دمشق - جورج الشامي
دعت الولايات المتحدة النظام السوري " للكشف في اسرع وقت ممكن عن حجم وخصائص ترسانته الكيماوية"، في حين من المتوقع أن يعقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره سيرغي لافروف اجتماعاً يخصص لمناقشة الاقتراح الروسي بشأن الملف الكيميائي السوري، وفي غضون ذلك أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الخميس، أن تقرير مفتشي الأمم المتحدة حول استخدام الأسلحة الكيماوية
في سورية سيُنشر "الاثنين المقبل على الأرجح".
فيما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن "الضربة العسكرية التي تعتزم الولايات المتحدة توجيهها لسورية من شأنها أن تنقل الصراع المسلح إلى خارج سورية، وستفجر موجة من الإرهاب في المنطقة".
واتهم بوتين، في تصريح له نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، "المعارضة المسلحة السورية باستعمال الأسلحة الكيماوية للتحريض على تدخل أميركي في سورية".
وقال بوتين: "توجد كل الأسباب للاعتقاد أن الغاز السام لم يستعمل من قبل الجيش، ولكن من قبل قوات المعارضة للتحريض على تدخل القوى العظمى الخارجية التي تدعمها والتي ستقف إلى جانب الأصوليين".
ودعا بوتين الولايات المتحدة إلى "انتهاز فرصة رغبة سورية في تفكيك ترسانتها الكيماوية بناء على اقتراح موسكو".
وقال : "يتوجب على الولايات المتحدة وروسيا وجميع الدول الأعضاء في الأسرة الدولية أن ينتهزوا فرصة رغبة الحكومة السورية في وضع ترسانتها الكيماوية تحت إشراف دولي كي يتم تدميرها لاحقا".
وأكد بوتين أن "القوة خارج الشرعية الدفاعية أو قرار من مجلس الأمن الدولي "أمر غير مقبول بموجب الأمم المتحدة ويشكل عملا عدوانيا".
وأشار إلى أنه " من المقلق أن الولايات المتحدة باتت تستسهل التدخل العسكري في شؤون الدول الأخرى"، وتساءل "هل هذا في مصلحة الولايات المتحدة على المدى البعيد؟ أشك في ذلك. فالملايين من سكان العالم أصبحوا أكثر فأكثر يرون في الولايات المتحدة ليس نموذجا للديمقراطية، بل رمزا للقوة الغاشمة التي تستجمع حولها حلفاء وفق مبدأ من ليس معنا فهو ضدنا".
في المقابل دعت الولايات المتحدة النظام السوري الى "الكشف في اسرع وقت ممكن عن حجم وخصائص ترسانته الكيماوية"، فيما وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى جنيف لإجراء محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وسيعقد كيري، الذي يرافقه فريق كبير من الخبراء في وقت لاحق محادثات مع لافروف حول الاقتراح الروسي بـ"وضع هذه الترسانة تحت اشراف دولي" والتخلص منها لاحقاً. وقال مسؤول اميركي للصحافيين الذين يرافقون كيري "انه امر قابل للتنفيذ لكنه صعب".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جين ساكي، إن خبراء أميركيين وروس في التسلح سيحضرون الخميس اللقاء المخصص في جنيف لملف الأسلحة الكيماوية السورية بين كيري ولافروف.
وأضافت: "الاجتماع سيبحث أفكاراً قدمها الروس وليس مقترحاً متكاملا وهناك تفاصيل كثيرة سيتم بحثها خلال اليومين المقبلين".
وكان ملف الأزمة السورية حاضراً ليل الأربعاء في مشاورات أجراها الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي، فيما تحدثت الخارجية الفرنسية عن احتمال أن يتم إعادة تقديم مشروع القرار الفرنسي بشأن ترسانة الأسد الكيماوية تحت الفصل "السادس" لميثاق الأمم المتحدة وليس "السابع" حيث تعارض روسيا التهديد باللجوء إلى القوة.
فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الخميس، أن تقرير مفتشي الأمم المتحدة حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية سيُنشر "الاثنين المقبل على الأرجح".
وأوضح فابيوس "من البديهي أنه (التقرير) سيذكر أن مجزرة كيماوية وقعت، وستكون هناك بالتأكيد مؤشرات" إلى مصدر هذه المجزرة التي جرت في 21 أغسطس/آب في ريف دمشق وأوقعت مئات القتلى.
وأضاف فابيوس "بما أن النظام وحده كان لديه المخزون والصواريخ ومصلحة في ذلك، فمن الممكن لنا استخلاص النتيجة".
ويؤكد فابيوس أن "نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو الذي يتحمل مسؤولية الهجوم المذكور"، وتابع "الأسبوع المقبل ستكون لدينا فكرة حقيقية لجهة معرفة إن كان من الممكن ضبط (الترسانة الكيماوية السورية) أم لا، أياً كانت النوايا أساساً".
وذكر فابيوس أنه تباحث مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قبل أن يلتقي الأخير، الخميس، نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف لبحث المبادرة الروسية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر