حركة النهضة تُواجه مأزقًا سياسيًّا مُنتظرًا لتحديد ملامح التحالف السياسي
آخر تحديث GMT 13:29:03
المغرب اليوم -

بعد تصدّرها كلّ استطلاعات الرأي المتُعلِّقة بالانتخابات البرلمانية

حركة "النهضة" تُواجه مأزقًا سياسيًّا مُنتظرًا لتحديد ملامح التحالف السياسي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - حركة

حركة النهضة التونسية
تونس - المغرب اليوم

أفاقت حركة النهضة، الحزب الإسلامي المتصدّر في الانتخابات البرلمانية في تونس، حسب كل استطلاعات الرأي المتعلقة بالانتخابات البرلمانية، على حقيقة المأزق السياسي المنتظر لتحديد ملامح تحالف سياسي، يفضي إلى تشكيل حكومة منسجمة تخلف الحكومة التي قادها يوسف الشاهد لأكثر من ثلاث سنوات، والتي كانت حركة النهضة من بين المشاركين فيها.

وعبّرت جل الأحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات البرلمانية بنسب مئوية متفاوتة، والتي أجريت الأحد الماضي، عن رفضها الصريح للتحالف مع حركة النهضة خلال المرحلة المقبلة، وهو ما يجعل تشكيل حكومة تونسية بعد أسبوع واحد من الإعلان النهائي عن النتائج "عملية حسابية معقدة"، حسب عدد من المحللين السياسيين والمراقبين لسير الانتخابات التونسية.

وازدادت التعقيدات أمام حركة النهضة بإعلان أحزاب مهمة، مثل حزب «التيار الديمقراطي»، الذي يقوده محمد عبو والفائز بـ14 مقعدا برلمانيا، وحزب «قلب تونس»، الفائز بـ33 مقعدا برلمانيا، و«الحزب الدستوري الحر» (14مقعدا)، و«حركة الشعب» (15 مقعدا) انضمامهم المبكر إلى صفوف المعارضة، ورفضهم الانضمام إلى حكومة تتزعمها حركة النهضة.

وأكد القيادي حاتم المليكي أن حزبه «قلب تونس» لن يتحالف مع النهضة، ولن يشارك في حكومة تشكلها الحركة. واعتبر المليكي في حوار إذاعي أن منظومة الحكم الحالية، وخاصة حركة النهضة «هي المسؤولة الأولى عن فشل السياسة الاقتصادية والاجتماعية»، التي تتخبط فيها تونس منذ سنوات.

واعتبر مراقبون للمشهد السياسي أن حزب «قلب تونس» الذي يتزعمه نبيل القروي، المرشح للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، قد يغير موقفه لاحقا، معتبرين أن موقفه الحالي ليس إلا «محاولة لتحسين شروط التفاوض مع حركة النهضة».

كان زهير المغزاوي، رئيس حركة الشعب (حزب قومي فاز بـ15 مقعدا برلمانيا) قد عبر بدوره عن رفضه المشاركة في حكومة تشكلها حركة النهضة، وانتقد بشدة حصيلة حكم الائتلاف، الذي تزعمته «النهضة»، برئاسة يوسف الشاهد، واعتبرها مسؤولة عن الأزمات الاجتماعية والاقتصادية الحاصلة حاليا في تونس.

وقالت عبير موسي، رئيسة «الحزب الدستوري الحر»، إن النتائج التي حققها حزبها في الانتخابات البرلمانية، وفق النتائج التقديرية، تعتبر مشرفة جدا، مؤكدة أن أنصار النظام السابق عادوا للبرلمان، وشددت على أن حزبها مستعد للحكم والتحالفات السياسية، ما عدا «الإخوان» في إشارة إلى حركة النهضة.

وباحتساب الأغلبية العددية التي يمكن أن تشارك حركة النهضة، فإنها تقدر بنحو 100 نائب برلماني، تضم الفائزين في حركة النهضة (توقع 57 مقعدا)، وائتلاف «الكرامة»، الذي يتزعمه سيف الدين مخلوف (توقع 23 مقعدا برلمانيا)، وحركة «تحيا تونس»، التي يرأسها يوسف الشاهد (توقع 19 مقعدا) علاوة على عدد قليل من المستقلين.

وتتطلب عملية تشكيل الحكومة المقبلة 109 مقاعد برلمانية، وهو ما يدعو إلى البحث عن تحالفات سياسية «اضطرارية»، قصد تفادي فشل تكوين الحكومة، وإمكانية التوجه إلى انتخابات برلمانية جديدة سابقة لأوانها.

كان راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، قد أشار في مؤتمر صحافي عقب الإعلان عن فوز حزبه في الانتخابات البرلمانية، بحسب استطلاعات الرأي، إلى حاجة حزبه لشركاء سياسيين بغية تشكيل الحكومة المقبلة. موضحا أن التحديات التي تواجه تونس لا يمكن أن يواجهها حزب سياسي واحد، وشدد على «ضرورة مواصلة سياسة الشراكة مع بقية الأطراف السياسية على أساس برنامج مشترك لمقاومة الفساد والفقر»، على حد تعبيره.

واعتبر رياض الصيداوي، الخبير المختص في الشؤون السياسية، أن نسبة الإقبال على الانتخابات في تونس (41.7 في المائة) تعتبر ضعيفة، لكنها ليست كارثية على حد قوله، مشيرا إلى أنّها «مثلت انعكاسا لخيبة أمل الناخبين من السياسيين جراء الصراعات والانقسامات السياسية، والفشل في تجاوز الأزمة الاقتصادية».

وأوضح الصيداوي أن نتائج الانتخابات البرلمانية تعكس ظاهرة «التصويت العقابي»، وهي ظاهرة كلاسيكية في جل الديمقراطيات، مبينا أن حركة النهضة استفادت من التشتت الحاصل لدى خصومها، علاوة على قدرتها على التعبئة الانتخابية وانضباط أنصارها، وحضورهم القوي بمكاتب الاقتراع.

وبخصوص التحالفات الممكنة في البرلمان القادم، ذكر الصيداوي بالتحالف المستحيل الذي جمع بين النهضة والنداء، عقب الانتخابات البرلمانية لسنة 2014 وهو ما خلف صدمة لدى قواعد الحزبين خاصة أنهما كانا «عدوين لدودين» على حد تعبيره. وتوقع أن تحدث تحالفات وصفها بـ«الانتهازية» بين المتنافسين، وهو ما قد يؤدي إلى تحالف حركة النهضة وحزب قلب تونس في نهاية المطاف، حسب رأيه.

قد يهمك أيضاً :

نصب المبعوث الأممي الجديد للصحراء خليفة كوهلر قادم

مصدرٌ مسؤول ينفي سحب عناصر الدرك الملكي مِن حراسة القصور الملكية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حركة النهضة تُواجه مأزقًا سياسيًّا مُنتظرًا لتحديد ملامح التحالف السياسي حركة النهضة تُواجه مأزقًا سياسيًّا مُنتظرًا لتحديد ملامح التحالف السياسي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل

GMT 14:45 2016 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني بطلة جي مورجان للإسكواش للمرة الأولى

GMT 05:25 2015 الأربعاء ,14 كانون الثاني / يناير

11 حالة إغماء داخل مؤسسة تعليمية في تمارة

GMT 11:44 2014 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

عمر القزابري يحيي حفل تأبين الوزير الراحل باها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib