اتهمت تركيا اليونان مجددا بمحاولة اعتراض طائرات حربية تابعة لقواتها الجوية أثناء مشاركتها في مهمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مشيرة إلى أنها قامت بالرد اللازم، وأنه تم استكمال المهمة بنجاح.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان الأحد نشرته عبر موقعها على «تويتر»، إن «مهمة الناتو (نيكسس إيس)، التي تمت في المجال الجوي الدولي اعترضتها طائرات تابعة لليونان، لكن طائرات سلاحنا الجوي قدمت الرد اللازم، وتمّ استكمال مهمة الناتو بنجاح». وكانت الوزارة ذكرت في بيان، السبت، أن طائرات حربية تابعة لقواتها الجوية نفذت، الجمعة، طلعات تدريبية في المجال الجوي الدولي فوق بحر إيجة، مشيرة إلى أن طائرات مقاتلة ومساندة تابعة لقيادة القوات الجوية أقلعت من قواعد مختلفة لإجراء مهمة تدريبية.
وتعد هذه هي المرة الثانية في أقل من 4 أشهر التي تتهم فيها تركيا جارتها وحليفها في الناتو، اليونان، بالتحرش بطائرات تابعة لقواتها الجوية أثناء المشاركة في مهام تابعة للناتو فوق بحر إيجة.
وهدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في سبتمبر (أيلول) الماضي بالتدخل عسكريا في جزر بحر إيجة، متهما اليونان باحتلالها بعد أن تصاعدت حدة التوتر، على خلفية اتهام أنقرة لليونان بالتحرش بمقاتلات «إف 16» تابعة لقواتها الجوية أثناء عودتها من مهام تابعة للحلف فوق بحر إيجة في 23 أغسطس (آب) الماضي، وتوجيه صواريخ منظومة «إس 300» روسية الصنع التي ينصبها الجيش اليوناني في جزيرة كريت باتجاه مقاتلاتها.
واتهم إردوغان اليونان بـ«احتلال» جزر تقع في بحر إيجة تخضع للسيادة اليونانية، لكن لا يحق لها أن تنشر فيها جنوداً عملاً بمعاهدتي لوزان وباريس اللتين أبرمتا بعد الحرب العالمية الأولى، وهدّدها بدفع ثمن باهظ، ولوّح بالتدخل العسكري. وقال: «سنتخذ ما يلزم عندما يحين الوقت... سنأتي ذات ليلة على حين غرة».
واعتبرت الولايات المتحدة تحذيرات الرئيس التركي لليونان بشأن النزاعات البحرية «غير مفيدة». وحثت الجارين العضوين في الناتو على تسوية خلافاتهما بطرق دبلوماسية. كما أعربت عن قلقها الشديد إزاء تصريحات إردوغان، التي وصفتها بـ«العدائية»، وقالت إنها تثير مخاوف كبيرة وتتناقض تماماً مع جهود التهدئة التي تشتد الحاجة إليها في شرق البحر المتوسط.
وتسود خلافات عميقة بين تركيا واليونان تتعلق بالجزر في بحر إيجة والجرف القاري وموارد الطاقة في شرق المتوسط والهجرة، فضلاً عن المسألة القبرصية.
وتبادل البلدان الشكوى بعد التوتر في أجواء بحر إيجة في أواخر أغسطس الماضي. وبعثت تركيا برسائل إلى دول أوروبية ومنظمات دولية لتوضيح موقفها ووجهة نظرها بشأن حل المشاكل القائمة مع اليونان في بحر إيجة. بدورها، أعلنت اليونان أنها تقدمت بشكاوى ضد التهديدات التركية إلى الأمم المتحدة وحلف الناتو.
واتهمت تركيا اليونان مرارا بانتهاك أحكام معاهدة لوزان واتفاقية باريس اللتين وقعتا بعد الحرب العالمية الأولى، واللتين منحتا اليونان حقوق السيادة على جزر في بحر إيجة بشرط عدم تسليحها. وتقول تركيا إن اليونان تسلح الجزر وتهدد بفتح مسألة السيادة عليها للمراجعة من جانب الأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في أكثر من مناسبة، إن تركيا تطالب بإنهاء عسكرة الجزر الواقعة شرق بحر إيجة، ومصممة على مناقشة السيادة عليها إذا لم توقف أثينا الانتهاكات.
والأسبوع الماضي، قال إردوغان: «إذا لم تهدأ اليونان، وتتوقف عن الاستفزازات، فإن الطائرات الحربية والمسيرات التركية المسلحة ستضرب أثينا… أصبحنا ننتج صواريخنا بأنفسنا وهذا أمر يخيف اليونان، فعندما تتحدث عن صاروخ (تايفون) (صاروخ محلي الصنع أجرت تركيا اختبارات عليه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي) تشعر اليونان بالخوف وتقول إنه يستطيع ضرب أثينا... يقولون إنه سيضرب أثينا... نعم بالطبع سيضربها، إذا لم تلتزموا الهدوء، إذا حاولتم إرسال أسلحة تحصلون عليها من الولايات المتحدة إلى الجزر في بحر إيجة فإن دولة مثل تركيا من المؤكد ألا تقف ساكنة... يجب عليها أن تفعل شيئاً».
ورد رئيس أركان الجيش الجنرال كونستانتينوس فلوروس، السبت، في ختام تمرين عسكري أجري في كافالا شمال البلاد وحضره السفير الأميركي في أثينا، جورج تسونيس، على تهديد إردوغان بالقول إن «رد فعلنا على أي محاولة لتحدي السيادة اليونانية سيكون (قاسيا)».
وأضاف أن «اليونان خصم قوي وردها سيكون قاسيا عند الضرورة، والجميع يعرف ذلك، الأصدقاء والشركاء والحلفاء وأولئك الذين يعتبرون أنفسهم خصوما لنا (تركيا)... لا نخاف من أحد... نحن نحترم الجميع، ونتوقع الاحترام من الجميع». وبدوره، قال السفير الأميركي في أثينا باليونان إن «هناك تحديات إقليمية واليونان حليف موثوق به، نريد العمل معه من أجل الاستقرار والسلام في المنطقة».
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر