الرباط- رشيدة لملاحي
أكد وزير الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، علة دعم المغرب للجهود المبذولة من قبل الأمين العام ومبعوثه الشخصي من أجل التوصل لحل سياسي ونهائي لهذا النزاع الإقليمي للصحراء المغربية، مشيرًا إلى وجود رغبة ملحة لدى القوى الفاعلة داخل مجلس الأمن، وخاصة الولايات المتحدة، من أجل الدفع بالعملية السياسية للتوصل إلى حل سياسي نهائي.
وشدد بوريطة خلال لقاء للجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج بالغرفة الأولى للبرلمان المغربي، خلال عرضه لتقديم“ مستجدات القضية الوطنية في ظل الوضع السياسي والإقليمي الراهن، على التحضير الجيد للمائدة المستديرة الثانية، التي شاركت فيها كافة الأطراف (المغرب، الجزائر، موريتانيا، و”البوليساريو”)، حيث ضم الوفد المغربي منتخبين، ممثلين لساكنة الأقاليم الجنوبية، منوها بالمشاورات الثنائية مع المبعوث الشخصي في باريس (27 و28 فبراير 2019)، والتي كانت مناسبة طرح فيها المغرب بعض الأفكار والاقتراحات، وشدد فيها على رفض أي نقاش حول “الاستقلال” أو “الاستفتاء”، وعن تشبُّثه بكون مبادرة الحكم الذاتي هي الأساس.
واعتبر بوريطة أن محددات الحل السياسي طبقا للفقرة الثانية من القرار 2440 “الحل السياسي الواقعي، العملي، والمستدام، القائم على التوافق”، ومشاركة كل الأطراف في المناقشات حول كيفية إيجاد الحل السياسي الواقعي والعملي والمستدام، القائم على التوافق، وفقا للقرار 2440، مؤكدا أن المائدة المستديرة لجدول الأعمال عرفت إجماعا حول الاستفادة الكبيرة للمغرب العربي من حل هذا الخلاف الإقليمي، كما رحبت بالزخم الجديد المنبثق عن اجتماع المائدة المستديرة الأول، مسترسلا بالقول إنه تم الترحيب بدعوة المبعوث الشخصي لعقد مائدة مستديرة ثالثة بنفس الصيغة.
،وذكر وزير الخارجية المغربي باعتماد مجلس الأمن للقرار 2468 في 30 أبريل 2019، الذي أشاد بالزخم الجديد المنبثق عن المائدة المستديرة الأولى والثانية في جنيف، وثمن موافقة كل الأطراف على المشاركة في المائدة المستديرة الثالث، مؤكدا أن القرار شدد من جديد على المحددات الأساسية للحل السياسي، في الفقرة الثانية، “الحل السياسي، الواقعي، العملي والمستدام، قائم على التوافق، مشيرا إلى حرمان “البوليساريو” من التغطية المالية التي كان يستفيد منها من طرف الأمم المتحدة منه في السابق، كما تطرق إلى الحديث عن دعم غالبية الدول الأعضاء للموقف المغربي، وهي 13 دولة من إفريقيا، والمحيط الهادي، والكاريبي، وأمريكا اللاتينية، مقابل ثلاث دول فقط التي مازالت تساند الطرح الجزائري.
اقرأ أيضًا:
مباحثات بين المغرب والاتحاد الأوروبي لتطوير الشراكة الاستراتيجية
وجدد المسؤول الحكومي المغربي على أن كلمة المغرب خلال هذه الندوة لاقت اهتماما لدى الدول الأعضاء باللجنة والتي فندت مزاعم رئيس الوفد الجزائري بشأن الحقائق التاريخية، مضيفا أنه طبقا للبيان الختامي الصادر عن اللقاء الثاني بجنيف، فقد أبدت كل الأطراف موافقتها على عقد مائدة مستديرة ثالثة، في ظل تشبث المغرب بالعملية السياسية طبقا لأسس الموقف المغربي مع ضرورة التزام كل الأطراف بالمرجعية الأممية الثابتة والواضحة، التي أعاد مجلس الأمن التأكيد عليها في القرار 2468، وضحا أن القرار أشار إلى الحل السياسي 6 مرات؛ التوافق 5 مرات؛ الواقعية 4 مرات؛ الاستدامة 3 مرات؛ تقرير المصير مرتين، الاستقلال 0؛ الاستفتاء 0، مبرزا أن القرار حدد بالاسم أطراف الخلاف الإقليمي حول الصحراء المغربية، حيث ذكر الجزائر 5 مرات، واعترف بأن انخراطا قويا، ومستمرا، وبناء للجزائر يُعد أمرا ضروريا طيلة العملية السياسية.
وأكد بوريطة أن القرار نفسه عزو مكتسبات المغرب في القرارات السابقة بشأن أولوية مبادرة الحكم الذاتي، وضرورة إحصاء ساكنة مخيمات تندوف في الجزائر، وضرورة احترام “البوليساريو” لوقف إطلاق النار، والوفاء بالتزاماتها بشأن الامتناع عن الأعمال المزعزعة للاستقرار، والماسة بالوضع القائم شرق وجنوب المنظومة الدفاعية المغربية.
يذكر أن أشغال الندوة الإقليمية للجنة 24 عرفت مشاركة ممثلين عن الأقاليم الجنوبية لأول مرة، وذلك بدعوة رسمية ومباشرة من الأمم المتحدة، حيث تمحورت مداخلتهما حول الشرعية الديموقراطية لمنتخبي الصحراء المغربية للحديث باسم الساكنة، والتنمية الاقتصادية بالمنطقة، ومبادرة الحكم الذاتي كحل سياسي للنزاع الإقليمي المفتعل.
قد يهمك أيضًا:
بوريطة ينقل رسالة من رئيس غامبيا إلى الملك محمد السادس
ناصر بوريطة يَعرض مُستجدات قضية الصحراء على مجلس النواب المغربي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر