بيروت - أحمد الحاج
ترك تفجيرات أجهزة الإتصالات التي يستخدمها أعضاء حزب الله اللبناني صدمة في أوساط الحزب و هزّت لبنان . أمس بعد أن انفجرت آلاف أجهزة النداء التي يستخدمها أعضاؤه بشكل شبه متزامن، مما تسبب في فوضى في جميع أنحاء البلاد. وقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص على الأقل وجرحت أكثر من ثلاثة ألاف آخرين على الأقل آخرين ، في هجوم منسق على ما يبدو و ألقى الحزب باللوم فيها على عدوّها اللدود، إسرائيل.
وسرعان ما تركزت الشكوك على عملية استخباراتية إسرائيلية ربما اخترقت الجماعة المدعومة من إيران، والتي تشن هجمات عبر الحدود على إسرائيل بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر الماضي.
ووصف حزب الله الانفجارات بأنها "أكبر خرق أمني" له وقال إنه يحمل إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي".
ويبدو أن الانفجارات استهدفت عناصر حزب الله في جميع أنحاء لبنان، حيث يعتبر الحزب قوة سياسية وعسكرية قوية. وقال محللون أمنيون إنه من الممكن أن تكون أجهزة النداء التي يستخدمها حزب الله للاتصالات الآمنة قد زودت بمتفجرات وتم تجهيزها للتفجير عن بعد. وذكر خبراء آخرون أن بطاريات الليثيوم في الأجهزة ربما تم تسخينها بشكل مفرط، مما قد يؤدي إلى الانفجار.
يُعتقد أن أعضاء حزب الله تم نصحهم سابقًا بتجنب استخدام الهواتف المحمولة واستخدام أجهزة النداء الإلكتروني كوسيلة منخفضة التقنية لتجنب تتبع إسرائيل لمواقعهم. وقالت مصادر أمنية إن أجهزة النداء هي أحدث طراز جلبه حزب الله في الأشهر الأخيرة.
وقعت الانفجارات على مدار ساعة من الساعة 3:30 مساءً، في بعض الحالات بعد أن دقت نغمات الأجهزة. أظهرت مقاطع فيديو ملتقطة على الهواتف المحمولة رجالًا مصابين يتم مساعدتهم للخروج من السيارات أو يتلوون في الشوارع. عانى الكثيرون من جروح بالقرب من الورك حيث كانوا يرتدون أجهزة النداء؛ وفقد آخرون أصابع أو يدًا. كانت المستشفيات المحلية غارقة في الإصابات.
و كان السفير الإيراني في لبنان، مجتبى أماني، من بين المصابين بسبب أحد الأجهزة. وقد أدانت وزارة الخارجية الإيرانية الهجوم.
وقال فراس الأبيض، وزير الصحة اللبناني، إن 200 من المصابين في حالة حرجة وأن القتلى شملوا فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات.
وقال: "لدينا [إصابات] في كل مكان، في بيروت، خاصة في الضاحية الجنوبية، في الجنوب، في سهل البقاع. جميع مستشفياتنا استقبلت الإصابات".
أصيب ما لا يقل عن 14 شخص في سوريا بسبب انفجار أجهزة النداء، وفق للمرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو مراقب حرب مقره المملكة المتحدة.
وقال حزب الله، الذي تصنفه المملكة المتحدة والولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، إن إسرائيل ستتلقى "عقابها العادل" على "عدوانها الآثم". كما ألقت لبنان باللوم على جارتها في "هجوم سيبراني" وقالت إنها ستشكو إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأن واشنطن ليست متورطة ولم يتم إخطارها مسبق بالانفجارات.
ولم تعلق القوات العسكرية الإسرائيلية على الهجوم الظاهر.
قد يهمك أيضــــاً:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر