طهران ـ مهدي موسوي
أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الإثنين، أن طهران لا تستبعد تواصلا مباشرا مع واشنطن خلال المباحثات النووية في فيينا، في حال كان ذلك ضروريا لإبرام تفاهم "جيد" بشأن إحياء الاتفاق بشأن برنامج الجمهورية الإسلامية النووي.
وقال أمير عبداللهيان في تصريحات له: "حاليا إيران لا تتحدث مباشرة الى الولايات المتحدة (...) لكن اذا بلغنا خلال المفاوضات نقطة يحتاج فيها إبرام اتفاق جيد مع ضمانات قوية، الى مستوى معين من المباحثات مع الولايات المتحدة، فلن نتجاهل ذلك في جدول عملنا".
ورأت إيران، أن ثمة امكانية للتوصل الى تفاهم مع الولايات المتحدة في ملفَي برنامجها النووي والإفراج عن موقوفين لدى البلدين، مشددة على ضرورة عدم الربط بين المباحثات الجارية في فيينا بشأن الاتفاق النووي، وتبادل محتمل للسجناء.
وأتى موقف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده تعقيبا على تصريحات للمبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي، استبعد فيها التفاهم مع طهران بشأن إحياء الاتفاق النووي، ما لم تفرج الجمهورية الإسلامية عن أربعة أميركيين موقوفين لديها.
ويأتي ذلك بينما تخوض طهران والقوى الكبرى، بمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات لإحياء الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي المبرم عام 2015، والذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديا منه في 2018.
وقال خطيب زاده في مؤتمر صحافي إن ملفي النووي والموقوفين يشكّلان "مسارين مختلفين، لكن في حال كان لدى الطرف الآخر تصميم، ثمة امكانية للتوصل الى اتفاق موثوق ودائم بشأنهما في أقرب وقت ممكن".
وشدد على أن "إيران رفضت أي شرط مسبق منذ اليوم الأول للمفاوضات" النووية، معتبرا أنها "معقدة بما فيه الكفاية، ولا يجب أن يتم تعقيدها بشكل إضافي".
وقال مالي الأحد إنه من غير المرجح أن توافق واشنطن على إحياء الاتفاق النووي مع طهران، ما لم تفرج الأخيرة عن أربعة أميركيين-إيرانيين موقوفين لديها، وهم رجل الأعمال سيامك نمازي (50 عاما) ووالده باقر (85 عاما)، والخبير البيئي مراد طاهباز ورجل الأعمال عماد شرقي (57 عاما).
وتحتجز الولايات المتحدة على أراضيها أربعة إيرانيين أيضا.
وشدد خطيب زاده على أن الموقوفين "مسألة انسانية وكانت على جدول أعمالنا، قبل هذه المفاوضات وخلالها".
وكانت طهران أكدت في تموز وجود "مفاوضات" مع واشنطن حول تبادل سجناء. وأفادت تقارير صحافية في أيار/ مايو 2021، أن الطرفين يبحثان في صفقة لتبادل أربعة سجناء موقوفين لدى كل منهما، على هامش جولات سابقة من مباحثات فيينا، والتي أجريت بين نيسان وحزيران.
وخلال الأعوام الماضية، أفرجت السلطات الإيرانية عن بعض الموقوفين الأجانب لديها، في خطوات تزامنت مع إطلاق سراح إيرانيين موقوفين في دول أجنبية، كان من بينهم من يمضون أحكاما بالسجن أو ينتظرون إجراءات محاكمة، أو مطلوب تسلمهم من قبل الولايات المتحدة.
وحصلت إحدى أبرز عمليات الافراج المتزامن في كانون الثاني/يناير 2016، بعد أشهر من إبرام الاتفاق النووي، وشملت الإفراج عن أربعة أميركيين موقوفين في إيران، وإعفاء واشنطن عن سبعة إيرانيين.
وبشأن المباحثات الراهنة في فيينا، تحدث خطيب زاده عن "تقدم في الاتجاه الصحيح"، مع تبقي "مواضيع أساسية" تتطلب قرارا سياسيا أميركيا.
وتجري إيران مباحثات مع القوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا والصين)، بمشاركة أميركية غير مباشرة.
وتشدد طهران على أولوية رفع العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها عليها بعد انسحابها من الاتفاق، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي. في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبيون على أهمية عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها بموجب الاتفاق، والتي بدأت التراجع عنها في 2019 ردا على انسحاب واشنطن.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر