القدس - ناصر الأسعد
أكدت مصادر إسرائيلية، أن وفداً أمنياً ضم عدداً من قادة جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجية المعروف بالموساد زار العاصمة السودانية الخرطوم في الأسبوع الماضي والتقي عدداً من المسؤولين في طرفي الصراع بغرض الاطلاع على خبايا الأزمة في السودان. وقالت المصادر إن الوفد الإسرائيلي التقى كلاً من رئيس أركان الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، ورئيس الحكومة المعزولة عبد الله حمدوك. و أن الوفد الإسرائيلي حرص على الامتناع عن إبداء موقف من الصراع، والتقاء الطرفين حتى يبدد الإشاعات التي نسبت لإسرائيل دوراً في دعم الانقلاب. وأوضحت تل أبيب أنها نقف على مسافة واحدة من الجميع ولا نؤيد طرفاً ضد الآخر ، وأن مبعوثيها حضروا للتعرف على التطورات وتكوين انطباع عن الوضع الداخلي في السودان وسماع رأي كل طرف حول مصير العلاقات الناشئة بين القيادات السودانية وإسرائيل.
وقالت تقارير إن اسرائيل تحدثت عن تأييد البرهان للتقدم في العلاقات مع إسرائيل مقابل اعتراض حمدوك والقيادات المدنية على ذلك ،لكن المصادر الإسرائيلية أوضحت أن رئيس الوزراء حمدوك أبلغ واشنطن أنه قرر المشاركة بنفسه في التوقيع على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل في واشنطن، التي كانت مقررة نهاية أكتوبر (تشرين الأول) وتم تأجيلها بسبب التطورات في السودان. ولذلك فإن الادعاء بأن إسرائيل تقف إلى جانب البرهان ضد الحكومة المدنية غير صحيح».
وكان موقع «واللا» الإخباري في تل أبيب قد نشر أمس نبأ زيارة الوفد الاسرائيلي للخرطوم، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين كبار. وقال إن الوفد الذي على ما يبدو ضم ممثلين من الموساد اجتمع بشكل أساسي مع مسؤولين عسكريين ، ونقل عن دبلوماسي غربي قوله للموقع إن أحد المسؤولين الذين اجتمع معهم الوفد الإسرائيلي كان الجنرال عبد الرحيم دقلو، شقيق محمد حمدان دقلو الشهير بـ«حيمدتي»، قائد قوات الدعم السريع في السودان، التي شاركت في الانقلاب العسكري». وأشار إلى أن دقلو زار إسرائيل قبل أسابيع من الانقلاب على رأس وفد عسكري وأجرى اجتماعات مع مسؤولين في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ومع جهات أخرى في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية في تل أبيب». وأضاف الموقع، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، أنه «خلال هذه الزيارة استعرض ممثلو الجيش السوداني الأزمة السياسية في البلاد، لكنهم لم يقولوا أي كلمة عن نيتهم تنفيذ انقلاب عسكري».
ولكن موقع «واي نت» التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، ذكر، أمس، أن الوفد الإسرائيلي الذي زار الخرطوم في الأسبوع الماضي التقى مع البرهان وكذلك مع حمدوك. وأضاف: «هناك جهات في السودان اعتقدت أن الوفد جاء ليتوسط بين الطرفين، لكنّ مصادر إسرائيلية أكدت أن الهدف هو الاطلاع والمعرفة حتى تفهم إسرائيل ما هي حقيقة الأوضاع وخبايا الصراع». وأوضح الموقع أن المسؤولين في إسرائيل حريصون على التأكيد أن إسرائيل تمتنع عن إبداء موقف وتنفي الإشاعات بأنها كانت على علاقة بالتطورات في السودان.
ومع ذلك فإن جهات دبلوماسية في تل أبيب تقول إن هناك خلافاً ظهر لهم بين البرهان وحمدوك منذ عدة شهور فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل. فالأول بدا متحمساً لهذه العلاقة ورأى فيها مدخلاً أساسياً لرفع العقوبات الأميركية عن السودان، والتقى في حينه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في أوغندا، في فبراير (شباط) من سنة 2020، فيما رأى حمدوك أنه يجب التقدم فيها بوتيرة أخف. وقد سمح لوزير القضاء في حكومته بلقاء وزيرين إسرائيليين في الإمارات، هما: عيساوي فريج وزير التعاون الإقليمي الذي يعد أحد وزيرين عربيين في الحكومة الإسرائيلية، ووزير الأديان متان كهانا.
قد يهمك أيضاً :
رئيس الوزراء السوداني المقال يؤكد أن حل الأزمة يتمثل في الإفراج عن الوزراء وعودة الحكومة
تركيا تعلن الكشف عن شبكة كبيرة لجهاز الموساد الاسرائيلي تتعقّب الفلسطينيين على أراضيها
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر