طرابلس -المغرب اليوم
في ظل الترقب لموعد الانتخابات الليبية المرتقبة، طفت على السطح بعض الأحداث التي قد تغير مسار الاستقرار الحالي.
قبل أيام قليلة أصدر مكتب المدعي العام العسكري الليبي (تابع لوزارة الدفاع) أمرا بإلقاء القبض على سيف الإسلام القذافي، إلا أنه هذا الأمر الذي نشرته بعض الصحف، لم تؤكده جهة رسمية في الغرب.
التهم التي وجهت لسيف الإسلام القذافي وأمر القبض يصفها مقربون منه، بأنها تهدف لمنع ترشحه من الانتخابات، وأن التوقيت جاء عقب حديثه الصحفي وما اتضح منه بأنه سيترشح للانتخابات، يؤكد الأهداف التي جاءت من أمر القبض.
سيناريو آخر حذر منه العديد من الخبراء وقيادات بتيار القذافي، وهو محاولة القبض على سيف الإسلام، حيث يشير عثمان بركة القيادي بجبهة تحرير ليبيا، إلى أن "المليشيات داخل الوطن برعاية دولية مستمرة في تطبيق نظرية التأكل والتدمير البطيء".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "سيف الإسلام لن يخرج من وطنه، وسيقاتل حتى الشهادة".
وفيما يتعلق باحتمالية القبض عليه، أوضح بركة أنها متوقعة، وأن هذه الخطوة ستعود بالأوضاع للمربع الأول، التي يتجدد فيها الاقتتال الليبي-الليبي من جديد.
حسب ما هو معلوم حتى الآن، أن سيف الإسلام يتواجد في مدينة الزنتان، وهو ما يطرح تساؤلات بشأن احتمالية الصدام بين قوات الزنتان وأي قوى تسعى للدخول إلى المدينة من أجل القبض عليه، حيث يوضح بركة، أن الزنتان لا يمكن أن تسلم سيف الإسلام إطلاقا، وأنه في حمايتهم، حي أن القبائل هناك لديها قيم بدوية، وأن العديد من القبائل تشارك في حمياته، إضافة إلى أنه حالة وطنية يجمع عليها الكثير.
وأشار محللون، إلى إن المستندات التي تصدر ويتم تداولها عبر العديد من وسائل التواصل تظل محل شك.
وأضافوا "هذه المنشورات تهدف إلى قياس الرأي العام وإثارة الريبة والرعب، وأن صحت الرواية فإن سيف الإسلام بعد هذه السنوات لن يكون من السهل اصطياده.
واعتبروا أن وجود سيف الإسلام في الزنتان ربما يكون تخمينا في غير محله.
وأشاروا إلى أن مثل هذه المحاولة ستضع أسامة جويلي أمام اختبار الولاء بين حكومة طرابلس ومدينته الزنتان التي ينتمي لها.
وتابعوا بقوله: "هي رسالة مهمة أن صحت حيث تؤكد عدم الثقة في التعامل مع الإخوان ورسم اتفاقات حول السلطة معهم فالغدر ديدنهم".
فيما قال سعد بن شرادة عضو المجلس الأعلى للدولة، إن مكان سيف الإسلام غير معروف.
واستبعد في حديثه لـ"سبوتنيك"، أي محاولة للقبض على سيف الإسلام، لما قد يترتب عليها.
وأوضح أحد أعضاء فريق سيف الإسلام الذي يتواصل معه بشكل رسمي، العديد من المعلومات بشأن مقابلة سيف الإسلام القذافي السابقة، أو التي تم الحديث عنها مؤخرا.
وأضاف المصدر في تصريحات له، أن سيف الإسلام القذافي لم يسجل أي لقاءات مع أي وسيلة إعلامية جديدة بعد لقاء صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، ولن يظهر في الوقت الراهن مجددا.
وذكر المصدر أن المقابلة التي أجرتها "نيويورك تايمز" تضمنت بعض العبارات التي لم تكن للنشر، أي أنها كانت عبارات جانبية بعيدة عن الحوار، كما تضمنت عبارات وصفية لم ترد باللقاء.
وأكدت المصادر أن اللقاء جرى في شهر رمضان، إلا أن الصحيفة أخرت موعد النشر، حيث فسرت المصادر أن الهدف هو التشويش على سيف الإسلام القذافي.
وشددت المصادر على أن سيف الإسلام والفريق الخاص به يعفون حاليا على دراسة ردود الأفعال التي جاءت في الداخل والخارج عقب المقابلة، والتي يعتبرونها خرجت عن سياق الأمانة المهنية وأنها هدفت لتحقيق بعض الأهداف السياسية الأخرى، حسب قولهم.
ونفى المصدر نعت سيف الإسلام للليبيين، أو أنه وصف العرب بـ"الحمقى"، مؤكدا أن المقابلة أرادت أن تشيطن سيف الإسلام.
كما وصف المصدر أن التوصيف الذي جاء في المقابلة على لسان المحاور: "طلبتُ منه أن يوضّح أكثر، فقال سيف الإسلام: لقد قضيتُ عشر سنوات بعيدًا عن أنظار الليبيين. عليك أن تعود إليهم خطوةً خطوة. مثل راقصة تعرٍّ، قالها ضاحكًا، ثم أضاف: عليك أن تلعب بعقولهم قليلًا"، بأنه توصيف غير صحيح، وأن سيف الإسلام لا يمكنه أن يتحدث بهذا المستوى في حوار صحفي.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر