تشهد الولايات المتحدة الأميركية يوماً تاريخياً، الثلاثاء، وتتجه أنظار الأميركيين إلى ولاية نيويورك التي ستشهد بعد ساعات، أولى محاكمات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وسط تأهّب كامل من الشرطة تحسّباً لأي طارئ.
وترمب هو أول رئيس أميركي سابق يواجه اتهامات جنائية، ومن المقرر أن توجه له الاتهامات، وتؤخذ بصماته، وتلتقط له الصور الجنائية في محكمة وسط مانهاتن.
وهاجم ترمب القاضي، الذي سيمثل أمامه، خوان ميرشان، فوصفه بالخبيث مؤكداً أنه «يكرهه»؛ لأنه عامله بـ«خبث» خلال إحدى قضايا التهرب من الضرائب التي واجهتها مؤسسته. وكتب ترمب على منصته «تروث سوشيال»: «المدعي العام الفاسد ليست لديه قضية. ما لديه هو مكان يستحيل فيه أن أتمتع بمحاكمة عادلة، بإشراف قاض يكره ترمب».
وأعلن محامي الرئيس السابق، جو تاكوبينا، أنه سيسعى لإسقاط كل التهم، مؤكداً أن «ما يجري هو ملاحقة سياسية… إنه استغلال صارخ للسلطة».
ومن المقرر أن يمثل الرئيس بعد احتجازه، أمام القاضي خوان مرشان، وهناك سيتم تلاوة التهم الموجهة ضده. وسيضع القاضي شروطا أمام إطلاق سراح ترمب، محدداً موعد الجلسة المقبلة.
وكان تاكوبينا أكد أن ترمب سيدفع ببراءته، كما سيسعى إلى إسقاط التهم بدون الخضوع لمحاكمة، مؤكدا أنه لا توجد أي فرصة لأن يتوصل الرئيس السابق إلى اتفاق تسوية مع الادعاء.
وذكر أن الرئيس ترمب لن يقبل بصفقة مع الادعاء في هذه القضية، مؤكدا "هذا لن يحدث.. لا جريمة".
كما من المتوقع أن يغادر ترمب نيويورك بعد ذلك بوقت قصير متوجها إلى فلوريدا ويخطط لإلقاء خطاب في مار اي لاغو في الساعة 8:15 مساء (12:15 ت غ)، بحسب تقرير نشرته وكالة "فرانس برس".
مع عدم معرفة التهم، من الصعب التكهن إن كانت الإدانة المحتملة ستؤدي إلى الحكم بالسجن على رئيس أميركي سابق، في وضع غير مسبوق.
في حين يعتقد أن التهم التي ستوجه إلى ترمب ستشمل الاحتيال التجاري وانتهاكات متعلقة بتمويل الحملات الانتخابية، ولكن من غير الواضح إن كانت من جرائم الجنايات التي تؤدي إلى عقوبة السجن المحتملة. ولا يملك ترمب أي سجل جنائي، كما ليس واضحا إن كان سيتم الحكم عليه بالسجن حال إدانته.
وسيواصل الرئيس بالتأكيد مسعاه لخوض الانتخابات الرئاسية 2024 حتى في حال مواجهته تهما جنائية.
فلا يوجد أي بند في الدستور الأميركي يمنع أحدهم من الترشح للرئاسة حتى في حال مواجهته التهم.كما سيستمر الرئيس السابق حتى في حال إدانته، حملته الانتخابية ولن يمنع من تولي منصب الرئيس.
ويمنع التعديل الرابع عشر من الدستور أي شخص "انخرط في تمرد أو عصيان" من تولي منصب منتخب.
وفي حالة فوز ترمب في الانتخابات سيكون ترمب الذي بات على أعتاب الانتخابات الرئاسية في 2024، أول رئيس توجه إليه تهم من هذا النوع.
فقد وصل ترمب الذي دانته هيئة محلفين الأسبوع الماضي إلى نيويورك، الاثنين، قادما من مسكنه في مار اي لاغو في فلوريدا لتسليم نفسه إلى السلطات في نيويورك. وفي إطار الإجراءات المتوقعة لتوجيه التهمة الجنائية له، سيخضع الرئيس الأميركي السابق لإجراءات الحجز المعتادة عبر أخذ بصماته في محكمة في مانهاتن، وقد يتم أيضا التقاط صورته.
وقال محامي ترمب جو تاكوبينا، الأحد، إن موكّله لن يكون مكبّل اليدين.
كما تم نشر قوات الأمن بشكل كبير حول المحكمة التي سيمثل ترمب أمامها لإبلاغه رسمياً بتوجيه تهم جنائية إليه، ولم يكشف بعد عن التهم التي ستوجه إلى الرئيس السابق.بينما يخطط أنصار الرئيس السابق للتظاهر صباح الثلاثاء أمام "برج ترمب" الذي أمضى فيه ليلته.
ووجّه المدّعي العام في مانهاتن ألفين براغ، الذي يتبع مكتبه لقضاء ولاية نيويورك، التهمة رسميا إلى الرئيس السابق في قضية دفع مبلغ 130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، لشراء صمتها قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2016.
وفي أعقاب أحداث السادس من كانون الثاني/يناير 2021، عندما اقتحم حشد من أنصاره مبنى الكابيتول سعيا لمنع المصادقة على فوز جو بايدن بالرئاسة، صوت مجلس النواب لصالح عزل ترمب بعد الهجوم، ولكن قام مجلس الشيوخ بتبرئته.
أما عن أبرز القضايا التي تلاحق الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتّحدة، فهناك الاتّهامات الموجّهة إليه بممارسة ضغوط على مسؤولين عن العملية الانتخابية في ولاية جورجيا في 2020، وتحقيق بشأن طريقة تعامله مع أرشيف البيت الأبيض.
ويستعد ترمب لتوجيه خطاب لمناصريه مساء اليوم في فلوريدا، في وقت أظهرت فيه استطلاعات للرأي تقدمه على منافسه المحتمل حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتس بنسبة 57 في المائة، مقابل 31 في المائة. ويفضل 54 في المائة من الجمهوريين أن يكون ترمب مرشح الحزب الرسمي في الانتخابات، كما أظهرت الأرقام أن توجيه التهم إلى ترمب لم يؤثر سلباً على شعبيته، على العكس فقد وصلت إلى 45 في المائة.
قد يهمك أيضاً :
نيويورك مدينة أحلام ترمب تستعد لعقابه
محامي ترمب يصف الاتهامات الموجهة للرئيس السابق بـ«غير المسبوقة»
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر