إخوان ليبيا يطالبون بتوسيع النفوذ الأميركي لمواجهة التدخلات الروسية
آخر تحديث GMT 19:48:11
المغرب اليوم -

أكد المسماري أن "سليماني تركيا" رجل أردوغان الأول في طرابلس

"إخوان" ليبيا يطالبون بتوسيع النفوذ الأميركي لمواجهة "التدخلات الروسية"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الوفاق الليبية
طرابلس - المغرب اليوم

انشغلت القوى المنضوية تحت راية تيار الإسلام السياسي في ليبيا، الممثلة في تنظيم "الإخوان" و"الجماعة الليبية المقاتلة" الموالين لحكومة "الوفاق"، وسط تدفق المقاتلين السوريين والأتراك على طرابلس، بالبحث عن توسيع النفوذ الأميركي في البلاد لمواجهة "التدخلات الروسية"، وسعت تلك القوى على المستوى الرسمي والفردي إلى الدفع في هذا الاتجاه، متغاضية عن أدبياتها القديمة برفض التعامل مع أميركا.

ودعا رئيس "المجلس الليبي – الأميركي" القيادي في "الإخوان" الدكتور عصام عميش، حكومة «الوفاق»، في تصريح نقلته وسائل إعلام محلية، إلى «تكثيف دورها الدبلوماسي حول العالم، لتفعيل التوجه للحل السياسي»، فيما رأى أن الطرف الأميركي «معني بشكل أساسي بتحجيم الدور الروسي في الحرب على طرابلس».

ما فعله عميش تسوّق له منذ فترة شخصيات تقيم في أنقرة والدوحة، بضرورة أن يكون لأميركا دور «لإحداث توازن عسكري» في حرب طرابلس. وتتهم سلطات طرابلس قوات «الجيش الوطني» بالاستعانة بمقاتلين «مرتزقة» من شركة «فاغنر» الروسية، في حرب طرابلس التي اقتربت من إتمام عامها الأول منذ اندلاعها في الرابع من أبريل (نيسان) الماضي، لكن الجيش ينفي هذه الاتهامات، ويرى أنها تستهدف التغطية على جلب «الوفاق» مقاتلين أجانب من الميليشيات السورية التابعة لتركيا.

ورأى الناشط المدني الليبي يعرب البركي أن «ما يقوم به الإخوان وحلفاؤهم في ليبيا محاولة لإعادة تدويرهم للاستمرار بالسلطة، وذلك من خلال التهويل بوجود دور روسي في حرب طرابلس»، لافتاً إلى أنهم «يحاولون أن يقدموا أنفسهم كشريك موثوق به مع دول الغرب، بضمانة أنهم يستطيعون رعاية مصالحهم في ليبيا، وأنه يمكن استخدامهم كورقة ضغط في مواجهة (الجيش الوطني) لتحقيق هذا التوازن الدولي».

وقال البركي، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، إن «استجداء الإخوان لأميركا بالتدخل في البلاد محاولة للدفع بالصراع لحافة الهاوية لتحقيق مكاسب على طاولة التحاور، وهذا النموذج من العمل السياسي يديره الجانب التركي لأنه يمارس هذا التكتيك في كل الأزمات التي يدخلها».

وكان فتحي باشاغا، وزير الداخلية بحكومة «الوفاق»، قد دعا الولايات المتحدة، نهاية الشهر الماضي، إلى إقامة قاعدة عسكرية في غرب البلاد. وقال حينها لوكالة «بلومبرغ» إن حكومته اقترحت على أميركا استضافة قاعدة عسكرية في ليبيا، وهو ما أرجعه البركي إلى أنهم «يحاولون إقناع المجتمع الدولي بأنهم لا يزالون يملكون القوة، والحاضنة المجتمعية لتحقيق ذلك، وهذا محض كذب».

وذهب إلى أنه «لاعتبارات كثيرة، يمكن القول إن المجتمع الدولي لن يتدخل لصالح الإخوان وحكومة (الوفاق) وحلفائهم، سوى ما يتلقونه من دعم تركي. فلا أحد في المجتمع الدولي يثق بهم اليوم، خصوصاً أنهم بتوقيع اتفاقية الحدود البحرية مع أنقرة عمقوا الأزمة في شرق المتوسط».

ودافع دبلوماسي ليبي عن توجهات حكومة «الوفاق»، فيما يتعلق بتوسيع دائرة البحث عن مساندين لها في الحرب التي وصفها بـ«الظالمة»، وقال: «يجب أن تكون ساحة العمل الدبلوماسي موازية لساحة الحرب، بهدف البحث عن أصدقاء على المستوى الدولي». لكنه اعترض، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من القاهرة، على «إقحام قيادات الإخوان أنفسها في هذا الملف، نظراً لأن هذا من صميم العمل الدبلوماسي للخارجية الليبية».

ودفع في هذا الاتجاه رئيس المجلس الأعلى للدولة القيادي بتنظيم «الإخوان»، خالد المشري، خلال لقاءات كثيرة عقدها داخل البلاد وخارجها، بالإضافة إلى باشاغا الذي تعهد للسفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، بإعادة النظر في وجود الميليشيات المسلحة، بجانب تحركات أطراف موالية لحكومة «الوفاق»، مثل رئيس مجلس الدولة السابق عبد الرحمن السويحلي، إذ دعا خلال لقاءات نورلاند في تونس إلى «أهمية تطوير موقف الإدارة الأميركية ضد التدخلات الخارجية الداعمة للجيش الوطني بالمرتزقة والسلاح»، متهماً روسيا بـ«التدخل في الشأن الليبي، ومفاقمة الأزمة، وزيادة عدد الضحايا المدنيين نتيجة القصف المدفعي العشوائي الذي يُشرف عليه المرتزقة الروس».

ونفت روسيا بشكل رسمي أن تكون قد دفعت بمقاتلين إلى ليبيا للحرب مع «الجيش الوطني»، لكن «الوفاق» تعلن من وقت إلى آخر أنها قتلت عناصر من «فاغنر»، كما قالت إنها اقتحمت «مقر إقامتهم» قرب نقاط الاشتباك، وعثرت على أوراق ومتعلقات شخصية لهم.

ورأى عميش أن الدور الأميركي لا يزال ضعيفاً، لافتاً إلى أن دور الليبيين في الولايات المتحدة، من خلال التحالف الليبي - الأميركي، وحكومة «الوفاق» وغيرها، يرى «عدم الاعتماد على طرف دولي دون غيره، بل التعاون على ما يراه الشعب، أو الأفضل».

وفي موازاة «استجداء» حكومة «الوفاق» للإدارة الأميركية بضرورة الاضطلاع بدور أكبر في حرب طرابلس، بهدف إحداث توازن مع الدور الروسي، يرى متابعون أن سلطات طرابلس تغض الطرف عن الاستعانة بمئات المرتزقة من السوريين والجنود الأتراك، بينما رصدت الحكومة الموازية في شرق ليبيا تورط تنظيم «الإخوان» في طرابلس بحملة ضد القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر في الخارج، من خلال تنظيم حملة مرئية متجولة في العاصمة الكندية أوتاوا، قالت حكومة «الوفاق» إنها تستهدف «عرض مشكلات حقوق الإنسان في ليبيا».

وكان مركز «كارنيغي» قد نقل عن ضابط سابق في الجيش السوري من داخل طرابلس أنهم «جزء من فرقة أكبر مؤلفة من نحو ألفي عنصر ميليشياوي سوري بدأوا بالوصول قبل شهر، فضلاً عن عسكريين أتراك». وقال إنه «يُرتقَب قدوم 6 آلاف مقاتل سوري إضافي».

وسبق للحكومة الموازية بشرق ليبيا استقبال مدير مركز الشراكة الدولية والتعاون التجاري الروسي ستنسلاف كودرايشوف، وعضو لجنة الرقابة في المركز ديميتري كاشيني، نهاية الأسبوع الماضي، وهو ما يؤشر إلى تعميق العلاقات بين الجانبين.

وانتهى الناشط الليبي إلى أن «المجتمع الدولي بات مهتماً بالبحث عن واجهات جديدة في ليبيا، غير الإخوان، بعدما تأكد له أن هذا التنظيم، ومن تحالف معه، كان سبباً في تراجع نسب حضوره الإيجابي في الشارع الليبي».

 

سليماني تركيا.. رجل أردوغان الأول في ليبيا

وبدأ المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري، تعريفه الأول عن قائد العمليات الإرهابية التي تنظمها تركيا في ليبيا، بأن "هذه الشخصية يطلق عليها في سوريا اسم سليماني تركيا"، حيث إنها المرة الأولى التي يقدم المسماري صورة "سليماني الجديد"، قائلا إنه "رجل أردوغان الأول"، حيث سبق وأن أرسل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرتزقة سوريين، للوقوف إلى جانب الميليشيات التي تسيطر على العاصمة الليبية، في مواجهة الجيش.

وبحسب المسماري، فإن محمد كمال، الذي أصبحت كنيته "أبي الفرقان"، هو أقوى ذراع في العمليات الإرهابية التركية في ليبيا، حتى أصبح يطلق عليه اسم "سليماني تركيا"، في إشارة إلى القائد الإيراني العسكري البارز قاسم سليماني الذي أدار عمليات فوضى وترهيب في دول عربية قبل أن يقتل في ضربة أميركية في العراق، وكان 2012 هو عام ظهور "أبو الفرقان"، فقبل هذا العام لم يكن معروفا لدى المخابرات التركية، وربما يعود ذلك إلى الحيل التي يستخدمها في التخفي.

ويقول المسماري، "يستحيل أن يستقبل (أبو الفرقان) شخصا في مكتبه أو في مقر مخابرات، كل مقابلاته في مطاعم أو فنادق، لا مقابلات في مقر عمله"، وحتى الآن يظل أبو الفرقان شخصية خفية بالنسبة للمخابرات التركية، لكنه ورغم ذلك يجتمع مع أردوغان، حسبما أظهرت الصور التي عرضها المسماري، في مؤتمر صحفي.

ووفقا للمسماري، فإن عدد الإرهابيين الذين أشرف أبو الفرقان على نقلهم لليبيا يصل إلى ما يقرب من ألفين، منهم 1650 من أشد العناصر خطورة من جبهة النصرة، والباقي من تنظيم داعش، وجميع هذه العناصر موالية لتركيا.

ويوضح المسماري أن عمليات سليماني تركيا لم تبدأ منذ توقيع اتفاق بين حكومة طرابلس وأردوغان في نوفمبر الماضي، بل سبق ذلك وتحديدا في شهر يوليو، إذ تم نقل هذه العناصر إلى مدينة زوارة غرب ليبيا، وإلى جانب زوارة، ينتشرون أيضا في مدينة غريان ومع الكتائب المتطرفة غرب البلاد.

وتنتهك تركيا حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، عبر دعمها حكومة طرابلس بأسلحة، إلى جانب جنود أتراك ومرتزقة من سوريا، وأصبح ميناء طرابلس قاعدة إمداد لتركيا التي ترسل عبره أسلحة وطائرات مُسيرة وشاحنات وجنودا لمساعدة رئيس وزراء حكومة السراج ضد الجيش الوطني الليبي.

وقد يهمك ايضا:

مصر تؤكّد أنّ مفاوضات "سد النهضة" مع إثيوبيا متوقفة تمامًا الفترة الجارية

مقتل 25 حوثيًا والتحالف يشنّ غارات على مواقع الانقلابيين في الجوف

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إخوان ليبيا يطالبون بتوسيع النفوذ الأميركي لمواجهة التدخلات الروسية إخوان ليبيا يطالبون بتوسيع النفوذ الأميركي لمواجهة التدخلات الروسية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
المغرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
المغرب اليوم -

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر

GMT 15:35 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

وفاة شخص في حادثة سير خطيرة وسط الدار البيضاء

GMT 10:44 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

خالد بلاغة يقود "الاتحاد البيضاوي" أمام "شباب المحمدية"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib