"تاوجا" مشروع سكني متكامل يحط الرحال بدوار آيت أوعبدي بتارودانت لإيواء ضحايا الزلزال

في إطار سعيها لمساندة السكان المتضررين من تداعيات الزلزال المدمر، الذي ضرب مناطق شاسعة من إقليم الحوز، بادرت مؤسسة "فاعل خير" لإطلاق مشروع "تاوجا (العائلة)"، الرامي إلى توفير بدائل الإسكان المؤقت لفائدة الدواوير الأكثر تضررا بسبب الكارثة الإنسانية، من خلال إنشاء تجمعات سكنية مجهزة بكل ما يلزم للعيش الكريم، من مرافق صحية والربط الكهربائي والمياه الصالحة للشرب.

وكان أعضاء مؤسسة «فاعل خير» تطوعوا، في أعقاب الزلزال العنيف، لتقديم يد العون لإخوانهم بالدواوير المنكوبة وإيصال المعونات والمساعدات للتخفيف من هول الكارثة التي حلت بهم، وشاءت الأقدار أن تطأ أقدامهم دوار «تيوونا»، التابع لجماعة تالمكانت بإقليم تارودانت، ليكتشفوا حجم المأساة التي أصابت الدوار المنكوب، إذ خرب الزلزال مساكن 90 في المائة من الأسر القاطنة بعين المكان، وجعل حوالي 150 فردا يعيشون في وضعية تشرد، كما زادت الكارثة الطبيعية الدوار المذكور عزلة وفقرا.

ودفعت الوضعية الكارثية للدوار متطوعي «فاعل خير» إلى التفكير في حلول آنية لإنقاذ السكان المتضررين من تقلبات الطقس وضنك العيش، لتنبثق فكرة «تاوجا» لإنشاء تجمع سكاني مجهز بجميع مقومات الحياة الكريمة من مرافق صحية مدعومة بالمياه الساخنة والإنارة، ومسجد لأداء الصلوات واحتضان الأنشطة الدينية، ومطابخ جماعية مجهزة باللوازم الضرورية، إلى جانب فضاء للألعاب مخصص للأطفال.

 تقول مريم، رئيسة منظمة «فاعل خير»، إن «تاوجا» مشروع إنساني طموح يهدف إلى تحسين الظروف المعيشية لسكان الدواوير الأكثر تضررا من مخلفات الزلزال، وقد تم اختيار دوار «تيوونا» ليكون قبلة للنسخة الأولى من المشروع بعد الوقوف على الحاجة الماسة للأسر إلى الإيواء في ظروف لائقة تحفظ الكرامة، وهو ما تم تنفيذه بعين المكان، إذ تم تجهيز الدوار بمخيمات سكنية مجهزة بالكامل لفائدة 28 أسرة، وإنشاء ستة حمامات تتوفر على المياه الساخنة وشبكة الصرف الصحي، كما تم ربط محيط التجمع السكني بالكهرباء، فضلا عن مسجد وفضاء للألعاب.

وأفادت المتحدثة ذاتها، في تصريحها لـ«الصحراء المغربية»، أن مؤسسة فاعل خير بصدد الإعداد لتنفيذ النسخة الثانية من المشروع العائلي «تاوجا» بشراكة مع جمعية «إحياء»، بدوار آيت أوعبدي «أخروب وتكاديرت» التابع لجماعة تافنكولت بإقليم تارودانت، حيث يتم إنشاء مشروع سكني يقدم حلولا للإسكان على المديين المتوسط والبعيد، ويتضمن تجهيز مجمع سكني متكامل بغرف مركبة وعازلة للحرارة والبرد لفائدة 30 أسرة.

وأبرزت رئيسة المنظمة أن كل أسرة ستستفيد من بيت مركب بـ»ألواح الساندويتش»، التي لا تتأثر بتقلبات المناخ، ومتصلة بشبكة الكهرباء وتتوفر على مطبخ متكامل ومجهز، كما سيتم في إطار هذا المجمع، بناء مسجد مهيأ لإقامة الصلوات واحتضان الأنشطة الدينية، بالإضافة إلى إنشاء 12 حماما يتوفر على سخانات للمياه، وأوردت المتحدثة ذاتها أن المشروع اهتم كذلك بتوفير فضاء مجهز للألعاب لفائدة أطفال الدوار، وفضاء مخصص لنساء القرية لممارسة أنشطة مدرة للدخل لتوفير موارد مادية للعائلات انطلاقا من المنتجات المحلية التي تتميز بها المنطقة وعلى رأسها زيت أركان، حيث سيتم توظيفه لتوفير فرص عمل جديدة للنساء وزيادة دخلهن.

وأكدت مريم، رئيسة «فاعل خير» في ختام حديثها لـ «الصحراء المغربية» أن هذه المشاريع الإنسانية تتوقف على المساهمة الفعالة للمحسنين، وعلى كرم وجود المغاربة لإخراجها إلى حيز الوجود، خاصة أنها تقدم حلولا مستدامة من أجل تحسين الظروف المعيشية لسكان الدواوير النائية والمعزولة التي تضررت كثيرا بسبب الزلزال، كما يعول على سخاء الناس وانخراطهم بقوة في مشروع «تاوجا» من أجل تعميمه على باقي الدواوير المنكوبة المنتشرة بإقليمي الحوز وتارودانت.

قد يهمك ايضاً

صرف تعويضات تأمينية دولية للمغرب بعد زلزال الحوز

تحذيرات من حدوث سيول أو انجراف للتربة في مناطق الزلزال