تنبّأت توقعات بتقدم أحزاب اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي التي قد تشكل النظام السياسي في كل القارة الأوروبي، وذلك في اختبار لنفوذ الحركات الشعبوية والقومية التي انتشرت بشدة في دول الاتحاد.
وحسب تقديرات أولية نقلتها وكالة أسوشيتد برس الأميركية فقد تقدم اليمين المتطرف في فرنسا برئاسة مارين لوبان، في ضربة قوية للرئيس إيمانويل ماكرون الذي اعتبر التكامل بين دول الاتحاد في القلب من أولويات حكمه، وفي ألمانيا أيضًا أشارت النتائج الأولية إلى أن حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عانى أيضًا من خسائر كبيرة. ويحق لنحو 426 مليون شخص في دول الاتحاد الأوروبي المشاركة في الانتخابات، وهو العدد الأكبر منذ عقود.
بدأت الانتخابات الخميس، ومن المقرر إعلان النتائج بشكل رسمي في وقت لاحق من مساء الأحد.
وانقسم المصوتون إلى طرف يفضل فكرة الوحدة الأوروبية ضد آخر يريد إعادة السلطات من الاتحاد الأوروبي إلى الحكومات الوطنية وحظر الهجرة بشكل كبير.
وسجلت نسبة المشاركة ارتفاعا كبيرا لأول مرة بعد عقود من التراجعات. وقال متحدث باسم برلمان أوروبا إن التقديرات الأولية للبرلمان تشير إلى أن نسبة المشاركة في الـ27 دولة التابعة للاتحاد الأوروبي (بدون احتساب بريطانيا) بلغت نحو 51%.
وذكرت أسوشيتد برس إلى أن الأحزاب الأوروبية الرئيسية من يمين الوسط ويسار الوسط يتوقع بشكل كبير أن يحافظوا على سيطرتهم على أغلب المقاعد في الهيكل التشريعي المكون من 751 مقعدًا، لكن في الوقت نفسه، من المتوقع أن يحقق القوميون والشعبيون المعارضين بقوة لفكرة الاتحاد الأوروبي، مكاسب كبيرة قد تعقد عمل البرلمان، وفي مؤتمر صحافي، الأحد، أعلنت زعيمة التجمع الوطني "اليمين المتطرف" في فرنسا مارين لوبان فوز حزبها في الانتخابات، وطالبت الرئيس ماكرون بحل الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان).
ونقلت شبكة "بي إف إم" الفرنسية، أن حزب التجمع الوطني يتقدم على حزب "الجمهورية إلى الأمام" الموالي للرئيس ماكرون بنسبة 24.20 بالمائة، مقابل 22.40 بالمائة، بحسب استطلاعات أولية.
وأضافت أن "حزب أوروبا والبيئة والخضر شكلا مفاجأة، بحلولهما في المرتبة الثالثة بعد الحزبين الكبيرين المتنافسين، وحصوله على 12.70 بالمائة".
وقال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، أحد أبرز الشخصيات المعارضة للهجرة والقوميين المتعصبين، إنه يرى "التغيير في الهواء" وأن انتصار اليمين قد "يغير كل شيء في أوروبا"، أما في ألمانيا أكبر دول الاتحاد الأوروبي، كان من المتوقع أن تخسر الأحزاب الحاكمة أرضية لصالح حزب الخضر.
وأظهرت نتائج استطلاعات نشرتها قناة " ARD"، مساء الأحد، أن تحالف المستشارة ميركل المسيحي الديمقراطي حصل على المركز الأول في الانتخابات، لكن بنسبة 28 % من الأصوات. ويعني ذلك أنه خسر حوالي 8% مقارنة بالانتخابات الماضية التي جرت عام 2014.
وأظهرت توقعات أجراها باحثو انتخابات مقربين من الحكومة المجرية، أن حزب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان (فيدز) اليميني القومي حقق فوزا ملحوظا في الانتخابات الحالية، وأوضحت نتائج التوقعات التي استندت إلى استطلاع أجري بين الناخبين عبر الهاتف، أن حزب فيدز حصل على 56% وهي أكبر نسبة وبفارق كبير عن أقرب منافسيه، وذلك حسبما أعلن معهد نيزوبونت مساء الأحد.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس تصريحات أوربان بأنه يأمل أن تتسبب الانتخابات في تحول لصالح الأحزاب السياسية المعارضة للهجرة. وأضاف أن قضية الهجرة "سوف تعيد تشكيل الحياة السياسية في الاتحاد الأوروبي".
ويشكل الاتحاد الأوروبي وبرلمانه سياسات التجارة في القارة، بجانب إدارة الزراعة والنظام المالي لنحو 19 من الدول الـ27 دون احتساب بريطانيا.
يذكر أنه على الرغم من قرار الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، إلا أن المملكة شاركت في الانتخابات يوم الخميس، وذلك بعد عدم قدرة لندن على إتمام شروط الخروج يوم 29 مارس الماضي.
ومثلت قضية الهجرة جدلا كبيرًا في أوروبا خلال السنوات الماضي، وذلك بسبب الأحداث في الشرق الأوسط والقارة الأفريقية التي دفعت الملايين إلى التحرك نحو أوروبا.
قد يهمك ايضا :
الأحزاب الشعبويّة واليمينيّة المتطرّفة تشغل 100 مقعد في البرلمان الأوروبي
فرنسا تنتخب ممثليها في البرلمان الأوروبي الأحد
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر