بغداد - المغرب اليوم
شهدت محافظة كربلاء العراقية عنفًا داميًا، ليل الاثنين/الثلاثاء، وأفادت مصادر أمنية وطبّية من المدينة بسقوط 18 قتيلًا وإصابة 865 في فض الاعتصامات في المحافظة أثناء الليل بعدما فتحت القوات الأمنية العراقية النار على المحتجين، وكشف مصدر في دائرة صحة كربلاء، أن قوات مكافحة الشغب ومكافحة الإرهاب فضّت الاعتصام بالقوة، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين.
واتهم المتظاهرون قوات أمنية خاصة (قوات سوات التابعة لوزراة الداخلية) باستخدام العنف المفرط وإطلاق الرصاص الحي لتفريقهم، لا بل ارتكاب مجزرة في المدينة فجر اليوم. إلى ذلك، أظهرت فيديوهات نشرها متظاهرون من المدينة، إحدى سيارات الأمن وهي تدهس محتجين، كما أظهرت فيديوهات أخرى محتجين يركضون هربًا من الرصاص الحي الذي أطلق باتجاههم.
من جهتها، أكدت المفوضية العليا لحقوق الإنسان حصول حالات اختناق وسط مدينة كربلاء بسبب الغازات التي أطلقتها القوات الأمنية، كما أشارت إلى أن عائلات كثيرة لم تتمكن من الوصول إلى المستشفيات، بسبب خطورة الوضع.
وعلى الجانب الآخر، نفت قيادة شرطة كربلاء في العراق الثلاثاء، سقوط أي قتيل في التظاهرات التي شهدتها المحافظة الليلة الماضية، نافية الأنباء التي تحدثت عن سقوط ضحايا.
وذكر القيادة في بيان أصدرته، أن "ما تم نشره في وسائل الإعلام عار عن الصحة ولا يوجد أي قتيل لا من القوات الأمنية ولا من المتظاهرين، عدا حادث قتل شخص واحد بحادث جنائي بعيدا عن مكان المظاهرات شرق المدينة حوالي 2 كم"، وأضاف: "بإمكان أي شخص الذهاب إلى الطب العدلي في مستشفى الحسيني أو الإخوة الإعلاميين ونشر الحقائق، ونؤكد نفينا وبشكل قاطع ما ينشر في وسائل الإعلام من فبركة في الأخبار وأن الفيديوهات التي نشرت غير صحيحة".
وأشار البيان إلى أن "ما أشيع من مقاطع فيديو هدفه تأجيج الشارع الكربلائي، ونحن مستعدون لمرافقة القنوات الإعلامية إلى الطب العدلي وعرض أي استمارة تشريح ليوم أمس، حيث لا توجد أي استمارة عدا الحادث الجنائي المذكور وبإمكانهم إجراء اللقاءات مع مدير الطب العدلي للوصول إلى الحقيقة"، وتابع "سنقاضي أي وسيلة إعلامية تحاول الإساءة لسمعة مدينة كربلاء دون الرجوع إلى المصدر الرئيسي قبل النشر".
وبالتزامن، ورغم اعلان عمليات بغداد حظر التجوال في العاصمة بدءًا من الساعة الـ 12 من منتصف الليل حتى الـ 6 فجرًا وإلى اشعار آخر، فقد أعلن التلفزيون العراقي الرسمي، فجر الثلاثاء، أن المتظاهرين يواصلون فعالياتهم في ساحة التحرير وشارع السعدون وساحة الخلاني وشارع أبو نؤاس في العاصمة العراقية، مضيفًا أن الوضع الأمني مستقر.
وكانت العاصمة بغداد شهدت ليل الاثنين/ الثلاثاء خروج آلاف العراقيين سيرًا وبسياراتهم، مطلقين العنان للأبواق والأناشيد، في كسر لحظر التجوال الذي أعلنته السلطات في بغداد، فيما لا يزال متظاهرون يحتشدون في ساحة التحرير، لكن المحتجين في ساحة التحرير بوسط العاصمة رفعوا راية التحدي، مؤكدين أن حظر التجوال يوفر غطاء لقوات الأمن كي تخلي الساحة.
يذكر أن ما لا يقل عن شخصين قتلا، وأصيب 112 آخرون، امس الاثنين، في العاصمة العراقية بغداد عندما أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع، وذلك في رابع يوم من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، في حين أفادت مفوضية حقوق الإنسان بمقتل 5 متظاهرين.
قد يهمك ايضا
الجيش السوري إلى الحدود مع تركيا بالاتفاق مع الأكراد لمواجهة العدوان
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر