خرج رئيس الحكومة السابق والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية المغربي، عبد الإله بنكيران بتصريحات جديدة حول رفض الاستبداد الفساد، مؤكدا لإخوانه في الحزب أنّ "الشعب المغربي معنا وقد أهدانا الانتخابات في مناسبتين؛ ونحن نتمتّع بثقة الشعب، ويجب أن نتهيأ للمستقبل"
وكشف بنكيران في شريط فيديو بثه في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، خلال استقباله أعضاء شبيبة حزبه في مدينة سيدي بنور (جنوب الدار البيضاءأن، حزبه لن يشاركَ في الفساد بقوله "سنظلُّ مصلحين، وإذا ثبت أن واحدا فاسدا سيكون مصيره الطّرد من الحزب".
واعترف رئيس الحكومة السابق بنكيران، قائلا"إخواننا لم يستفيدوا من السّياسة إلا قليلاً، حيث اشتروا بعضاً من السّيارات والمنازل"،
وفِي السياق نفسه ، وجهه بنكيران رسائل سياسية لإخوانه بقوله"لكن لا يمكننا أن نكون في الحكومة بأي ثمن، وإذا كانت هناك أمور لا يمكن القيام بها سنترك الحكومة، لكننا سنظل عنصر إصلاح في المجتمع، ولا يمكن ترك البلاد تمضي في اتجاه الفساد وعدم الإصلاح لأن ذلكَ سيؤدي إلى أمور غير جيدة"، مشددا على موقفه ثابت من الملكية "لما فهمنا آمنا بأن بلدنا ينبغي أن تكون ممثلة في ملك يشعر بأن شعبه معه، ونحن جزء من هذا الشعب، والخارج ينبغي أن يعرف أنه إذا أراد التفاهم مع الدولة ينبغي أن يمر ذلك عبر الملك".
وقال بنكيران لن نضعف بلادنا حتى لو كانت مصلحتنا هناك، مؤكدا أن حزب العدالة والتنمية المغربي مخلص، وليست عندنا صلة مع أي جهة خارجية، أو نتلقى دعمًا من الخارج، وإذا ضعفت بلادك يمكن أن تأخذ حقك، لكن في مقابل ذلك ستضيع حقوق شعب بكامله، لأنه إذا ضعفت لمصلحة قوى أخرى، ستصبح مخترقة ومقدورًا عليها"، داعيا أُطر ومسؤولي حزبه بعدم الهروب من المسؤولية لأن ذلك سيؤدي إلى انتشار الفساد والظلم.
وفِي رسالة مشفرة لخلفه العثماني وتصريحات التي أثارت جدلا حول العلاقات المغربية الجزائرية وقضية الحدود، قال بنكيران " أنا لم أدلِ بأي رأي في القضايا الخارجية، وأقول هذا اختصاص للملك، وأنا كرئيس للحكومة سابق أسانده، لأنني أريد أن تبقى الدولة قوية، حتى لا نصبح دولة من أراد أن يتدخل فيها يجد الباب مفتوحًا"، وذلك في رسالة لمز
قال ابن كيران في حديثه مع شباب حزبه:"هذه بلادنا إذا كانت هناك أي مشكلة نجد لها حلولا مع بعضنا، وإذا جارت علينا نراجعها، ونصحح لها"، معتبرًا أن العلاقات مع الدول والجهات الخارجية "يضعف الدولة ويضعف رئاستها، وهذا ليس في مصلحتنا ولا مصلحة ديننا ولا وطننا".
وعاد الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية ليذكر بموقف حزبه إبان ظهور حركة 20 فبراير الشبابية في سنة 2011 خلال أحداث الربيع العربي، قائلا "هذه المعاني جعلتنا ندخل في وقت الشدة، ووقفنا الموقف الذي كان ينبغي أن نقفه، ولم يقدر عليه آخرون ممن كان يصفون نفسهم بحزب الدولة والملك، ولا أدري ماذا؟"، في تلميح إلى حزب الأصالة والمعاصرة، الذي توارت قياداته عن الأنظار في تلك المرحلة.
وتابع بنكيران قائلًا: "قمنا بتسيير الحكومة خمس سنوات بكفاءة واستحقاق، وأنقذنا الدولة من مصائب".
ووجّه ابن كيران رسالة واضحة إلى خصوم حزبه السياسيين، بقوله " لن نتنازل وأهل الفساد والاستبداد في البلد ينبغي أن يعرفوا أن هناك شريحة من الناس تعاهدت من أجل بذل جهودها لإصلاح البلاد مهما كلفها ذلك، وإذا أرادوا أن يظلموننا فتلك قصة أخرى".
واعتبر أن المغرب يمر بمرحلة وصفها بـ"الصعبة"، كما شدد على أن حزب العدالة والتنمية "مازال يمثل عنصر أمل في المجتمع، وينبغي أن يبقى ثابتًا في ذهن المواطنين أن أعضاءه صالحون في أنفسهم وفي علاقاتهم وتصرفاتهم"، محذرًا من الفرقة والصراع على الامتيازات والمصالح.
ودعا ابن كيران أعضاء حزبه إلى التمسك بـ"المعقول والثقة والاستقامة التي جرّبها الشعب والدولة، وعرفها جلالة الملك"، لافتًا إلى أن الأحزاب السياسية "في أعماقها تعترف بنا (الحزب)، وتحبنا، وتتمنى لو كانت مثلنا"، مبرزًا أن "أخنوش (رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار) لم يختر شعار "أغراس أغراس"، بالصدفة، لأننا نحن أيضًا نشرنا المعقول، ونؤمن بالصلاح قبل الإصلاح".
وأكد بنكيران أنه "ينبغي أن نؤدي الواجبات التي علينا للدولة، وساعتها نطالب بحقوقنا، وعلينا أن نؤدي واجباتنا في كل الأحوال". أضاف "كل من سلك طريق الصلاح عاداه قومه، وإذا دخلنا معهم في أساليبهم سنفشل، ولا ينبغي أن نقع في الفساد". كما طالب رئيس الحكومة السابق أعضاء حزبه بالعمل على إشاعة الإصلاح، حيث قال: "علينا أن نصلح ما حولنا، ويجب أن تفكروا في نجاح البلاد، وليس في نجاح الحزب". أضاف "لا نعرف المستقبل ماذا يخبئ، يمكن أن تكون فيه صعوبات، ولكن المهم هو أن نستمر وليس أن ننجح في الانتخابات، ونكون عنصر إصلاح في المجتمع، إذا استمرينا متماسكين.
قد يهمك ايضا:
"حلاوة السلطة" تدفع بنكيران إلى تبرير التخلي عن المرجعية الإسلامية
قاديروف للتخلي عن الرئاسة وقضاء ما تبقى من حياته في حماية الأقصى
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر