تُعاني مدينة "تعز" اليمنية، حالة من عدم الاستقرار، على الصعيدين الأمني والسياسي في اليمن، كما يُعاني ُسكان المدني من تدني مستوى الخدمات، ما دفع المئات من سكان المدينة إلى تنظيم تظاهرات منذ أيام في ظل الاهتتزازات التي تضرب التحالفات السياسية، فضلًا عن انهيار الخدمات، حيث نفذ العشرات من طلاب المعهد التقني الصناعي بالمدينة، وقفة احتجاجية للمطالبة بإخلاء المعهد من التواجد العسكري في مبانيه، مستنكرين رفض قوات الشرطة العسكرية إخلاء المعهد والذي تتخذه الشرطة العسكرية مقرًا لها منذ عام 2015.
وناشد الطلاب في اتحاد صادر عن اللجنة التحضيرية لاتحاد طلاب المعهد، الناشطين والإعلاميين والحقوقيين وسكان المدينة، وكل ذي صفة للوقوف بجانبهم والنزول إلى الشراع لمساندتهم ومؤازرتهم في مطالبهم التي يرونها مشروعة وحقًا مكتسبًا لها، في إخلاء المعهد من أي تواجد للشرطة العسكرية التي تتخذه مقرًا لها منذ أكثر من 4 أعوام.
كما خرجت تظاهرات في المدينة لجرحى ومصابي الحرب، الذين تعذر علاجهم نتيجة لسوء الخدمات، فضلًا عن تظاهرات أخرى لعمال النظافة الذين طالبوا برواتبهم، فضلًا عن تظاهرات شارك فيها المئات تُندد بالفساد وُتطالب بصرف رواتب الموظفين الحكوميين.
اقرا ايضًا:
تعزيزات أمنية على جسر الرينغ في بيروت
ومن جانبها عقدت السلطة المحلية في "تعز" اجتماعًا لبحث ملفات الفساد بالمحافظة، إلا أن هذا الاجتماع لم كافيًا أو مرضيًا للشارع الغاضب الذي كشر عن أنيابه في صورة احتجاجات وسلاسلة بشرية، حملت العديد من المطالب، حيث قد سبقته اجتماعات وبيانات إعلامية لم تترجم على أرض الواقع ولم تأت بجديد.
وبدورها نددت النقابات العمالية بقرار اللجنة الأمنية في المدينة التي تضم الفصائل المسلحة التابعة للجيش، الخاص باقتطاع مبلغ وقدره ألف ريال من رواتب الموظفين بزعم "علاج الجرحى"، ودعت في بيان مشترك اللجنة الأمنية إلى صرف مستحقات الجرحى من المبالغ المخصصة لها في البنك المركزي متهمة إياها بالفساد، متوعدة بالتصعيد للدفاع عن حقوق منتسبيها، حيث كشفت تقرير إعلامية عن حصول اللجنة على أكثر من 50 مليون ريال شهريًا لغرض "علاج الجرحى".
وفي سياق متصل أدى انقلاب شاحنة محملة بالبضائع في منطقة "الصحا" - الطريق البديل ليهجة العبد - في قطع الطريق الرابط بين "تعز" و"لحج"، حيث يُعد هذا الطريق شريان الحياة الوحيد للمدينة المحاصرة من قبل الميليشيات الحوثية، ما أدى إلى تعثر وصول مركبات تقل مسافرين ومواد غذائية وأدوية ومتطلبات حياة للمدينة، وسط مناشدات للسلطات بضرورة التحرك الفوري لتحف الطريق مرة أخرى.
أما على المستوى السياسي، فأعلنت سكرتاري منظمة "الحزب الاشتراكي" اليمني في "تعز" تعليق عضوية الحزب في تحالف الأحزاب السياسية في المحافظة، مؤكدة في بيان لها، على حق الشعب في التعبير عن مطالبه، وأهابت بضرورة الالتزام الصارم بالنهج السلمي والتقيد بالطرق الحضارية في التعبير عن الرأي والمناداة بالمطالب المشروعة.
وأوضح البيانأن الوضع القائم يدعو إلى القلق لاسيما مع استمرار الفشل الرسمي واستفحال الفساد في مؤسسات الدولة، وفشل الأحزاب السياسية ممثلة بتحالفها السياسي وعجزه عن تقديم المعالجات الصائبة وحرف مساره وتقاعس جل مكوناته عن تنفيذ البرنامج السياسي المرحلي.
وبحسب البيان، فإن من أهداف البرنامج السياسي المرحلي التي من ضمنها استكمال تحرير المحافظة من خلال جملة من الآليات والإجراءات العملية، وإعادة بناء مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية بآليات وإجراءات محددة لتطبيع الحياة وتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة.
ولفت البيان إلى أن من ضمن الأهداف أيضاً تشكيل مكون استشاري يعمل إلى جانب السلطة المحلية بالمحافظة بغرض إسنادها في معالجة قضايا المحافظة وبإرادة وطنية توافقية إلا أن بعض مكونات التحالف السياسي ظلت طيلة الفترة الماضية تناور وتتنصل عن تنفيذ التزاماتها، وجر التحالف نحو قضايا شكلية، بعيداً عن القضايا الجوهرية وعن البرنامج المتفق عليه.
وكان التنظيم الناصري قد اعلن تعليق عضويته في التحالف مطلع مايو الماضي لأسباب عدة منها اصدار بيانات باسم التحالف دون علم اعضاءه.
قد يهمك ايضًا:
إنسحاب 10 آلاف جندي سوداني من اليمن
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر