تجددت أمس الاشتباكات لليوم الثالث على التوالي في العاصمة الليبية طرابلس، بين قوات «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، والقوات الموالية لحكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج.وكان المتحدث باسم قوات السراج قد أعلن أنه تم تسجيل 12 ضحية لقصف العاصمة طرابلس خلال 48 ساعة، منها ستة قتلى، بينهم نساء وستة إصابات بينهم أطفال، ووصف إعلان الناطق باسم حفتر عن وقف إطلاق النار، بأنه «إعلان خادع».
واتهم المتحدث في بيان له مساء أول من أمس، قوات الجيش بخرق هدنة وقف إطلاق النار، بقوله: «رصدنا تحركات وتحشيدا مريبا في جنوب طرابلس ومحيطها، فصدرت تعليماتنا لقواتنا في خطوط القتال برد الصاع صاعين، والتعامل بقوة وحزم مع مصادر النيران الغادرة».
وتسبب قصف عشوائي بمقتل ستة مدنيين، وإصابة آخرين عندما تم استهداف عدد من المنازل جنوب وشرق العاصمة طرابلس. وطبقا لإحصائية قدمها مركز الطب الميداني والدعم التابع لحكومة السراج، فقد لقي أربعة أشخاص مصرعهم أول من أمس، بينهم عامل من النيجر، كما أصيب شخص آخر مالي الجنسية، إثر سقوط قذائف عشوائية في عدة مناطق بالعاصمة.
وأوضح مسؤول بوزارة الصحة في حكومة السراج، أن «ستة مدنيين قتلوا، وأصيب مثلهم بجروح متفاوتة، جراء قصف عشوائي تعرضت له بلدية عين زارة ومنطقة الخلة وسوق الجمعة»، جنوب وشرق طرابلس، موضحا أن «هذه هي حصيلة الضحايا للساعات الـ48 الماضية»، وأن هناك ارتفاعا في عدد الضحايا من المدنيين خلال الأيام الماضية.
ورغم استجابة الطرفين لدعوة بعثة الأمم المتحدة، ودول غربية وعربية الأسبوع الماضي بالوقف الفوري للاقتتال «لأغراض إنسانية»، قصد مواجهة فيروس (كورونا) المستجد، فإن بعض مناطق جنوب العاصمة طرابلس ما تزال تشهد استمرار القصف العشوائي والاشتباكات المتقطعة، مع تبادل الاتهامات بخرق الهدنة الهشة، المبرمة منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، والتي أوقفت المعارك المندلعة منذ الرابع من أبريل (نيسان) الماضي، بعد تحرك قوات «الجيش الوطني» صوب طرابلس.
وبرز خلاف أمس بين وزارة الداخلية بحكومة السراج وبلدية تاجوراء، التي أصرت على فرض حظر كامل على التجول على مدار اليوم، وهو ما نفته الوزارة التي قالت في بيان لها أمس إنها لم تصدر أي تعليمات لمديرية أمن البلدية بشأنه.
ودعا محمد سيالة، وزير الخارجية بحكومة السراج، أول من أمس، مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته لردع وإدانة العدوان على العاصمة طرابلس، واعتبر أن قصف حفتر للمدينة القديمة بالعاصمة طرابلس «يعد تعريضا للموروث الثقافي والمباني التاريخية لخطر التدمير».
في المقابل، تراجعت السلطات، التي تدير المنطقة الشرقية عن قرارها السابق بشأن فرض حظر تام للتجول في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وحددت في تعديل أمس ساعات الحظر من الساعة الثالثة مساء وحتى الساعة السابعة من صباح اليوم التالي.
وقام المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، في ساعة مبكرة من صباح أمس بجولة تفقدية في مدينة بنغازي (شرق) للاطلاع على الخطة الأمنية، وتنفيذ حظر التجوال والإجراءات الاحترازية لمواجهة «كورونا»، ونددت وزارة الخارجية في الحكومة الموازية بشرق البلاد بقصف ميليشيات حكومة الوفاق للأحياء المدنية في مناطق قصر بن غشير، وترهونة الآهلة بالسكان، واعتبرته سلوكا إجراميا منافيا للقيم والأخلاق، وخرقا للقانون الدولي الإنساني.
وأعلنت سفارة الفلبين في طرابلس، مساء أول من أمس، عن تلقيها خلال الأيام القليلة الماضية تقارير وشكاوى عن معاملة الليبيين لرعاياها وكأنهم يحملون فيروس كورونا. وقالت في نداء نيابة عن الجالية الفلبينية في ليبيا، التي تشكل أكبر جالية مغتربة للقادمين من شرق آسيا، إن هذا «أمر محزن ومؤسف بالفعل». موضحة أن العديد من الفلبينيين الذين أبلغوا عن تجربتهم الحزينة مع بعض الليبيين خلال الأيام الأخيرة ممرضات، وبعض من العناصر الطبية، وأن كثيرا منهم أعرب عن قلقه على سلامته. وقالت السفارة إنها ستكون ممتنة لو تم توسيع الحماية للشعب الفلبيني في ليبيا.
ورداً على ذلك، ناشدت وزارة الخارجية بحكومة «الوفاق»، في بيان أمس، المواطنين الليبيين بضرورة التعامل مع جميع ضيوف ليبيا المقيمين من الدبلوماسيين والعمالة الوافدة، بـ«معاملة حسنة»، مشددة على أهمية التحلي «بما هو معروف عن الشعب الليبي من أخلاق حميدة، وحسن المعاملة وإكرام للضيف، وتقديم المساعدة اللازمة لمن يحتاج إليها، خاصة في هذه الظروف الصحية الصعبة التي يمر بها العالم مع انتشار فيروس كورونا».
قد يهمك ايضا
الحكومة المغربية تعلن تمديد حالة الطوارئ حتى 20 آب/إبريل
دراسة تكشف نظرة المغربيين للإجراءات المُتَّخذة للحدّ مِن "كورونا"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر