واشنطن ـ يوسف مكي
صرح مسؤول أميركي كبير بأن الولايات المتحدة وقطر اتفقتا على أن تمثل الدوحة المصالح الدبلوماسية لواشنطن في أفغانستان، وهي خطوة تعتبر علامة مهمة على إمكانية التواصل المباشر بين واشنطن وكابول في المستقبل بعد حرب دامت 20 عاما.
وستوقّع قطر الجمعة اتفاقا مع الولايات المتحدة على القيام بدور "القوة الحامية" للمصالح الأميركية للمساعدة في تسهيل أي تواصل رسمي بين واشنطن وحكومة طالبان في أفغانستان والتي لا تعترف بها الولايات المتحدة.
تأتي هذه الخطوة في وقت تحاول الولايات المتحدة وغيرها من بلدان الغرب حل معضلة كيفية التواصل مع طالبان بعد سيطرة الحركة المتشددة على الحكم في أفغانستان بعد تقدم خاطف في أغسطس آب تزامن مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة من البلاد.
وتتردد الكثير من البلدان، ومنها الولايات المتحدة ودول أوروبية، في مسألة الاعتراف رسميا بطالبان التي يقول منتقدوها إنها لم تف بتعهداتها بشأن الشمولية السياسية والعرقية وعدم تهميش النساء والأقليات.
لكن مع اقتراب الشتاء يدرك العديد من البلدان الحاجة إلى المزيد من التواصل للحيلولة دون تحول الأوضاع في البلد الذي يعاني من الفقر المدقع إلى كارثة إنسانية. وسيعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن الاتفاق في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بعد اجتماعهما اليوم الجمعة.
ووفقا للترتيبات التي يبدأ تطبيقها في 31 ديسمبر كانون الأول، ستخصص قطر بعض موظفي سفارتها في أفغانستان لرعاية المصالح الأميركية وستنسق عن كثب مع وزارة الخارجية الأميركية ومع البعثة الدبلوماسية الأميركية في الدوحة.
وصرح المسؤول الأميركي بأن الولايات المتحدة ستستمر أيضا في التواصل مع طالبان عبر العاصمة القطرية الدوحة حيث يوجد مكتب سياسي تابع للحركة منذ أعوام.
وذكر المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأميركية الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الملف “باعتبارها قوتنا الحامية، ستساعد قطر الولايات المتحدة في توفير خدمات قنصلية محدودة إلى مواطنينا وحماية المصالح الأميركية في أفغانستان”.
وأضاف أن المساعدة القنصلية قد تشمل قبول طلبات الحصول على جوازات سفر وتوفير خدمات توثيق للأوراق وتقديم معلومات والمساعدة في حالات الطوارئ.
وتابع أن مقر قسم المصالح الأميركية سيكون في منشآت محددة في نفس المجمع في كابول الذي استخدمته السفارة الأميركية قبل تعليق العمليات، مضيفا أن قطر ستتولى مهمة مراقبة بنايات المجمع وإجراء دوريات أمنية.
وصرح المسؤول بأن قطر ستواصل مؤقتا، بموجب اتفاق منفصل، استضافة ما يصل إلى 8000 أفغاني معرضين للخطر كانوا قد تقدموا بطلبات للحصول على تأشيرات هجرة خاصة وكذلك أفراد أسرهم المؤهلين لذلك.
وقال “سيقيم مقدمو طلبات الحصول على تأشيرات هجرة خاصة في قاعدتي السيلية والعديد الجويتين”.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر