غريان الليبية تُعيد مجازر الميليشيات إلى الواجهة من جديد
آخر تحديث GMT 01:39:36
المغرب اليوم -

كشف بن هامل تفاصيل تُوضِّح تورّط حكومة السراج فيها

غريان الليبية تُعيد "مجازر الميليشيات" إلى الواجهة من جديد

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - غريان الليبية تُعيد

الجيش الليبى
طرابلس - فاطمة سعداوي

قُتل نحو 40 جريحا من عناصر الجيش الليبي في غريان، بدم بارد وعلى فراش المستشفى، على يد عناصر من ميليشيات طرابلس، في مجزرة تعكس تجردا كاملا من كل القيم الإنسانية. ورغم تفاصيلها الصادمة فإن تلك لم تكن المجزرة الأولى أو الأخيرة التي ترتكبها الميليشيات في لبيبا، ما لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة لردعها.

وشهد السبت مجزرة مروعة عندما اقتحمت عناصر من ميليشيات طرابلس مستشفى غريان، وهي المدينة الواقعة شمال غربي ليبيا، وقامت بتصفية جرحى الجيش الوطني الليبي، دون أي احترام للمواثيق والقوانين الدولية بشأن معاملة جرحى وأسرى الحروب.

جاء ذلك بعد يومين من استعادة ميليشيات طرابلس السيطرة على غريان، التي تعتبر القاعدة الخلفية الرئيسة للجيش الليبي في معاركه جنوب العاصمة. واتهم المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، تركيا بدعم الميليشيات في السيطرة على المدينة.

إقرأ أيضا:

الثني يؤكد الجيش الليبي ثبت سيطرته على جميع المواقع التي طرد منها الميليشيات خلال معركة طرابلس

ورغم نفي حكومة فايز السراج، التي تؤوي وتحظى بدعم من العناصر الإرهابية، التهمة بضلوعها في الهجوم، فإن الصور كانت كفيلة بتأكيد ذلك، مما دفع قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، بتوعدها برد "قاس وسريع".

وكشف الكاتب والمحلل السياسي الليبي، عبدالباسط بن هامل، تفاصيل بشأن المجزرة، توضح مدى تورط حكومة السراج فيها، قائلا: "السراج وفتحي باشاغا، الذي يحمل صفة وزير داخليته، يتحملان مسؤولية الهجوم".

وأوضح بن هامل أن السراج وباشاغا "تسترا على الإرهابيين الذين كانوا في مقدمة من نفذوا المجزرة، وهم من أنصار الشريعة ويعرفون في لبيبا باسم (شورى مدينة بنغازي)، وهربوا من بنغازي عقب تحريرها وتمركزوا في مناطق غرب ليبيا، وانخرطوا في القتال، ولديهم حقد مضاعف على القوات المسلحة الليبية".

وفي ما يتعلق بالأدلة التي تثبت تورط حكومة السراج وميليشياتها في المجزرة، أشار بن هامل إلى وجود صور لبعض الأشخاص الذين دخلوا غريان، منهم شخص يدعى علي الراجحي، وهو مصور كان مرافقا في السابق لوسام بن حميد، أحد أبرز العناصر الإرهابية التي قتلها الجيش في بنغازي.

وتابع: "هذا يؤكد أن العناصر الإرهابية متغلغلة داخل حكومة السراج"، معربا عن "استغرابه الشديد" من عدم صدور إدانات دولية واسعة لتلك الميليشيات ولحكومة السراج، ومما يزيد الطين بلة أن هذه المجزرة التي ارتكبتها ميليشيات طرابلس، لم تكن الأولى من نوعها، إذ سبق وأن قتل مدنيون وعسكريون في الجيش الليبي، في هجمات مماثلة شنتها الميليشيات.

ففي 18 مايو من عام 2017، شنت ميليشيات، قالت مصادر إنها تابعة لحكومة السراج، هجوما على مقر قيادة اللواء 12 التابع للجيش الوطني الليبي في قاعدة براك الشاطئ، الواقعة على بعد نحو 700 كلم جنوبي العاصمة طرابلس.

وأسفرت عمليات القتل الميدانية التي نفذتها الميليشيات، عن مقتل أكثر من 100 شخص.

ويضم تحالف الميليشيات التي شنت الهجوم، جماعات إرهابية من بقايا تنظيم أنصار الشريعة (القاعدة) وميليشيات متطرفة كالجماعات التي يقودها إسماعيل الصلابي وغيره.

وشهد يونيو 2016، مجزرة أخرى تم تنفيذها بخطة شيطانية، إذ تم الإفراج عن 17 شخصا من المعتقلين السياسيين في سجن الرويمي، الواقع شرقي طرابلس، فقط ليتم إطلاق النار عليهم عقب خروجهم.

كانت مصادر في ليبيا أوضحت أن 17 سجينا سياسيا كانوا معتقلين في السجن الذي تسيطر عليه "الجماعة الليبية المقاتلة"، حصلوا على أحكام بالإفراج في الأسبوع الذي سبق المجزرة، من قضايا سياسية  تتعلق في مجملها بتأييد نظام الزعيم الراحل معمر القذافي.

وأوضحت أنه تم العثور على  جثث 17 شخصا ملقاة بمكانين مختلفين بمدينة طرابلس، حيث وجد عدد منها بمنطقة "وادي الربيع" شرقي المدينة، وأخرى بالقرب من مركز طرابلس الطبي وسط المدينة.

وتلقت مصادرنا روايات متطابقة بشأن طريقة تصفية هؤلاء السجناء، حيث تم السماح لهم بمغادرة سجن "الرويمي" ومن ثم قامت سيارات مسلحة باللحاق بهم وتصفيتهم رميا بالرصاص على طريق عودتهم لديارهم وحرق جثتين منهم، حسب المصادر.

وفي يونيو 2016 أيضا، وقعت مجزرة أخرى في مدينة القرة بوللي، الواقعة على بعد 61 كم شرق طرابلس، راح ضحيتها نحو 25 شخصا.

وذكرت تقارير ليبية أن المجزرة وقعت بعد اندلاع اشتباكات بين السكان المحليين والميليشيات، تخللها انفجار مخزن للذخيرة.

وقال شهود عيان إن المخزن الذي تعرض للانفجار كان تحت سيطرة جماعة مسلحة من مدينة مصراتة، لكن الجماعة كانت قد تركت معسكرها بعد اشتباكها مع سكان.  

وكشف، وقتها، عضو مجلس النواب عن منطقة القره بوللي علي الصول، أن المليشيات "ضربت حاوية ذخيرة كانت موجودة خلف المعسكر، في الوقت الذي كانوا المدنيين بالقرب منها، بقاذف (أر بي جي)"، وفق تقارير صحافية.

مجازر بدعم خارجي

ولعل أكثر ما يزيد الأمور تعقيدا، هو عدم انحصار الأزمة في ليبيا، في ليبيا فقط، وذلك لتدخل جهات خارجية في دعم الجماعات الإرهابية، وأبرزها تركيا.

وفي هذا الشأن، قال بن هامل: "تتدخل تركيا بشكل سافر في الشأن الليبي، ويشمل هذا التدخل الجوانب العسكرية، إذ يقود ما يعرف بـ(غرفة العمليات الرئيسية في غرب ليبيا)، التابعة للميليشيات، ضباط أتراك من ذوي الرتب العليا في الجيش التركي، مما يؤكد أن هناك معركة، حتى وإن لم تكن واضحة ظاهريا، فهي حقيقية ما بين تركيا وليبيا".

وبرر الكاتب والمحلل السياسي، التدخلات التركية في ليبيا على وجه الخصوص، بعدد من العوامل، أبرزها الموقع الجغرافي المتميز لليبيا، والموارد المالية الموجودة فيها.

وأضاف: "ليبيا تحتكم على جغرافيا مهمة في شمال أفريقيا، وتحد دولا مهمة مثل مصر والجزائر والسودان وتشاد والنيجر، وبالتالي فهي بمثابة بوابة يمكن من خلالها تصدير الأزمات والإرهاب إلى تلك الدول".

"أردوغان وحلم الدولة العثمانية"

وأشار بن هامل إلى أن السبب في السياسات التي اعتمدتها تركيا في السنوات الماضية، بالتدخل في شؤون دول المنطقة، "يعود إلى رئيسها رجب طيب أردوغان الحالم، الذي يتمنى إعادة أمجاد الدولة العثمانية، وأن تصبح طرابلس وبنغازي تابعتين لأنقرة".

وتابع: "ليبيا لديها موارد مالية، تمثل صيدا ثمينا في ظل الأزمات التي تمر بها تركيا. كما أن حلف الإخوان الشيطاني يريد تحويل مصرف ليبيا المركزي إلى بيت مال للجماعة، كي يستمر دعم المجموعات المسلحة، بشكل لا تتم ملاحقته من المجتمع الدولي"، وعن الإجراءات التي يراها بن هامل فعالة في مواجهة التطرف والإرهاب في لبيبا، المتمثل بحكومة الوفاق وميليشياتها، إلى جانب التدخلات الخارجية، قال: "تحتاج ليبيا إلى دعم دولي، يتمثل في رفع الحظر ولو جزئيا عن تسليح الجيش الوطني الليبي".

إذا، ومع ازدياد المعارك في لبيبا شراسة، في ظل التقدم الذي يحققه الجيش الوطني، لا بد للعالم أن يتخذ موقفا أكثر حزما إزاء ما يحدث في البلاد، وألا تمر المجازر التي ترتكبها الميليشيات، خاصة تلك التابعة لحكومة السراج، دون أن تتم إدانتها ومحاسبة مرتكبيها.

قد يهمك أيضا:

الجيش الليبي يستعدُّ لمعركة استعادة الهلال النفطي من الميليشيات بعد سقوط بنغازي

13 قتيلًا على الأقل في اشتباكات بين ميليشيات في طرابلس

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غريان الليبية تُعيد مجازر الميليشيات إلى الواجهة من جديد غريان الليبية تُعيد مجازر الميليشيات إلى الواجهة من جديد



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:19 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرطة تعلّق عن تحدث ترامب حول "حالات الغش"
المغرب اليوم - الشرطة تعلّق عن تحدث ترامب حول

GMT 09:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى
المغرب اليوم - أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى

GMT 09:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك
المغرب اليوم - عمرو دياب يتصدّر ميدان

GMT 23:12 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يفشل فى إقناع محمد صلاح وأرنولد وفان دايك بالتجديد

GMT 23:32 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تقاريرتكشف بشكتاش يدرس تجديد استعارة النني

GMT 06:21 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد خميس يكشف المستور ويتحدث عن أسباب زواجه الثاني

GMT 01:32 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

اكتشف صفات مواليد الدلو قبل الارتباط بهم

GMT 01:46 2016 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

هناء الرملي تشرح مخاطر التحرش الجنسي عبر "الانترنت"

GMT 16:43 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

زلزال يضرب جزر جنوب المحيط الهادئ

GMT 06:08 2022 الإثنين ,26 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأفكار للحصول على ماكياج مثالي لحفل الكريسماس

GMT 14:11 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

أداء أسبوعي على وقع الأخضر ببورصة البيضاء

GMT 14:03 2022 الأربعاء ,19 كانون الثاني / يناير

بنك المغرب يلاحق معطيات زبناء البنوك في الخارج

GMT 04:16 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

الريال يهزم أتلتيكو في "ديربي" مدريد

GMT 16:37 2021 الإثنين ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

دنيا بطمة تنشر فيديوهات رقص في أحدث ظهور لها عبر انستغرام

GMT 18:59 2021 الخميس ,25 شباط / فبراير

دورتموند يمدد تعاقده مع الحارس مارفين هيتز

GMT 19:36 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

المحكمة تقرر مصير دنيا بطمة في قضية "حمزة مون بيبي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib