نظم العاملون بالقطاع النفطي الخاص وأصحاب المحطات في البصرة، الاثنين، احتجاجات ضد وزارة النفط لعدم صرفها مستحقاتهم المالية، وهدد المحتجون بغلق محطات الوقود في العراق، ما يتسبب في شل الحياة تماما.
إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء العراقية بقطع طرق رئيسية في محافظة البصرة والناصرية، الاثنين، لليوم الثاني على التوالي. وأضافت أن محتجين قطعوا عدة جسور وطرق في النجف وذي قار. وأفاد مصدر أمني للعربية بأن شرطة ذي قار قامت بسحب قوات الشغب وتكليف قوات النجدة والشرطة متابعة الأوضاع الميدانية، كما أظهرت بعض المقاطع المصورة استمرار قطع جسري الزيتون والنصر في الناصرية بمحافظة ذي قار.
وأكد مراسل "العربية" أن قوى الأمن تتمركز على الحدود الإدارية في الناصرية. وأضاف أن قوات مدربة تتواجد في المنطقة حالياً لحماية المتظاهرين والحرص على منع دخول أي عناصر مندسة بين المحتجين، وسيكون من واجبها التحري والتفتيش في أغلب المناطق المؤدية إلى مناطق التظاهرات، مشيرا إلى تمركز هذه القوات في عدة مناطق من الناصرية، أبرزها الحبّوبي وجسر الحضارات، وجسر إبراهيم الخليل وشارع الأطباء شرقاً.
مجزرة في الجنوب
إلى ذلك، أعلن مسؤولون عراقيون، مساء الأحد، مقتل 13 محتجاً جنوب العراق خلال الـ24 ساعة الماضية، بحسب ما أفادت وكالة أسوشيتد برس. وقال المسؤولون الأمنيون ومسؤولون بالمستشفيات، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، إن 7 متظاهرين قتلوا في محافظة البصرة جنوب البلاد، الأحد بالقرب من ميناء أم قصر.
في حين أفادت مصادر بالشرطة العراقية ومصادر طبية لوكالة رويترز بأن قوات الأمن فتحت النار على محتجين في جنوب البلاد مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص وإصابة العشرات مع استمرار الاضطرابات التي بدأت قبل أسابيع في بغداد وبعض المدن الجنوبية.
كما أضافت أن أكثر من 50 آخرين أصيبوا في اشتباكات بالمدينة معظمهم بالرصاص الحي وعبوات الغاز المسيل للدموع.
فيما أكد قائد عمليات بغداد، الاثنين، الفريق ركن قيس المحمداوي لـ"العربية" أن استخدام الرصاص الحي ممنوع، مضيفاً أن القوى الأمنية تأخذ تشكيلات دفاعية فقط.
كما قال إن "المتظاهرين أبناؤنا ولا نستخدم العنف ضدهم"، مشيراً إلى وجود عناصر تستغل الوضع الأمني لإثارة الفتن. وأعلن القبض على متظاهرين اعتدوا على مجموعات أمنية بالأمس.
إلى ذلك، شدد على أن قوى الأمن لا تعبر الخطوط الفاصلة بينها وبين المتظاهرين، مشيرا إلى وجود "مجاميع تسعى إلى غلق الجسور بالقوة وتهديد أمن المواطنين."
مولوتوف بين أيدي المتظاهرين
بدورها، وثقت مفوضية حقوق الإنسان العراقية، إلقاء بعض المتظاهرين قنابل المولوتوف على قوى الأمن. وأوضحت في بيان، الاثنين، أن عددا من المتظاهرين قام بضرب القوات الأمنية بقناني المولوتوف، وحرق عدد من المباني والمحلات التجارية في ساحة الخلاني وشارع الرشيد في محافظة بغداد، كما تم إحراق مبنى مديرية العشائر في محافظة ذي قار.
إلى ذلك، دعت المفوضية إلى ضرورة حفاظ المتظاهرين السلميين على الممتلكات العامة والخاصة، والحفاظ على سلمية التظاهرات، وتسهيل عودة الحياة العامة والمدارس والجامعات.
كما أشارت إلى استمرار تلقيها تقارير عن اختطاف ناشطين وإعلاميين ومحامين وتجار من قبل مجهولين، مطالبة الحكومة والأجهزة الأمنية بتكثيف جهودها لمعرفة مصير المخطوفين وإحالة المجرمين للقضاء.
وأكدت في الوقت عينه، أن القوات الأمنية تواصل استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين في العراق. وأشارت إلى أنها وثقت قيام القوات الأمنية باحتجاز عدد من المسعفين والاعتداء عليهم قرب بناية البنك المركزي في شارع الرشيد بتاريخ (2019/11/22) حيث كانوا يقدمون إسعافات وعلاجات خاصة للجرحى وحالات الاختناق التي تحصل عند رمي الرصاص أو القنابل المسيلة للدموع، داعية إلى تسهيل عمل فرق المسعفين التطوعية وحمايتهم ومنع الاعتداء عليهم.
إصابة 111 عنصراً من الأمن
وفي وقت سابق، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة في العراق، اللواء عبد الكريم خلف، الاثنين، إصابة 11 جراء استهداف من أسماهم مجموعة خارجة على القانون لقوات الأمن برمانة يدوية وقنابل حارقة بمنطقة حافظ القاضي في بغداد، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء العراقية.
كما أضاف أن القوات الأمنية اعتقلت خارجين على القانون ومازالت تلاحق المجاميع المخربة.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية، الأحد، عن وزير الصحة قوله، إن 111 شخصا قتلوا، منهم محتجون وأفراد من قوات الأمن دون أن يوضح توزيع العدد بينهم أو يحدد الفترة الزمنية. وهذا أول إحصاء رسمي تصدره الحكومة منذ 25 أكتوبر.
يذكر أن العاصمة العراقية شهدت ليل السبت-الأحد اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين. وتداول ناشطون مدنيون لقطات مصورة من ساحة الوثبة تظهر إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين، وسط عمليات كر وفر نجحت خلالها قوات الأمن في استعادة جسر الأحرار، ودفع المتظاهرين إلى ساحة الوثبة القريبة من جسر السنك.
يشار إلى أن عددا من المحتجين أقدموا، الأحد، على قطع الطرقات في البصرة، وأحرق المحتجون إطارات السيارات وسط المدينة، ليقطعوا الطرق الرئيسية. كما قطعوا الطرق المؤدية إلى ميناء أم قصر، في حين أعلنت الشرطة دخول المحافظة حالة الإنذار القصوى حتى إشعار آخر.
يذكر أن ما لا يقل عن 330 شخصاً قتلوا منذ بدء الاضطرابات في بغداد وجنوب العراق في مطلع أكتوبر في أكبر موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ سقوط صدام حسين عام 2003. ويطالب المحتجون بالإطاحة بالنخبة السياسية التي يرون أنها مسؤولة عن الفساد وتخدم مصالح أجنبية بينما يعيش الكثير من العراقيين في فقر دون فرص عمل أو رعاية صحية أو تعليم.
قد يهمك ايضا :
العراق يتهم أجهزة استخبارات دولية بتعقيد المشهد ونشر الفوضى
قوى العراق السياسية تبحث عن بديل لعادل عبد المهدي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر