تفاصيل اللقاء المُثير للجدل بين رئيس المجلس السيادي السوداني مع بنيامين نتنياهو
آخر تحديث GMT 00:18:47
المغرب اليوم -

غادر الأول لأوغندا خوفا من هبوط الطائرة الإسرائيلية في الخرطوم

تفاصيل اللقاء "المُثير للجدل" بين رئيس المجلس السيادي السوداني مع بنيامين نتنياهو

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تفاصيل اللقاء

السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان
الخرطوم - المغرب اليوم

كشفت مصادر سياسية مطلعة أن اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، برئيس المجلس السيادي السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان، لم يكن مستغربا، كاشفة عن معلومات كان يعلمها كبار الساسة العرب عن وجود تقارب بين جنرالات الخرطوم وحكومة تل أبيب، منذ أن كان عمر البشير على سدة الحكم، وأن الخوف من الغضب الشعبي هو ما أجل زيارة نتنياهو للخرطوم نهايات العام 2018، وأنه هو أيضا ما حال دون استقباله الإثنين على أرض السودان. وذكرت المصادر التي تحدثت للصحيفة، فإن اللقاء "المثير للجدل" بين البرهان ونتنياهو كان ثمرة "اتصالات سرية" بين جنرالات الخرطوم مع ساسة تل أبيب، وعلمت به القيادة الفلسطينية، كما العديد من الأنظمة العربية، في إطار سعي هذه الدولة العربية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، للتقرب بشكل أكبر من الولايات المتحدة الأميركية. وتعلم القيادة الفلسطينية كغيرها بأن اتصالات "تطبيع" العلاقات بين حكام السودان وإسرائيل تسارعت مؤخرا، لذلك كانت تحث عبر قنوات سياسية ودبلوماسية القيادة السودانية على إلغاء أي ترتيبات خاصة لتطبيع العلاقات، وهو أمر أيضا طلبته من عدة دول عربية أخرى، لكنها وفق المعلومات المتوفرة تلقت "ردودا غير مطمئنة" من بعضها، وهو ما دفع بالرئيس محمود عباس، وقادة فلسطينيين كثر، لتكرار الطلب مؤخرا وبشكل لافت من الدول العربية الالتزام بمبادرة السلام العربية، التي تنص على منع أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل، قبل إنهائها الاحتلال للمناطق العربية التي احتلت عام 1967. ودفع التردد العربي وحالات التطبيع المتصاعدة بالفلسطينيين للطلب بأن تكون جلسة مجلس وزراء الخارجية العرب، التي عقدت السبت الماضي، ضمن التحرك الفلسطيني لرفض "صفقة القرن"، معلنة وتبث مباشرة على الفضائيات، وذلك في ظل الغضب الفلسطيني الرسمي والشعبي على مشاركة سفراء الإمارات والبحرين وعمان، في المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه ترامب عن "صفقة القرن"، التي حملت هدايا كثيرة لم يتوقعها الإسرائيليون على حساب الثوابت والحقوق الفلسطينية. وفي دلالة على الغضب الفلسطيني من اللقاء التطبيعي، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، إنه يمثل "طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وخروجا صارخا عن مبادرة السلام العربية"، وإلى أصل "حكاية التطبيع السودانية الإسرائيلية"، في شهر نوفمبر من العام 2018، وتحديدا بعد شهر من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى سلطنة عمان، ولقاء السلطان قابوس، كشف الإعلام الرسمي الإسرائيلي أن هناك ترتيبات قائمة في تل أبيب، لتكون وجهة نتنياهو المقبلة إلى العاصمة السودانية الخرطوم، وهو ما أحدث وقتها جدلا كبيرا، خاصة أن هذه العاصمة هي التي شهدت إطلاق "اللاءات" العربية الثلاثة ضد الاحتلال. ونشر موقع هيئة البث الإسرائيلي الرسمي "مكان" خبرا جاء فيه، في يوم 26 أكتوبر من العام 2018، "كشف النقاب عن أن الوجهة القادمة لنتنياهو هي دولة السودان"، ووقتها نقل الموقع عن مصدر في تل أبيب قوله إن طواقم إسرائيلية تعمل على بناء علاقات مع السودان، وإنه من بين الأهداف تقليص مسافة الرحلات الجوية بين إسرائيل والقارة الأمريكية الجنوبية، على أن تلزم هذه الخطوة استخدام المجال الجوي لكل من السودان وتشاد. ووقتها أيضا نقل عن مسؤولين سودانيين الذين نفوا الخبر أن الأمر مجرد "أمنيات وبالون اختبار من طرف إسرائيل"، وقد جاء الكشف عن الزيارة بعد شهر من زيارة نتنياهو لسلطنة عمان، وترافق وقتها مع حديث إسرائيلي وصل لحد ترتيبات ميدانية أجراها مسؤولون كبار لزيارة نتنياهو إلى العاصمة البحرينية المنامة، ولقاء الملك حمد بن عيسى. لكن الزيارتين سواء للخرطوم أو المنامة لم تنجزا في ذلك الوقت، رغم أن المؤشرات على الأرض كانت تشير إلى بقاء الاتصالات بين تلك العواصم وتل أبيب، وهو أمر كشفه أكثر من مرة نتنياهو، بتباهيه بعلاقات مع دول عربية كثيرة لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. ويتكشف بعد خروج الجماهير السودانية على نظام الرئيس المعزول عمر البشير، أن إلغاء زيارة نتنياهو في ذلك الوقت كان خشية من ردة الفعل الشعبية، التي تحركت بعد وقت قليل من الكشف عن ترتيبات تطبيع العلاقات، وأطاحت بالبشير لاتهامه في قضايا فساد واستبداد، وعلى الأرجح فإن السبب السابق، الذي منع البشير من استقبال نتنياهو، هو ما دفع بخليفته البرهان إلى عدم استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي في الخرطوم، لكن كسب ود أمريكا عبر الحليف الأكبر إسرائيل، وصعود أحد جنرالات الجيش لسدة الحكم بعد الثورة، واستمراره في نهج سابقه، لم يوقف قناة الاتصال المباشرة التي كانت مفتوحة بين تل أبيب والخرطوم، والتي تكللت مساعيها في عقد اللقاء. وكان نتنياهو، الذي رتب للقاء البشير سابقا في الخرطوم، يريد عقد اللقاء مع خليفته البرهان في "عاصمة اللاءات الثلاثة"، كون العاصمة تحمل دلالات تشير إلى أن اللاءات العربية لم تعد قائمة، ويُشار إلى أن القمة العربية في الخرطوم التي عقدت في العام 1967، وسميت بقمة "اللاءات الثلاثة"، خرجت بثلاثة قرارات هي "لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني". ولا يستبعد فلسطينيا أن تكون هناك أنظمة عربية وازنة، كدولة الإمارات التي تدعم المجلس العسكري في السودان، هي من أعطت إشارة الموافقة على لقاء البرهان مع نتنياهو، وذلك بالترافق مع وساطات عدة دول إفريقية لترتيب اللقاء، وهو أمر أشارت إليه تقارير إسرائيلية، بنقلها عن مسؤول عسكري سوداني وصفته بـ"رفيع المستوى"، قال إن أبو ظبي هي من رتّبت اللقاء في أوغندا. والمعروف أن هذه الزيارات واللقاءات، مثلها مثل الدعم الأمريكي، تخدم نتنياهو في حملته الانتخابية التي يريد الفوز بها خلال الشهر القادم، من أجل تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة بعد فشله مرتين العام الماضي، وهو ما سينجده من الذهاب للسجن، لمحاكمته في قضايا فساد. وكان نتنياهو عقد مساء الإثنين لقاء مع البرهان، في مدينة عنتيبي الأوغندية، وذكرت إسرائيل عقب اللقاء أن السودان "معني بتوطيد التعاون مع إسرائيل، لمساعدته على الخروج من عزلته الدولية"، كما جرى الاتفاق بينهما على تطبيع العلاقات بين البلدين. وخلال الأشهر الماضية تباهى نتنياهو كثيرا بوجود علاقات مع دول عربية، وقال إن "هناك ازدهارا جديدا ونهضة جديدة للعلاقات بين إسرائيل والكثير من الدول العربية والإسلامية"، لكن دون أن يسمي تلك الدول، وقال أيضا في إحدى المرات إن الأزمة مع إيران مكنت إسرائيل من بناء علاقات مع دول عربية لم تكن تخطر بباله إمكانية إقامة العلاقات معها.

قد يهمك أيضا" :

صندوق الحسن الثاني يعلن دعم وتمويل المقاولات بـ2 مليار درهم

المنتدى الأفريقي في الرباط يناقش عقبات تدبير المؤسسات السجنية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاصيل اللقاء المُثير للجدل بين رئيس المجلس السيادي السوداني مع بنيامين نتنياهو تفاصيل اللقاء المُثير للجدل بين رئيس المجلس السيادي السوداني مع بنيامين نتنياهو



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني

GMT 16:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سقوط بالون طائر يحمل عددًا من السائحين في الأقصر

GMT 00:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تكشف سبب مشاركتها في مسلسل "أبوالعروسة"

GMT 02:12 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 13:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بيتزا بيتي محشية الأطراف

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,04 آذار/ مارس

10 أشياء غريبة يحبها الرجل في المرأة

GMT 13:57 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

كاد المعلم أن يكون مشلولاً

GMT 15:46 2017 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

فلاح يقترب من تدريب فريق "اتحاد سيدي قاسم"

GMT 01:29 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرة مميزة تشهد بتفوق العوضات مع ذات راس الأردني

GMT 03:46 2016 الأحد ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

طباعة جلد الفهد تزين موضة أزياء السيدات الموسم الجاري

GMT 01:43 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

الدار البيضاء تحتضن افتتاح معرض كتاب الطفل والناشئة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib