الصدر بين الزعامة الشعبية والإصلاح والمقاومة ومليونية العراق تستكمل الطريق
آخر تحديث GMT 06:05:04
المغرب اليوم -

بدا كأنه الوحيد القادر على إخراج "الحشديين" من حيرتهم بعد مقتل سليماني

"الصدر" بين الزعامة الشعبية والإصلاح والمقاومة و"مليونية" العراق تستكمل الطريق

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر
بغداد - المغرب اليوم

تصدَّرت مطالب "الإصلاح" عنوان كبرى التظاهرات التي قادها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر طوال السنوات الماضية، تحديدا منذ عام 2015، وحتى عام 2018، وثلاثة مشاهد رافقت تلك التظاهرات التي كانت توصف بـ«المليونية» وهي تسمية ذات دلالة رمزية تشي بقوة القاعدة الجماهيرية للصدر التي وحدها دون سواها قادرة على تحشيد الملايين خلفه. ويُعد المشهد الأول هو الخيمة الزرقاء التي نصبها الصدر في مدخل المنطقة الخضراء معتصما مع وجود جماهيري كثيف بدا من الصعوبة مقاومة زحفه نحو «المنطقة الخضراء» التي كانت شديدة التحصين، والمشهد الثاني هو اقتحام متظاهري الصدر المنطقة الخضراء ودخولهم مبنى البرلمان دون أن يترك ذلك تخريبا في منشآته، والمشهد الثالث اقتحام آخر للخضراء من قبل متظاهري الصدر لكن هذه المرة في مبنى مجلس الوزراء. ومع قوة الزخم الجماهيري فإن الصدر هو من يتحكم بكل هذه الحشود الجماهيرية التي تلتزم بأوامره بصرامة.

ومع أن تلك التظاهرات بدت مؤيدة لرئيس الوزراء السابق حيدر العبادي الذي وإن اتخذ سلسلة من القرارات من بينها إعفاء نواب رئيس الجمهورية الثلاثة (نوري المالكي وإياد علاوي وأسامة النجيفي) ونواب رئيس الوزراء الثلاثة (بهاء الأعرجي وصالح المطلك وروز نوري شاويس) فإنه لم يستكمل ما كان يمكن أن ينتظر منه وهو الضرب بيد من حديد على الفاسدين، وفي العام الماضي انطلقت تظاهرات جماهيرية مختلفة هذه المرة لم يشترك فيها الصدريون بل بدت بوصفة مختلفة تماما وذلك لجهة وقوفها ضد كل الأحزاب والقوى السياسية التي تحكمت بالمشهد السياسي منذ عام 2003 وحتى اليوم، وفي ضوء قوة هذه التظاهرات وحجم ما قدمته من ضحايا في الأرواح زادت على العشرين ألفا بين قتيل وجريح فإنها أثرت على جماهيرية الصدر وقدرته الرمزية والعملية على احتوائها.

ومع أن كل القادة السياسيين العراقيين أعلنوا تأييدهم للتظاهرات بوصفها حقا يكفله الدستور فإن الصدر بقي وحده يقف على مسافة قريبة نسبيا من المتظاهرين لا سيما بعد أن أمر كتلته البرلمانية «سائرون» بالتنازل بوصفها الكتلة الأكبر عن حقها في اختيار رئيس وزراء وترك الخيار لساحات التظاهر. وفي موازاة هذا المسار كان هناك مشهد آخر مختلف هو التوتر الأميركي - الإيراني المتصاعد الذي يؤثر كثيرا على المشهد العراقي، وفي أواخر شهر ديسمبر /كانون الأول 2019، بدأت الأمور تأخذ مجرى آخر حين قصف فصيل مسلح قاعدة «كي 1» في كركوك ما أدى إلى مقتل متعاقد أميركي، كان رد أميركا غير متوقع حين قصفت أحد ألوية الحشد في منطقة القائم غربي العراق ما أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 80 مقاتلا، وعلى خلفية ذلك جاء رد قوى وفصائل مسلحة بمحاولة اقتحام السفارة الأميركية في بغداد مع مطلع العام الجديد. وفي ظل هذا التصعيد لم يكن أحد يتوقع المفاجأة التي بدت أقرب إلى الخيال حين نفذت واشنطن عملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني في بغداد ومعه أبو مهدي المهندس، أقوى شخصية في الحشد الشعبي. فجأة ارتسم فراغ هائل في الأفق السياسي امتد من إيران إلى بغداد وبالعكس.

وبينما لم يكن أحد يتصور ما يمكن أن يحصل فإن الفراغ الذي أحدثته عملية قتل سليماني والمهندس لا يمكن أن يستمر في ظل تصاعد حدة التداعيات، فإن الصدر الذي لم يكن محسوبا تماما على المحور الذي يلتزمه سليماني والمهندس ومعهما قيادات الفصائل المقربة من إيران، كان المرشح الأقوى لملء هذا الفراغ. فالصدر الذي بدت ردة فعله قوية حيال عملية مطار بغداد بدا أنه الوحيد القادر على انتشال الجميع من حيرتهم لا سيما بعد أن أعلن عن تشكيل المقاومة الدولية للاحتلال وتم تكريسه زعيما لهذه المقاومة من كل زعماء الفصائل بما فيها التي كانت على خصومة كبيرة معه.

أمس وخلال التظاهرة المليونية اتضح أن الصدر، الذي دعا إليها وشاركت فيها الفصائل الأخرى، وحده من يملك مفاتيح التعامل مع الأزمة الراهنة التي تتمثل بالوجود الأجنبي في العراق، والأهم أن خريطة الطريق التي طرحها أمام الجماهير الحاشدة في الطريق الطويل الرابط بين الجادرية والكرادة لا تبدو أنها تلقى موافقة العديد من الفصائل لا سيما مقترحه دمج الحشد الشعبي في وزارتي الدفاع والداخلية أو التزامه الصارم بأوامر القائد العام للقوات المسلحة، ليس هذا فقط فإن الصدر كان قد خالف إجماع الفصائل المسلحة المقربة من إيران لجهة لقاء الرئيس العراقي برهم صالح الرئيس الأميركي دونالد ترمب في دافوس حين غرد بأن صالح هو «حامي السيادة وحامي الثوار». حتى وإن بدت هذه التغريدة طعنة لما بدا عليه الموقف موحدا بين فصائل المقاومة التي كرست الصدر زعيما، فإنها بدت بداية النهاية لهذا التكريس حتى مع بقاء الخلافات صامتة بين الطرفين. غير أن الحشد الجماهيري أمس، وهو الأضخم في تاريخ التظاهرات، كان وزنه الأكبر صدريا فضلا عن أن الكلمة المركزية فيه كانت للصدر، هو الذي أعاد تكريس زعامة الصدر للمقاومة في ضوء خريطة طريق سياسية وللإصلاح كذلك، لا سيما أن الصدر من أقوى المؤيدين لتشكيل حكومة مستقلة وبشخصية مستقلة وليست جدلية وهو الموقف نفسه الذي تتبناه مرجعية السيد السيستاني في النجف

قد يهمك ايضا :

العراق.. أنصار الصدر يرفعون خيامهم من ساحة التحرير

الصدر يدعو لوقف التدخل في الموقف العراقي مع أميركا

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصدر بين الزعامة الشعبية والإصلاح والمقاومة ومليونية العراق تستكمل الطريق الصدر بين الزعامة الشعبية والإصلاح والمقاومة ومليونية العراق تستكمل الطريق



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
المغرب اليوم -

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib