دمشق - جورج الشامي
يجتمع وزراء خارجية الدول العربية الأحد، في القاهرة لبحث الوضع في سوريا، التي يُخشى أن تتعرض لضربة عسكرية وشيكة تشنها الولايات المتحدة وفرنسا، فيما أكد رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي أن الجيش السوري "على أهبة الاستعداد و يده على الزناد"، لمواجهة الضربة العسكرية التي يهدد بها الغرب رداً على هجوم كيماوي يتهمون النظام بتنفيذه في ريف دمشق.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن الحلقي قوله إن "الجيش العربي السوري على أهبة الاستعداد ويده على الزناد، لمواجهة كل التحديات وأي سيناريو يريدون تنفيذه". فيما قال مسؤول أمني سوري إن "بلاده تتوقع الضربة الغربية في كل لحظة"، في وقت تستمر التحضيرات الأميركية لضربة "محدودة وضيقة" كما هو متداول .
وقال المصدر رداً على سؤال في اتصال هاتفي "نتوقع العدوان في كل لحظة، ونحن جاهزون للرد في كل لحظة".
وأضاف "سندافع عن شعبنا ووطننا بكل إمكانياتنا وبكل ما أوتينا من قدرة. هذه البلطجة لن تمر من دون رد".
وفي إشارة إلى التصريحات الأميركية الأخيرة، قال المصدر "كل شيء قالوه أمس مهزلة"، معتبراً أن "الرأي العام الغربي هو ضدهم ، وقضيتهم قضية خاسرة وغير عادلة، ولا تمت بصلة إلى الأخلاق والقانون الدولي".
وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أنه وفريقه يدرس "مجموعة من الخيارات المتاحة" للرد بعد اتهام النظام السوري باستخدام أسلحة كيماوية، مضيفاً "مهما حصل لا نفكر في عمل عسكري يشمل نشر جنود على الأرض أو حملة طويلة ندرس إمكانية عمل محدود وضيق".
جاء ذلك بعد نشر تقرير للاستخبارات الأميركية يتحدث عن مقتل 1429 شخصاً في حملة قصف تخللها استخدام أسلحة كيماوية ، وقد حمّل التقرير النظام السوري مسؤولية تنفيذها بالقرب من دمشق في 21 آب/أغسطس، وقال أوباما "لا يمكننا أن نقبل بتعريض النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء للغازات السامة".
وكشف استطلاع للرأي نُشرت نتائجه الجمعة في الولايات المتحدة أن "42% من الأميركيين فقط يدعمون تدخلاً عسكرياً أميركياً ضد النظام السوري".
في غضون ذلك ،أعلن نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد بن حلي، أن "الاجتماع الذي كان مقرراً الثلاثاء المقبل تم تقديمه إلى غدٍ الأحد في ضوء التطورات الراهنة".
وأكد نائب أمين عام جامعة الدول العربية، في اتصال مع "العربية"، أن وزراء الخارجية العرب سيناقشون غداً المستجدات الأخيرة على الأراضي السورية، مشيراً إلى أن "الوزراء سيتخذون موقفاً واضحاً وصريحاً حيال الأزمة".
ولفت إلى أن "الأولوية المطلقة ستكون للحل السلمي"، ملمحاً الى"وجود إدانة شاملة لاستخدام الكيماوي في منطقة الغوطة بريف دمشق".
وصرح بن حلي بأن "جامعة الدول العربية لم تكن على مدار عامين بعيدة عما يجري بسوريا، فقد طرحنا 5 مبادرات، وأصدرنا العديد من القرارات للحيلولة دون تفاقم الأوضاع بالبلاد". محملاً "المسؤولية الى النظام السوري الذي اعتمد آلية الحل الأمني للقضية السورية".
كذلك حمّل مجلس الجامعة العربية الذي كان عَقدَ اجتماعاً طارئاً الثلاثاء على مستوى المندوبين الدائمين، "النظام السوري مسؤولية شنّ الهجوم بالأسلحة الكيماوية في ريف دمشق في 21 آب/أغسطس".
وفي ختام اجتماعه الطارئ في القاهرة، عبر المجلس عن "إدانته واستنكاره الشديدين للجريمة البشعة التي ارتكبت باستخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً"، وحمل النظام السوري "المسؤولية التامة" عن الهجوم.
وطالب مجلس الجامعة العربية "بتقديم جميع المتورطين عن هذه الجريمة النكراء لمحاكمات دولية عادلة أسوة بغيرهم من مجرمي الحروب".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر