خلافات حادة بين موسكو وأنقرة حول تطورات الأوضاع في ليبيا في مواجهة هي الأسوأ
آخر تحديث GMT 18:19:44
المغرب اليوم -

روسيا "قلقة" من تدخل تركيا عسكريًا وإردوغان يلوّح برد على "مرتزقة فاغنر"

خلافات حادة بين موسكو وأنقرة حول تطورات الأوضاع في ليبيا في مواجهة هي "الأسوأ"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - خلافات حادة بين موسكو وأنقرة حول تطورات الأوضاع في ليبيا في مواجهة هي

حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج
طرابلس ـ فاطمة السعداوي

برزت الجمعة، تباينات قوية بين مواقف موسكو وأنقرة حول تطورات الوضع في ليبيا، وتبادل الطرفان تصريحات حادة، إذ أعربت وزارة الخارجية الروسية عن «قلق بالغ» بسبب نيّات أنقرة إرسال قوات إلى ليبيا، ورأت أن «التدخل العسكري الخارجي في الشأن الليبي من شأنه أن يزيد من تعقيد الموقف في هذا البلد». وبدا أن الموقف الروسي الذي استبق محادثات كانت منتظرة مع أنقرة حول الملف الليبي، أثار حفيظة الرئاسة التركية، إذ أعلن الرئيس رجب طيب إردوغان أن بلاده «لا يمكن أن تقف مكتوفة أمام نشاط المرتزقة الروس» في ليبيا.

وفي أول موقف روسي معلن منذ توقيع أنقرة مذكرتي تفاهم مع حكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج، نقلت وكالة «نوفوستي» الحكومية عن مصدر مخوّل له الحديث في الخارجية الروسية أن «إبرام الاتفاق التركي مع حكومة السراج واحتمال زج قوات تركية في ليبيا يبعثان على قلق بالغ لدى موسكو». وزاد أن هذه التطورات «تثير كثيرًا من الأسئلة»، موضحًا أنها (التطورات) «تمس مصالح البلدين المحيطة بليبيا، والوضع معقد للغاية».

وقال المصدر إن موسكو «بالطبع تشعر بقلق بسبب احتمال إرسال قوات تركية»، مشيرًا إلى أن «ثمة قرارات اتخذت في مجلس الأمن تفرض قيودًا على إرسال أسلحة إلى ليبيا، وهنا تبرز أسئلة كثيرة». وزاد: «في ظروف عدم التوصل إلى تسوية كاملة في البلاد، فإن التدخل الخارجي عسكريًا لا يمكنه سوى تعقيد الوضع أكثر».

وشكّل الموقف الروسي منعطفًا مفاجئًا في توقيته، لأن موسكو وأنقرة كانتا أعلنتا في وقت سابق عن ترتيب زيارة لوفد تركي إلى موسكو لبحث الملف الليبي، وتجنبت موسكو لذلك إصدار تعليقات علنية سابقًا. كما أن الرئيس فلاديمير بوتين سئل عن هذا الموضوع في المؤتمر الصحافي السنوي الذي عقده أول من أمس، فأجاب بأنه ينوي بحث الموضوع مع نظيره التركي، من دون أن يشير إلى خلافات حول الملف. كما تجنّب بوتين الرد على سؤال أحد الصحافيين حول وجود قوات في ليبيا تابعة لما يعرف باسم «جيش فاغنر» وهي وحدات عسكرية غير نظامية نشطت سابقًا في سوريا وأوكرانيا وعدد من بلدان القارة الأفريقية.

وشكّل هذا الملف تحديدًا عنصر الرد التركي على الموقف الروسي الجديد. إذ نقلت وسائل إعلام تركية عن إردوغان أن بلاده «لا يمكنها البقاء صامتة تجاه المرتزقة المدعومين من روسيا، والذين يساعدون قوات المشير (خليفة) حفتر في ليبيا». ونقلت وسائل الإعلام عنه أن «عناصر المجموعة المسماة (فاغنر) يعملون حرفيًا كمرتزقة. أنتم تعلمون من يدفع لهم». وأضاف: «تلك هي الحقيقة، ولن يكون من الصائب لنا أن نبقى صامتين تجاه كل هذا. لقد قمنا بكل ما في وسعنا لحد الآن، وسنستمر في فعل ذلك».

ويشكّل هذا الموضوع نقطة خلافية كبيرة يمكن أن تزيد من تباعد المواقف الروسية والتركية حيال ليبيا، إذ لا تعترف موسكو بوجود قوات «فاغنر» في ليبيا. وكانت وزارة الدفاع لفتت في وقت سابق إلى أن «المعطيات المتداولة في وسائل الإعلام حول هذا الموضوع مختلقة ولا أساس لها».

وفي حين لم تسارع موسكو إلى إصدار تعليق رسمي على كلمات إردوغان، فإن معلقين روسًا رأوا أن هذه «المواجهة» هي الأسوأ بين موسكو وأنقرة، وأنها قد تسفر عن إلغاء زيارة الوفد التركي التي كانت مقررة إلى موسكو، كما أنها تضع شكوكًا حول أجندة اللقاء المنتظر على المستوى الرئاسي في التاسع من يناير (كانون الثاني) المقبل في إسطنبول. وكان إردوغان أعلن قبل أيام أن الوفد التركي «سيقوم بزيارة موسكو في أقرب وقت ممكن، ويضم نائبي وزيري الخارجية والدفاع، بالإضافة إلى ممثلي المخابرات والجيش لبحث القضايا الإقليمية بالتفصيل». وأشار الرئيس التركي إلى أن المناقشات ستتضمن احتمال إرسال أنقرة قواتها إلى ليبيا، فضلًا عن آخر تطورات الملف السوري.

 

ورأى معلقون أمس أن الموقف الروسي يعكس رسالة إلى أنقرة حملت موقفًا استباقيًا للزيارة بأن موسكو لن تدعم فكرة إرسال قوات تركية إلى ليبيا.

على صعيد مواز، كشف رئيس حكومة «الوفاق» الليبية، فائز السراج، عن رغبته بزيارة جمهورية الشيشان في روسيا، للاطلاع على تجربتها في حل النزاعات ومكافحة الإرهاب.

وأجرى رئيس الشيشان، رمضان قديروف، محادثات مع السراج تناولت الوضع في ليبيا و«الحرب ضد الإرهاب»، وفقًا لما نقلته أمس وكالة «إنترفاكس» الروسية عن ليف دينغوف، رئيس فريق الاتصال الروسي حول التسوية الداخلية الليبية.

وفي أنقرة، قال نائب حزب «العدالة والتنمية» بالبرلمان التركي أمر الله إشلر، وهو مبعوث إردوغان إلى ليبيا، إن بلاده وقفت إلى جانب حكومة السراج «المعترف بها دوليًا، بحسب ما قال. وأضاف إشلر، في تصريح أمس، أن تركيا أعلنت أنها ستقدم الدعم لحكومة «الوفاق» من أجل «ضمان استمرار الديمقراطية» في ليبيا ومنع عودة الأزمة العسكرية إليها. واعتبر أن حفتر «شخص غير شرعي» بالنسبة إلى تركيا، زاعمًا أن الأطراف التي تدعمه لا تريد تأسيس نظام سياسي ديمقراطي وأجواء ثقة في ليبيا.

في المقابل، حذّر عضو حزب «الشعب الجمهوري» في لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان التركي، أوتكو تشاكير أوزار، من المخاطر التي ستواجهها تركيا بسبب اتفاقية التعاون العسكري مع ليبيا، المتوقع تناولها هذا الأسبوع في الجمعية العامة للبرلمان التركي. وأوضح تشاكير أوزار أنه رغم عدم مصادقة البرلمان على مذكرة التفاهم مع السراج، إلا أن الحكومة التركية تستطيع إرسال موظفين عسكريين وأسلحة من خلالها.

وأشار إلى أن المذكرة نصت على إمكانية إرسال «موظفين مدنيين» من مؤسستي الدفاع والأمن، مضيفًا: «لا يوجد مثل هذا التعريف في أي اتفاقية أخرى. من هي منظمات الدفاع والأمن هذه، ومن سيتولى السيطرة على الموظفين المدنيين الذين ينتمون إليها؟».

ورأى تشاكير أوزار أن تلك الاتفاقية تُعد دليلًا رسميًّا على خرق حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا، مشيرًا إلى أن حزبه يؤيد تقوية العلاقات بين تركيا وليبيا و«لكن الآن يوجد في ليبيا حرب أهلية، وإذا كنا نريد مصلحة ليبيا وشعبها، فيجب أن نسعى جاهدين من أجل تحقيق السلام هناك بدل إرسال الأسلحة، ويجب أن تدعم تركيا الأمم المتحدة في هذا الاتجاه».

 وقد يهمك أيضا :  

المحتجون يُضرمون النار في بعض المقرات الحزبية في ذي قار جنوبي العراق

ليبيا توضح استراتيجية ما بعد "الأيام الثلاثة" و"الوفاق" تطالب بتفعيل اتفاقيات أمنية لحماية طرابلس

 

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خلافات حادة بين موسكو وأنقرة حول تطورات الأوضاع في ليبيا في مواجهة هي الأسوأ خلافات حادة بين موسكو وأنقرة حول تطورات الأوضاع في ليبيا في مواجهة هي الأسوأ



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
المغرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
المغرب اليوم -

GMT 18:33 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

نقاش فلاحي يجمع المغرب وإسبانيا

GMT 06:29 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

منفذة هجوم كاليفورنيا تعلمت في مدرسة دينية باكستانية

GMT 21:33 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة السوداء خيار كلاسيكي للرجل الأنيق

GMT 00:08 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

تعرفي على حيل لزيادة مساحة "الغرف الضيقة"

GMT 08:16 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز المعالم السياحية في مدينة صوفيا البلغارية

GMT 09:01 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على Sorento الجديدة كليا من كيا

GMT 09:51 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بيع حجر "أحجية القمر" في مزاد علني بنصف مليون دولار

GMT 07:14 2015 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الاعتداء على امرأة محجبة في محطة لمترو الأنفاق في فرنسا

GMT 19:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

شريف عامر يستضيف عمرو موسى في برنامج "يحدث في مصر" الثلاثاء

GMT 05:05 2021 الخميس ,16 أيلول / سبتمبر

أهم مميزات حواسيب iMac 2021
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib