الهجمات الروسية بمسيّرات إيرانية في أوكرانيا تقلق تل أبيب بسبب دقة تصويبها
آخر تحديث GMT 21:55:54
المغرب اليوم -

الهجمات الروسية بمسيّرات إيرانية في أوكرانيا تقلق تل أبيب بسبب دقة تصويبها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الهجمات الروسية بمسيّرات إيرانية في أوكرانيا تقلق تل أبيب بسبب دقة تصويبها

الهجمات الروسية
القدس - ناصرالأسعد

كشف تقرير نشره موقع “إزرائيل ديفينس” الإلكتروني المتخصّص في الشؤون الأمنية، أن  النتائج المهولة للهجوم الذي شنّته موسكو بواسطة طائرات إيرانية مُسيّرة من دون طيّار على بلدة بيلا تسيركفا في أوكرانيا أقلقت الدوائر  لا إسرائيلية   بعد أن بثت التقارير  نبأً يفيد بأن عشرات رجال الإطفاء في أوكرانيا هرعوا، في الخامس من تشرين الأول 2022، لإخماد حرائق في البلدة المذكورة الواقعة على بعد 75 كيلومتراً جنوبي العاصمة كييف، إثر ضربات متعدّدة نفّذتها، بحسب مسؤولين محليين، طائرات مسيّرة إيرانية الصنع، تُعرف غالباً باسم “الطائرات المسيّرة الانتحارية (كاميكازي)”.

 و كشف  حاكم منطقة كييف أن ست طائرات مسيّرة ضربت أحد المباني خلال الليل في بيلا تسيركفا. وسبق أن بلغت أوكرانيا عن سلسلة من الهجمات الروسية بطائرات مسيّرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد-136″، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، لكن الضربات على تلك البلدة كانت الأقرب إلى كييف.
و فيما نفت طهران  تزويد موسكو  بطائرات مسيّرة،  إمتنع الكرملين عن التعليق على هذا الموضوع.
وتؤكد مصادر غربية  أن القوات الأوكرانية تشعر بالتهديد بسبب هذه الطائرات، التي تقول كييف إن موسكو بدأت باستخدامها في ساحة المعركة في شهر أيلول الماضي. وأوضح الناطق بلسان القوات الجوية الأوكرانية أن الطائرات المسيّرة انطلقت من مناطق محتلة في جنوب أوكرانيا، وأن ست مسيّرات أخرى أُسقطت قبل أن تصل إلى أهدافها. وأضاف: “هذا تهديد جديد لجميع قوات الدفاع الأوكرانية، ونحتاج إلى استخدام جميع الوسائل المتاحة لمحاولة مواجهته” ووصف حجم الطائرة المسيّرة بأنه مثل حجم قذيفة مدفعية.
ويأتي الكشف عن هذه التفاصيل ، بعد أنباء عن صفقة جديدة جرى التفاهم بشأنها  بين إيران وروسيا مؤخراً تسمح بتزويد هذه الأخيرة بمئات المسيّرات الإيرانية، التي قيل إنها ستتيح لها زيادة مخزونها من المسيّرات، بعد أن تضرّر كثيراً خلال الحرب مع أوكرانيا. ووفقاً للموقع الإسرائيلي المذكور، فإنه مباشرة بعد الهجوم الذي شنته إيران والحوثيون ضد السعودية في أيلول 2019، بدأوا في إسرائيل يطرحون أسئلة بشأن المخاطر التي تشكلها الطائرات المسيّرة الإيرانية بالنسبة لها. ومنذ ذلك الوقت كانت هناك عدة محاولات لشنّ هجمات في الأراضي الإسرائيلية من خلال طائرات مسيّرة إيرانية، جاء قسم منها من الشرق، وجاء قسم آخر من الشمال، كما أن موضوع المسيّرات أصبح يعود إلى العناوين مرة تلو الأخرى.
 ويستذكر التقرير أنه في مطلع يوليو/ تموز الماضي، أطلق حزب الله ثلاث مسيّرات لم تكن محتوية على متفجرّات في اتجاه منصة الغاز الإسرائيلية “كاريش”، شرقي البحر الأبيض المتوسط. وبحسب ما أعلن في حينه، فقد رصدتها أنظمة الكشف الجوي الدفاعي التابعة للجيش الإسرائيلي قبل وصولها، وأسقطتها منظومة “باراك 1” المنصوبة على سفن سلاح البحر، وطائرات “إف 16” التابعة لسلاح الجو، واعترف “حزب الله” بإطلاق المسيّرات، وأكد أن المهمة التي أطلقت من أجلها أُنجزت. بموازاة ذلك نُشرت أخبار حول مشروع تطوير مسيّرات من طرف كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، التي كشفت عن مسيّرات طوّرها ناشط في الحركة تم اغتياله خلال حملة “حارس الأسوار” العسكرية ضد قطاع غزة عام 2021.
كما انتشرت، فيما بعد، أخبار تفيد بوقوع هجوم على قاعدة “التنف” الأمريكية في سوريا، يوم 15 آب الماضي، باستخدام مسيّرات شغلتها ميليشيات مدعومة من إيران وبحسب التقديرات، جاء الهجوم رداً على هجوم نُفِّذ في الأسبوع نفسه ونُسب إلى إسرائيل. ويستذكر التقرير أيضا أنه وفقاً لـ دراسة نشرها “معهد أبحاث الأمن القومي” التابع لجامعة تل أبيب في أغسطس/آب الماضي، فعلى الرغم من أنه يتم التعامل مع الحدث في تموز على أنه ردّ ناجح للجيش، من المبكر القفز إلى الاستنتاجات بشأن قدرة إسرائيل على مواجهة هذا الخطر المتزايد المتمثل بوجود هذه المسيّرات في متناول دول و”منظمات عدائية”. وتجزم الدراسة بأن هذا التهديد يتحوّل، في الأعوام الأخيرة، من ظاهرة هامشية إلى إحدى الأدوات الأكثر أهمية في أيدي “حماس” و”حزب الله” وميليشيات أُخرى مدعومة من إيران، والتي تساعدهم على إزعاج إسرائيل وحلفائها. وهذا بالإضافة إلى التهديد الدراماتيكي من جانب إيران ذاتها، التي تبدو كـ “قوة دولية عظمى صاعدة في هذا المجال”، على حدّ ما تنوّه الدراسة.
و تؤكد دراسة “معهد أبحاث الأمن القومي” أن مشروع المسيّرات الإيراني هو التهديد المحتمل الأخطر على إسرائيل، وأن إيران تظهر في الأعوام الأخيرة شجاعة كبيرة إزاء كل ما يخص الهجوم عبر مسيّرات على أهداف في الشرق الأوسط. وإلى جانب ذلك فإنها تساعد أذرعها في الساحات المتعددة، وتمرّر لهم المعرفة بهدف تطوير الأدوات الخاصة بهم. ويُنسب إلى هذه التنظيمات العديد من الهجمات في الشرق الأوسط، بينها هجمات على قواعد أميركية في سوريا والعراق، الأكثر شهرة بينها حدثت في تشرين الأول 2021 وأدت إلى وقوع أضرار في المباني، ومحاولة اغتيال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي في شهر تشرين الثاني، وقبل ذلك الهجمات على سفن بملكية إسرائيلية، أو يشغلها إسرائيليون، والأبرز كان الهجمة على سفينة “مارسر ستريت” في تموز 2021، والتي أدت إلى مقتل اثنين من طاقم السفينة. كما أن الهجوم الذي استهدف قاعدة التنف في سوريا يشكل استمرارية لهذه السياسة المُوجهة إيرانياً.

وتخلص الدراسة من جهة إلى أن هذه الأحداث، التي جاءت واشية بتركيز الجهود في مجال المسيّرات من جانب لاعبين غير دوليين، تتعاظم قدراتهم بدعم من إيران، إنما تشير إلى زيادة حدّة الخطر الجوي على إسرائيل. وتعيد إلى الأذهان أن استخدام البعد الجوي، عبر أدوات متعددة وخاصة، كان في الماضي حكراً على الدول التي تمتلك قوة وجيوشاً وأذرعاً جوية مُمَأسسة. ومن جهة أخرى تخلص إلى أن خطر الطائرات من دون طيار، والتي يتم التحكّم فيها عن بُعد، أو لديها قدرة على القيادة الذاتية، ينضم إلى خطر الصواريخ والقذائف الذي لا يزال هو الأهم، ومن شأنه الاندماج فيه. وتشير في الوقت ذاته إلى أنه في الأعوام الأخيرة يزداد البحث في البلاد والعالم حول المخاطر المتعددة النابعة من استخدام المسيّرات بأنواعها المختلفة كأسلحة جدية ورخيصة ومتوفرة على الصعيدين الاستخباراتي والهجومي، إلى جانب الصواريخ منحنية المسار، ومن هنا تنبع الحاجة إلى صوغ رد ناجع على هذه التهديدات، بعد أعوام من التركيز على الصواريخ المنحنية المسار، ولا سيما مع زيادة الصواريخ الدقيقة في الآونة الأخيرة.

وبموجب ما يتداوله محللو الشؤون الأمنية الإسرائيليون، على إسرائيل أن تفترض في الوقت الحالي أن مكوّن المسيّرات، وخصوصاً تلك الهجومية، سوف يُستخدم إلى جانب الصواريخ المنحنية المسار، ويصفون ذلك بأنه “تهديد مزدوج” يحتاج إلى إجابات تكنولوجية وعملانية تم تطويرها للردّ على الخطر المعروف للصواريخ، ولكن يجب أن تكون هناك أدوات ردّ خاصة، بالأساس كهذه التي تتطرق إلى سيناريو إطلاق أسراب من المسيّرات سيتم تفعيلها في الوقت نفسه، أو بشكل منفرد عن القصف الصاروخي. كما ينوّه معظم هؤلاء المحللين بأن هناك تحدّياً إضافياً، هو الحجم الكبير المتوقع للتهديدات الجوية المتعددة، والذي سيسمح بتنفيذ هجوم بأدوات مختلفة ضد أهداف حيوية، وقواعد عسكرية وأمنية، وكذلك ضد تجمعات سكنية مدنية. وهذا يستلزم بناء قدرات متطوّرة للدفاع الكثيف في مقابل احتمالات هجوم واسع، وبصورة خاصة خلال مواجهة شاملة ومستمرة. وفي الوقت نفسه، يجب على أجهزة الأمن التطرق إلى أسئلة معقدة مثل تحديد أولويات مناطق دفاعية، ورفع المخزون الدفاعي للردّ على التهديد المتزايد، سواء على صعيد عدد الجنود أو على صعيد أنظمة الدفاع المطلوبة.

ويخلص تقرير “مدار” للتذكير بأن معظم محللي الشؤون الأمنية الإسرائيليين وكذلك دراسة “معهد أبحاث الأمن القومي” أنه “لا يوجد ردّ كاف من شأنه أن يؤمّن دفاعاً كاملاً”، لذا يجب تحسين الحلول والدفاعات المطلوبة في الجبهة الإسرائيلية الداخلية غير الكافية حالياً في كثير من البلدات. ويضيف: “وفي ضوء ذلك فإن الجهوزية في المستقبل يجب أن تتضمن عدّة أبعاد مدنية، وفي مقدمها ما يتعلق بالملاجئ، وبخطط إخلاء السكان.. وما إلى ذلك”.


قد يهمك أيضاً :

الاتحاد الأوروبي يؤكد أن الهجمات الروسية على المعارضة السورية المعتدلة أمر مقلق

عشرات الآلاف من المدنيين السوريين يخرجون من المدن هربًا من المعارك

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهجمات الروسية بمسيّرات إيرانية في أوكرانيا تقلق تل أبيب بسبب دقة تصويبها الهجمات الروسية بمسيّرات إيرانية في أوكرانيا تقلق تل أبيب بسبب دقة تصويبها



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ملفات ساخنة على طاولة لجنة بطاقة الصحافة المهنية في المغرب
المغرب اليوم - ملفات ساخنة على طاولة لجنة بطاقة الصحافة المهنية في المغرب

GMT 21:55 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعزل المحكمة الادارية عزل رئيس المجلس الجماعي
المغرب اليوم - تعزل المحكمة الادارية عزل رئيس المجلس الجماعي

GMT 11:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات
المغرب اليوم - هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات

GMT 06:41 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 06:21 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 20:32 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ختام المهرجان

GMT 07:32 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة

GMT 14:51 2023 الثلاثاء ,28 آذار/ مارس

هيفاء وهبي بإطلالة رمضانية أنيقة وراقية

GMT 20:12 2022 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تويتر تبحث أزمة توثيق الحسابات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib