مبعوث أميركي إلى بيروت يحث على تشكيل حكومة إصلاحية مستدامة تتجاوب مع الحراك
آخر تحديث GMT 11:19:09
المغرب اليوم -

تجنّب الحديث عن العقوبات على "حزب الله" ولم يعترض على تكليف دياب

مبعوث أميركي إلى بيروت يحث على تشكيل حكومة إصلاحية مستدامة تتجاوب مع الحراك

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مبعوث أميركي إلى بيروت يحث على تشكيل حكومة إصلاحية مستدامة تتجاوب مع الحراك

السفير ديفيد هيل
بيروت ـ كمال الأخوي

سجّلت زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية السفير ديفيد هيل إلى بيروت أمس، موقف الولايات المتحدة المحايد تجاه الملف الحكومي، والدعوة إلى تشكيل حكومة من الاختصاصيين وإجراء إصلاحات هادفة ومستدامة، تتجاوب مع مطالب الحراك. وتمثّل التعبير عن الحياد بتجنب الحديث عن العقوبات على «حزب الله»، في مقابل طمأنة تلقاها من المسؤولين اللبنانيين لجهة الالتزام بالمضي بالإصلاحات.

والتقى هيل أمس الرئيس ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، على أن يلتقي اليوم وزير الخارجية جبران باسيل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وقالت مصادر مواكبة للزيارة لـ«الشرق الأوسط» بأن هيل كان حريصاً على عدم التدخل في مسار تشكيل الحكومة، ولا بأسماء الوزراء، وتحدث بحيادية مطلقة عن الوضع، مركزاً على ضرورة إجراء الإصلاحات لتكون استجابة لتطلعات الشعب اللبناني، وهي أساس كل شيء في هذه المرحلة، كما ركز على ضرورة مكافحة الفساد.

ولفتت المصادر إلى أن هيل لم يأتِ على ذكر العقوبات على «حزب الله» في لقاءاته، ودعا إلى ترك المصالح الحزبية جانبا والعمل من أجل المصلحة الوطنية ودفع عجلة الإصلاحات.

واللافت في الزيارة، أن المسؤولين اللبنانيين فوجئوا بالنبرة «الهادئة» التي استعملها هيل أمس في جولته حيث إن تصريحاته المكتوبة خلت من أي ذكر لـ«حزب الله» وسلاحه. ونُقل عن أوساط مطلعة أن هيل «لم يعترض على تكليف حسّان دياب تشكيل حكومة جديدة» موضحا أن هذا «شأن داخلي لبناني». وتوقفت المصادر عند «انتقاده بعنف» لما أسماه «الفساد المستشري». وتوقفوا عند تكرار الموفد الأميركي استعمال عبارات «قوة الشراكة بين بلدينا».

 

القصر الجمهوري

وأبلغ الرئيس عون السفير هيل أن «مسار تشكيل الحكومة الجديدة بدأ ليل أمس (الأول) مع تسمية الرئيس المكلف الدكتور حسان دياب، وستكون أمام هذه الحكومة مهمات كثيرة، أبرزها: إجراء الإصلاحات المطلوبة، لا سيما أنها سوف تتألف من فريق عمل منسجم قادر على مواجهة الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان سياسيا واقتصاديا».

وتمنى عون على الولايات المتحدة «أن تشارك مع المجموعة الدولية لدعم لبنان»، منوها خصوصا بـ«المساعدة التي تقدمها إلى الجيش اللبناني عتادا وتدريباً». وأكد عون أن «التحركات الشعبية القائمة حاليا تتوافر لها الحماية الأمنية اللازمة، انطلاقا من المحافظة على حرية التعبير من دون قطع الطرق وشل تنقل المواطنين، لأن ذلك يتعارض مع القوانين والأعراف الدولية التي تضمن حرية الآخرين»، لافتا إلى أن مطالب «الحراك الشعبي» تلقى منه كل دعم، ولذلك دعا المشاركين فيه إلى «الحوار للاتفاق على النقاط الإصلاحية الضرورية»، وأنه لا يزال ينتظر «التجاوب مع هذه الدعوة».

وشدد رئيس الجمهورية على أن «مسيرة مكافحة الفساد التي بدأت من ثلاث سنوات مستمرة، والإجراءات تتوالى لمعاقبة المرتكبين، لا سيما أن الحراك تجاوز الخطوط الحمر التي كان يرفعها بعض النافذين والمستفيدين من الفساد وباتت عملية المكافحة أفضل». وعن الوضع في الجنوب، أكد الرئيس عون «تمسك لبنان بالمحافظة على الاستقرار على الحدود والالتزام بالقرار 1701»، لافتا إلى أن «دخول باخرة يونانية المياه الإقليمية اللبنانية في المنطقة الاقتصادية الخالصة، شكل انتهاكا للسيادة اللبنانية، وقد طلب لبنان من الأمم المتحدة القيام بالتحقيقات اللازمة». وجدد الرئيس عون مطالبة الولايات المتحدة بـ«المساعدة في إقناع إسرائيل الالتزام بترسيم الحدود البحرية، وذلك بهدف تثبيت الهدوء والاستقرار في الجنوب».

بعد انتهاء اللقاء، قال السفير هيل في تصريح: «أنا في لبنان اليوم بناء على طلب وزير الخارجية مايك بومبيو للقاء القادة اللبنانيين، من أجل البحث في الأوضاع الحالية. وتعكس زيارتي هذه قوة الشراكة بين بلدينا، وإنني هنا لأحث القادة السياسيين في لبنان على الالتزام وإجراء إصلاحات هادفة ومستدامة يمكنها أن تقود إلى لبنان مستقر ومزدهر وآمن، وكان ذلك مضمون المحادثة التي أجريتها للتو مع الرئيس عون.

ورأى هيل الذي سبق أن شغل منصب سفير الولايات المتحدة في لبنان من العام 2013 حتى 2015. أن «الاحتجاجات الجامعة وغير الطائفية والسلمية إلى حد كبير على مدى الأيام الـ65 الماضية، تعكس مطلب الشعب اللبناني الطويل الأمد في إصلاح اقتصادي ومؤسساتي وإلى حكم أفضل ومن أجل وضع حد للفساد المستشري».

ولفت إلى أن «الولايات المتحدة تدعو القوى الأمنية إلى مواصلة ضمان سلامة المتظاهرين أثناء مشاركتهم في المظاهرات السلمية، وإلى ضبط النفس من قبل الجميع. فليس هناك مكان للعنف في الخطاب المدني. والولايات المتحدة تريد للبنان وشعبه - كل شعبه - النجاح، وسوف تستمر في كونها شريكا ملتزما في هذا الجهد».

 

لقاء بري

واستعرض رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام الموفد الأميركي في عين التينة مرحلة ما قبل استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري، مبدياً تأييده لمطالب الحراك. كما عرض بري مرحلة الاستشارات وسعيه بعدة محاولات لعودة الرئيس الحريري الذي أصر على الرفض.

وأضاف بري: «اليوم نمر بمسار تشكيل حكومة جديدة مع الرئيس المكلف حسان دياب وأول واجباتها الإصلاحات ومحاربة الفساد والشفافية والإصرار على إخضاع كافة التلزيمات عبر مناقصات شفافة». وحول الوضع في الجنوب شدّد رئيس المجلس على أن إسرائيل وحدها المسؤولة عن الخروقات للقرار الأممي 1701 وليس آخرها تحليق المسيرات فوق الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت. وقال هيل: «نقلت إلى الرئيس بري الرسالة عينها التي نقلتها إلى الرئيس عون، بأننا نحث القادة السياسيين في لبنان على إجراء إصلاحات هادفة ومستدامة يمكنها أن تقود إلى لبنان مستقر ومزدهر وآمن».

وأعرب هيل عن قلقه «بسبب أدلة على وجود مجموعات تسعى إلى تقويض التعبير غير العنيف من خلال التهويل والهجمات الجسدية ضد المتظاهرين، فليس هناك مكان للعنف في الخطاب المدني». وتقدم بالشكر «من القوى الأمنية اللبنانية على جهودها لحماية المتظاهرين وأدعوهم إلى مواصلة ضمان سلامة المتظاهرين وحرية التعبير». ودعا «جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وكما قلت ليس هناك مكان للعنف في السياسة».

 

لقاء الحريري

وفي بيت الوسط، التقى هيل الرئيس سعد الحريري وتركز البحث على التطورات في لبنان والمنطقة واستكملت المباحثات إلى مأدبة غداء أقامها الرئيس الحريري.

وقالت مصادر مواكبة بأن الحريري أكد أن لبنان يعاني من أزمة كبيرة على الصعيدين المالي والاقتصادي والمعيشي، مركزاً على ضرورة أن يبادر المجتمع الدولي لمساعدة لبنان.

وأكد هيل أن الولايات المتحدة «كانت شريكة للبنان منذ عقود، ونحن على استعداد لمساعدة لبنان على دخول فصلٍ جديد من ازدهارٍ اقتصادي يتميّز بالحكم الرشيد وخالٍ من الفساد. ولكننا وأصدقاء لبنان الآخرين يمكننا فعل ذلك فقط عندما يقوم قادة لبنان بالتزام صادق وواضح وظاهر بالإصلاح».

وقال هيل «ما يهمنا جميعاً هو ما إذا كان قادة الأحزاب والمجتمعات اللبنانية سيوفون بالتزاماتهم لخدمة شعب لبنان عبر الاستجابة للحاجات والأصوات التي نسمعها. وعندها فقط يمكن للمجتمع الدولي أن يساعد اللبنانيين على تحقيق إمكاناتهم لتطوير هذا البلد».

 وقد يهمك أيضا :  

المحتجون يُضرمون النار في بعض المقرات الحزبية في ذي قار جنوبي العراق

ليبيا توضح استراتيجية ما بعد "الأيام الثلاثة" و"الوفاق" تطالب بتفعيل اتفاقيات أمنية لحماية طرابلس

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبعوث أميركي إلى بيروت يحث على تشكيل حكومة إصلاحية مستدامة تتجاوب مع الحراك مبعوث أميركي إلى بيروت يحث على تشكيل حكومة إصلاحية مستدامة تتجاوب مع الحراك



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
المغرب اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر

GMT 15:35 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

وفاة شخص في حادثة سير خطيرة وسط الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib