الخرطوم ـ جمال إمام
شدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، على تمسكه بالوثيقة الدستورية، وإجراء حوار شامل مع كل القوى السياسية لاستكمال هياكل السلطة الانتقالية.
وأكد البرهان خلال لقائه بمساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون الإفريقية مولي فيي "حرصه على إنجاح عملية الانتقال الديمقراطي بالبلاد، وصولا لانتخابات حرة ونزيهة في تموز/ يوليو 2023".
وجدد البرهان "عدم رغبة المكون العسكري في الاستمرار بالسلطة، واستعداده وانفتاحه لقيادة حوار دون شروط، يفضي للاستقرار والتنمية في البلاد".
وأشار إلى "حرصه على تأمين الفترة الانتقالية والحفاظ على الأمن القومي وفرض هيبة الدولة، وتجنيب البلاد الانزلاق نحو الاضطراب والفوضى".
وتطرق البرهان لمسألة المعتقلين السياسيين، وقال إن "خطوات إطلاق سراحهم قد بدأت بالفعل، وأي معتقل لا تثبت عليه تهمة جنائية سيتم إطلاق سراحه".
من جانبها، استمعت المسؤولة الأميركية للرؤية السياسية التي طرحها البرهان حول المسار الديمقراطي والوصول لانتخابات حرة ونزيهة.
وأشارت إلى "حرص الولايات المتحدة ودعمها للتحول الديمقراطي بالبلاد وإنجاح الفترة الانتقالية"، ونوهت إلى "الاهتمام الذي يوليه الرئيس جو بايدن شخصيا لما يدور في السودان، وحرصه على إنجاح الفترة الانتقالية وصولا للديمقراطية المنشودة".
وأعلنت مساعدة وزير الخارجية الأميركي مولي فيي على "تويتر"، الثلاثاء إنها التقت مع رئيس الوزراء السوداني المعزول عبد الله حمدوك خلال زيارتها للخرطوم وبحثت معه سبل المضي قدما نحو استعادة الانتقال الديمقراطي في البلاد.
ولا يوجد المزيد من التفاصيل حتى الآن حول الاجتماع مع حمدوك الذي تم وضعه قيد الإقامة الجبرية في 25 تشرين الأول/ أكتوبر عندما سيطر الجيش على السلطة، مما أوقف عملية الانتقال الديمقراطي التي بدأت بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في عام 2019.
التقت فيي، أثناء زيارتها للسودان التي استمرت ثلاثة أيام، مع قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي أخبرها بأن خطوات الإفراج عن المعتقلين السياسيين الذين تم اعتقالهم أثناء السيطرة على السلطة قد بدأت، وفقا لوكالة السودان للأنباء. ولن يشمل الإفراج من يواجهون اتهامات جنائية.
وقالت السفارة الأميركية إن فيي التقت أيضا مع مريم المهدي وزيرة الخارجية في الحكومة التي حلها البرهان "لإبداء دعم الولايات المتحدة للحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون".
وأنهى الانقلاب شراكة انتقالية بين الجيش والجماعات المدنية التي ساعدت في الإطاحة بالبشير.
وتوقفت جهود الوساطة مع تحرك البرهان لتشديد قبضته بمساعدة قدامى المحاربين في عهد البشير. وقالت وكالة السودان للأنباء إن مجلس السيادة الجديد الذي عينه البرهان الأسبوع الماضي اجتمع للمرة الثانية اليوم الثلاثاء وبحث تعيين رئيس وزراء جديد.
تخطط لجان المقاومة المحلية في جميع أنحاء العاصمة لاحتجاجات على الطرق الرئيسية وداخل الأحياء الأربعاء للمطالبة بتسليم كامل للسلطات المدنية ومحاكمة قادة الانقلاب.
كما نظم عدد من المجموعات المهنية، منهم أطباء وصحافيون، احتجاجات خلال الأيام الماضية.
وواجه مئات الألوف ممن خرجوا في مظاهرات بأنحاء البلاد يوم السبت الغاز المسيل للدموع وإطلاق النار من قوات الأمن. وقُتل سبعة أشخاص، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية، ليرتفع عدد القتلى منذ الانقلاب إلى 25.
وتشكو لجان المقاومة والجماعات المهنية من اعتقالات في صفوف نشطاء ومحتجين منذ بدء الانقلاب. كما تم اعتقال عدد من الساسة والمسؤولين المدنيين الرئيسيين منذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر.
وأدانت السفارة الأميركية في بيان الاثنين العنف ضد المحتجين وقالت إن فيي ستشجع على إطلاق سراح المعتقلين.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر