استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره التركي رجب طيب أردوغان في البيت الأبيض، الأربعاء، في زيارة تأتي بعد شد وجذب بين أنقرة وواشنطن. وأبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصحافيين أنه وأردوغان سيبحثان خلال اجتماعهما مسألة منظومة الدفاع الروسية إس 400 والاتفاق التجاري بين البلدين.
وقال ترامب إن العلاقة مع تركيا طيبة وإن إدارته تتحدث مع الأكراد الذين يبدون راضين، كما اعتبر أن وقف إطلاق النار في سورية صامد "بشكل جيد للغاية".، لكن الرئيس التركي كان قد قال في وقت سابق إنه سيبلغ ترامب بأن الاتفاق الذي جرى في شمال سورية لم يمض بشكل كامل.
وقال أردوغان أثناء استعداداه للتوجه إلى واشنطن: "سأبلغه بالوثائق أن الاتفاق الذي توصلنا له بشأن العملية لم يتم تطبيقه بشكل كامل". وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الأربعاء إن وقف النار شمال سورية متماسك حسب الاتفاق المبرم مع أنقرة.
وأضاف ترامب في مؤتمر صحفي مع أردوغان أنه سيبحث مع الرئيس التركي أنظمة "إس-400" الصاروخية الروسية للدفاع الجوي، التي اشترتها أنقرة من موسكو، والمسألة المتعلقة بمقاتلات "إف-35" الأميركية، التي أعلنت الولايات المتحدة عن استبعاد تركيا من البرنامج الخاص بها بعد شرائها "إس-400".
وأضاف الرئيس الأميركي "يبدو أن الأكراد في سورية راضون"، مشيرًا إلى أنه ترك قوات في سورية لتأمين النفط، كما ذكر في معرض كلامه أن تركيا لديها 100 معتقل من تنظيم داعش.
وفي سياق آخر أفاد ترامب بأن المنظومة الصاروخية إس400 ستكون على طاولة المفاوضات مع أردوغان، وأضاف أنه سيبحث مع نظيره التركي كذلك عقد صفقة حول التجارة بين واشنطن وأنقرة، مشيرا إلى أنه "يتفهم مشاكل تركيا". فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالمؤتمر الصحفي إنه يرغب بإعادة توطين مليوني سوري في المنطقة الآمنة التي يتم إنشاؤها شمالي سورية.
وأشار أردوغان إلى أن هدف أنقرة هو إقامة "منطقة آمنة" تمتد من الحدود العراقية السورية إلى مدينة جرابلس، وقال إنه من الصعب الوصول لحد التجارة الذي نتطلع إليه مع واشنطن بسبب العقوبات مشيرًا إلى أن تركيا ماضية في الوفاء بالتزاماتها وفق الاتفاق المبرم مع واشنطن.
يأتي ذلك بعد يوم من إعلان الداخلية التركية أن أنقرة بدأت ترحيل مقاتلين دواعش أجانب إلى دولهم الأصلية، إذ رحلت مواطنا أميركيا إلى الولايات المتحدة، فيما ستتم إعادة 7 ألمان إلى برلين، يوم الخميس المقبل، كذلك كشفت الحكومة التركية عن عزمها ترحيل 11 متشددا فرنسيا قريبا، دون أن تحدد موعدا لذلك.
على الجانب الآخر، قالت وزارة الخارجية الأميركية على تويتر إن التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة دمر 100 بالمئة من "خلافة" التنظيم، كما أفادت أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو سيبحث مع نظرائه بدول التحالف الخطوات القادمة في حملتهم المشتركة، وذلك خلال اجتماع استثنائي يعقد في واشنطن الخميس.
وتحدث مسؤول بارز عن عودة مقاتلي داعش إلى بلادهم، فأشار إلى أنه سيتم الاتفاق مع الحكومة العراقية بشأن استعادة مواطنيها الدواعش، أما الذين يحملون جوازات سفر أجنبية، فقال إن عملية إعادتهم تحتاج كثيرًا من الإجراءات القانونية. وأوضح أن بعض الدول استرجعت أفرادا مثل البوسناو، كوسوفو، إيطاليا، منوها إلى أن هناك مفاوضات مع روسيا أيضا حول عدد من المعتقلين الروس وأسرهم.
وعن التعاون مع قوات سورية الديمقراطية على عكس الطلب التركي، قال المسؤول الأميركي إن الإدارة ستستمر في العمل مع الأكراد لأنهم شريك أساسي على الأرض، مشيرا إلى أن الخارجية تدقق في انتهاكات حقوق إنسان ارتكبتها مليشيات موالية لتركيا شمال سورية، بينها مقتل الناشطة السياسية الكردية هفرين خلف، واستعمال الفسفور المحرم دوليًا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر