الرباط – رضوان مبشور
الرباط – رضوان مبشور
تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب والجزائر، صورة لمجموعة من الشباب الجزائري قاموا بإحراق العلم المغربي بمدينة وهران (غرب الجزائر)، ردا على إنزال مواطن مغربي لعلم دولة الجزائر من أعلى مبنى القنصلية العامة للجزائر بمدينة الدار البيضاء. وهو ما خلف صراعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب ونظرائهم
الجزائريين.
ففي الوقت الذي اعتبر فيه نشطاء في الجزائر، أن ما أقدموا عليه، أقل ما يمكن القيام به إزاء نكس علم دولتهم في الدار البيضاء، في الفاتح من تشرين الأول/ نوفمبر، الذي يعتبر عيدا وطنيا بالنسبة للجزائر، اعتبر مغاربة أن من قام بإحراق العلم المغربي مجرد "شردمة" لا تتحدث باسم الشعب الجزائري الذي تربطه بالمغرب مجموعة من الروابط المشتركة على مستوى الدين واللغة والثقافة والهوية.
وفي سياق متصل، قامت السلطات المغربية، بتعزيز التواجد الأمني أمام سفارة دولة الجزائر بالعاصمة الرباط، وكذلك قنصليتي الدار البيضاء ووجدة، تحسبا لأي ردود أفعال من الجانب المغربي.
وفي مقابل ذلك قامت السلطات الجزائرية بدورها بتعزيز الاجراءات الأمنية في محيط البعثات الدبلوماسية المغربية بالجزائر، كإجراء استباقي للحيلولة دون اقتحام سفارة الرباط بالجزائر العاصمة، على غرار اقتحام ناشط مغربي لقنصلية الجزائر بالدار البيضاء.
وقالت مصادر إعلامية جزائرية أن "الشرطة الجزائرية رفعت عدد عناصرها أمام مقر القنصلية العامة للمغرب في الجزائر بشكل لافت، بعدما كان الوجود الأمني يقتصر على شرطيين فقط، كما شوهدت الاجراءات ذاتها في محيط السفارة ومقر إقامة السفير المغربي، وكذلك قنصلية المغرب بمدينة وهران".
وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، "نحن نأسف لاستمرار تعبئة الحشود حول سفارتنا بالرباط وقنصليتنا بوجدة، لأن ذلك سيؤدي إلى تكرار مثل هذه الانزلاقات الخطيرة".
وقللت الرباط خلال اليومين الماضيين من حدة لهجتها تجاه الجزائر، حيث رفض مجموعة من المسؤولين المغاربة الحديث ل "المغرب اليوم" عن العلاقات المغربية – الجزائرية، مكتفين بالقول أن "السفير المغربي سيستأنف عمله بشكل رسمي بسفارة المغرب بالجزائر ابتداء من الإثنين"، مؤكدين أن "الرباط لم تتسرع أثناء اتخاذها لقرار سحب سفيرها من الجزائر".
وقال مصدر دبلوماسي ل "المغرب اليوم" أن الخطاب الذي سيلقيه العاهل المغربي الملك محمد السادس، الأربعاء المقبل، بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، سيعرف مجموعة من المستجدات، حيث من المرتقب أن يتطرق خلاله للعلاقات المغربية – الجزائرية التي تأثرت بشكل كبير الأسبوع الماضي، ووصلت إلى حد استدعاء الرباط لسفيرها بالجزائر للتشاور.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر