تتزايد عمليات التصعيد في منطقة الخليج من حيث التواجد العسكري الأميركي والإيراني، الأمر الذي ينم على اقتراب حدوث مواجه عسكرية في المنطقة، خاصة في ظل التصعيد الإيراني ضد الولايات المتحدة الأميركية.
وهدد الجنرال مرتضى قرباني مستشار القيادة العسكرية الإيرانية بلجوء بلاده إلى صواريخ و"أسلحة سرية" لإغراق البوارج وحاملات الطائرات الأمريكية في مياه الخليج. ونقلت وكالة "ميزان" للأنباء اليوم السبت عن قرباني قوله، إن بوسع إيران أن تغرق السفن الحربية التي ترسلها الولايات المتحدة إلى الخليج بصواريخ و"أسلحة سرية". وقال: "أمريكا قررت إرسال سفينتين حربيتين للمنطقة. وإذا ارتكبتا أقل حماقة، سنغرقهما إلى قاع البحر بطواقمهما وطائراتهما باستخدام صاروخين أو سلاحين سريين جديدين".
وأضاف: "أمريكا قلقة من صواريخنا الدقيقة القادرة على ضرب حاملات الطائرات، فلا تخيفونا من الحرب لأننا مستعدون لكافة الظروف. لا معنى للحديث عن أمن مضيق هرمز في حال منع صادرات النفط الإيرانية". وتابع: "نحذر العدو من أن ارتكابه أي حماقة ستلحق به خسائر كبيرة. أمريكا تخشى نفوذنا الإقليمي في المنطقة وإيجاد قوى شعبية ودفاعية في المنطقة من قبل إيران، خلق قوة رادعة لأمريكا وإسرائيل". وشدد على أن "مساعي العدو لزعزعة أمن إيران لن تحقق أهدافها، وأن المواجهة بين أمريكا وإيران مصيرية لأن العدو يخيرنا ما بين الحرب وزعزعة الاستقرار".
وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أن التهديدات الاستخباراتية بشأن إيران جدية وعميقة، متهما طهران بالوقوف خلف الهجمات الأخيرة في الخليج على ناقلات وأنابيب النفط. واعتبر بولتون، الذي يعد من الصقور في إدارة الرئيس دونالد ترامب، أن الاعتداءات الأخيرة لإيران ووكلائها في الشرق الأوسط مدعاة للقلق، موضحا أن معلومات الاستخبارات بشأن تهديد النظام الإيراني "عميقة وخطيرة".
وكشف مستشار الأمن القومي الأمريكي، اليوم السبت، أن إدارة الرئيس ترامب تلقت معلومات استخباراتية "خطيرة" و"عميقة" بشأن تهديد النظام الإيراني. وقال بولتون إن الهجمات على ناقلات نفط ومحطة ضخ في السعودية والمنطقة الخضراء في العراق من مظاهر القلق من إيران ووكلائها.
وأرسلت الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط تضمنت حاملة طائرات وقاذفات من طراز بي - 52، وصواريخ باتريوت، في استعراض للقوة في مواجهة ما يقول مسؤولون من الولايات المتحدة إنه تهديدات إيرانية للقوات والمصالح الأميركية في المنطقة.
بينما تسود الشرق الأوسط حالة من التوتر مصدرها إيران، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيرسل 1500 جندي إلى منطقة الشرق الأوسط. وأضاف ترامب أنه سيتم نشر هذه القوات "لأغراض وقائية"، حسب ما نقلت رويترز.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن 600 من بين الـ1500 جندي الذين أعلن ترامب عن إرسالهم للشرق الأوسط موجودون أصلا في المنطقة، حيث سيتم سيتم نشر 900 جندي جديد بينما سيتم تمديد بقاء 600 موجودين هناك. وأكد البنتاغون إن القوات الإضافية تضم أفرادا لإدارة بطاريات صواريخ باتريوت وطائرات الاستطلاع ومهندسين.
وقال مسؤولون أميركيون، إن إدارة ترامب أبلغت الكونغرس بهذه الخطوة، بعد اجتماع عقد في البيت الأبيض، الخميس، لمناقشة مقترحات وزارة الدفاع "البنتاغون" الخاصة بتعزيز الوجود الأميركي في الشرق الأوسط، وفق ما ذكرت وكالة أسوشيتد برس. وأشار مسؤولون في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إلى أن مخططي "البنتاغون" يصيغون خططا قد تتضمن إرسال ما يصل إلى عشرة آلاف جندي إضافي إلى المنطقة. وفي وقت لاحق قال القائم بأعمال وزير الدفاع باتريك شاناهان، إن مخططي البنتاغون لم يستقروا على عدد الجنود.
وقال شاناهان: "لقد أعلمت الكونغرس اليوم بأنني وافقت طلب قيادة الجيش بنشر موارد وقدرات إضافية في الشرق الأوسط لتحسين حماية قوتنا والحفاظ على القوات الأميركية نظرا للتهديد الذي تشكله القوات الإيرانية ومنها الحرس الثوري الإيراني ووكلاؤه". وتأتي هذه التطورات ردا على ما وصفه مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون بولتون، بـ"مؤشرات وتحذيرات" مثيرة للقلق من إيران، ولإظهار أن الولايات المتحدة سترد "بقوة" على أي هجوم. وكانت أميركا قد أعلنت إرسال حاملة طائرات وقاذفات "بي 52" إلى الخليج العربي، بسبب تهديدات طهران.
وفي وقت سابق، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، جوزيف دانفورد، إن قرار إرسال حاملة الطائرات الأميركية "أبراهام لينكولن" إلى الخليج جاء "لردع التهديد الإيراني في المنطقة". كما ذكر المبعوث الأميركي بشأن إيران براين هوك، أن إرسال بلاده لحاملة طائرات ليس رسالة سياسية، بل "دفاع عن النفس بعد ورود تهديدات بأعمال عدائية". وكان شانهان قد قال الخميس، إن التحرك العسكري في الخليج العربي استهدف ردع إيران لا شن حرب ضدها.
وأوضح الوزير في تصريحات مقتضبة عقب حضور جلسة استماع لإطلاع أعضاء الكونغرس الأميركي على المعلومات الاستخباراتية التي دفعت البنتاغون لإرسال قوة عسكرية ضاربة إلى الخليج، أن واشنطن أحبطت هجمات كانت مخططة ضد الجنود الأميركيين في المنطقة، وذلك عبر عرض القوة العسكرية الأميركية. وذكر أنه قدم ووزير الخارجية مايك بومبيو، معلومات موثقة بشأن تهديدات إيرانية أكيدة كانت موجهة للقوات الأميركية في الخليج. وأضاف: "هدفنا من حشد قواتنا في الخليج هو الردع لا الحرب. تركيزنا الأكبر في هذه المرحلة هو منع سوء التقدير الإيراني". وقال مساعد قائد الجيش الإيراني حسن سيفي، إن ثقافة القوات المسلحة الإيرانية موجودة في اليمن ولبنان وفلسطين.
وأضاف: "نقل الثقافة السائدة في قواتنا المسلحة إلى مجموعات المقاومة في اليمن ولبنان وغزة وفلسطين وأفغانستان أدى إلى اعتقاد الجميع بأنه في حال كانت هناك قوى تحمل رسالة سامية، فإنه يمكنها التغلب على أكبر جيش في العالم حتى لو كانت تمتلك إمكانات عسكرية بسيطة، وهذا إنجاز ليس صغيرا بالنسبة إلى القوى المضطهدة في العالم".
وتابع: "ما تلقاه العدو في اليمن ولبنان وغزة وأفغانستان والبحرين، كان صفعة من قوات المقاومة الشعبية التي لا تتحلى بالعلوم العسكرية والقدرات العسكرية العلمية والمنطقية والنظامية. وعلى العدو أن يرى القدرات العسكرية الإيرانية النظامية عن قرب في الميدان، نقول للعدو إن إيران مستعدة ولا تخشى رسائل وأخطار أي حرب".
واستبعد سيفي وقوع حرب مع الولايات المتحدة في ظل التوتر القائم بين البلدين، مؤكدا أن القوات الإيرانية "تتمتع بجهوزية تامة وستجعل العدو يندم على أي عدوان، وأي هجوم على إيران سيكون باهظ الثمن للولايات المتحدة".
واحتدم التوتر بين طهران وواشنطن في الأسابيع القليلة الماضية، بعد أن شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العقوبات على إيران لحرمانها من بيع النفط في الأسواق العالمية، وإرساله قوات عسكرية إضافية إلى الشرق الأوسط، لمواجهة "تهديد" إيران مصالح واشنطن في المنطقة. اعتبر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، السبت، أن قرار الولايات المتحدة نشر 1500 جندي إضافي في الشرق الأوسط يشكل "تهديداً للسلام الدولي"، وفق وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
وقال ظريف للوكالة، قبيل عودته من زيارة إلى باكستان، إن "تعزيز التواجد الأميركي في منطقتنا خطير للغاية على السلام والأمن الدوليين ويجب مواجهته". وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أعلن، الجمعة، موافقته على إرسال 1500 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط. وأكد ترمب أن نشر القوات الإضافية في الشرق الأوسط "إجراء بأغلبيته وقائي"، مشدداً على أن "الانتشار العسكري الإضافي في الشرق الأوسط هدفه الحماية". كما أضاف أن الانتشار سيتضمن عدداً صغيراً نسبياً من القوات.
قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة، إنه من بين القوات الإضافية التي سيتم إرسالها إلى الشرق الأوسط 900 جندي جدد، بينما سيتم تمديد بقاء 600 موجودين في المنطقة. وأفاد البنتاغون بأن القوات الإضافية تضم أفراداً لإدارة بطاريات صواريخ باتريوت وطائرات الاستطلاع ومهندسين عسكريين لأغراض دفاعية وسط التهديد الإيراني، لافتاً إلى أنه لن يتم نشر أي قوات إضافية بالعراق أو سوريا، وتشمل القوات الإضافية مزيداً من الطائرات المأهولة وغير المأهولة، وسرب طائرات مقاتلة نفاثة، وكتيبة صواريخ باتريوت.
قد يهمك أيضًا:
"التعاون الإسلامي" تُنشئ صندوقًا لضمان استدامة تمويل أنشطة "أونروا"
مفوض عام "الأونروا" يعلن عن مضاعفة 40 دولة تمويلها منعاً لانهيارها
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر