يبدو أن التقديرات السابقة لنسبة الهجرة حول العالم مبالغ جداً فيها، بحيث أشارت دراسة حديثة إلى أن حركة الأشخاص كانت مستقرة منذ التسعينيات. ووفقا للباحثين في جامعة واشنطن، تم تسجيل ما يتراوح بين 67 و87 مليون مهاجر كل فترة مدتها خمس سنوات ما بين عامي 1990 و2015. في حين أن معدلات الهجرة العالمية بين الدول أعلى من بعض التقديرات السابقة لكنها مستقرة نسبيا، وتراوحت بين 1.1 و1.3 في المائة من سكان العام على مدار الـ25 سنة الماضية.
واستخدم علماء من "جامعة واشنطن"، طريقة جديدة لتقدير تدفقات الهجرة لتصحيح أخطاء ومغالطات الماضي، واحصاء أعداد أولئك الذين يتنقلون بين الدول النامية، وهو ما يمكن أن يساعد في تحسين التنبؤ بالتغيير السكاني والاستعداد له.
وقال البروفسور أدريان رافاري الخبير الإحصائي وعالم الاجتماع الذي قاد البحث: "التخطيط للهجرة ليس مهمة بسيطة"، وأوضح: "أننا بحاجة إلى إحصاء أعداد المهاجرين للاستعداد للتغير السكاني، بداية من البنية التحتية الطبية والأفراد المدربين إلى المدارس الابتدائية".
وأشار رافاري إلى أن الحكومات تحتاج إلى تقديرات ديموغرافية دقيقة لمساعدتها على وضع الخطط والاستجابات الصحيحة في المكان المناسب، قائلا إن "الهجرة، مفهوم أكبر من المكان الذي يتركه الأشخاص والمكان الذي يستقرون فيه".
أقرأ أيضاً : تعرَّف على تفاصيل أزمة تشكيل الحكومة في لبنان
ويتخطى النموذج التنبئي الجديد، بيانات التعداد التي قد تكون غير كاملة أو غير صحيحة ويستخدم نموذجًا تنبئيًا تم التحقق منه مقابل سجلات الهجرة من 31 دولة أوروبية.
ووجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences ، أن المستوى الأعلى للهجرة يمكن تفسيره من خلال زيادة هجرة العودة- مرة أخرى إلى بلد ميلاد الشخص (البلد الأم)- والذي كان أعلى بكثير مما كان يعتقد من قبل.
وأشارت الدراسة، إلى أن البيانات السابقة للسكان المهاجرين في العالم كانت في كثير من الأحيان مليئة بالأخطاء، غير وافية وغير مكتملة، لأنها جاءت في الغالب من "افتراضات غير واقعية عن النزوح الجماعي للناس ومعدلات هجرة يمكن أن تقل كثيرا عن الواقع".
وأضافت إلى أن الهجرة من المكسيك إلى الولايات المتحدة كانت أكبر بين عامي 2010 و 2015 ، وهو ما يمثل 2.1 مليون شخص. ومع ذلك ، كانت هجرة العودة من الولايات المتحدة إلى المكسيك أعلى معدل حيث تبلغ 1.3 مليون شخص - أي أربعة أضعاف معدل العائدون من الإمارات العربية المتحدة إلى الهند.
كما أن حوالي 45 في المائة من المهاجرين عادوا إلى بلدهم الأصلي في الفترة من عام 1990 إلى عام 2015. ويبدو أن هذا الأمر له صلة خاصة بالنازحين بسبب النزاع.
وقال البروفسور رافاتي: "نحن نقدر معدل هجرة العودة التي تكون أعلى بكثير من الاحصائيات الأخرى ، من خلال دعمها بالتاريخ". وأضاف: "على سبيل المثال ، خلال الإبادة الجماعية في رواندا في عام 1994 ، غادر أكثر من مليون مهاجر البلاد ، ولكن معظمهم عادوا في غضون ثلاث سنوات بعد انتهاء النزاع".
وتشير الدراسة إلى أن الهجرة الجماعية لا تزال مدفوعة في المقام الأول بالصراعات والأحداث العالمية الكبرى. وشكلت الحرب الأهلية في سورية الثانية بين أكبر ثلاث هجرات بين عامي 2010 و 2015 في الدراسة مع الهجرة من سورية إلى تركيا ومن سورية إلى لبنان وهو ما يمثل 1.5 مليون شخص و 1.2 مليون شخص على التوالي.
قد يهمك أيضاً :
المتحدث باسم أبو الغيط يدين انتهاك تركيا لسيادة العراق
الاتحاد الأوروبي يُمدِّد مُهمّة عملية "صوفيا" حتى نهاية آذار مِن العام المقبل
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر