يهمك ايضا :
تجدد الاشتباكات بين الجيش الليبي وقوات الوفاق شرق العاصمة طرابلس
الجيش الليبي يدمر مخازن عسكرية تركية في مصراتة ويكشف عمليات شحن جديدة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر