واشنطن ـ يوسف مكي
حذّرت نائب وزير الخارجية الأميركية ويندي شيرمان روسيا، من أنه يتعين عليها الاختيار بين الدبلوماسية أو المواجهة مع الغرب.
وتحدثت شيرمان بعد مفاوضات بين الناتو وروسيا، وهي واحدة من ثلاث فعاليات دبلوماسية هذا الأسبوع تهدف إلى تخفيف التوتر بشأن أوكرانيا.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو إن الناتو لا يمكنه تحديد مطالب موسكو الأمنية، والتي تشمل عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي،الناتو.
وحشدت روسيا نحو 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية، مما أثار مخاوف من حدوث غزو.
وكرّرت شيرمان أن الولايات المتحدة، وأعضاء الناتو الآخرين، لن يوافقوا أبدا على استخدام حق النقض، ضد قبول أوكرانيا في الناتو، مشيرة إلى أن التحالف العسكري لديه سياسة الباب المفتوح.
ويتضمن دستور أوكرانيا بندا يطالب بالسعي إلى الانضمام إلى الناتو.
لكنها قالت إن هناك مجالات يمكن إحراز تقدم فيها، وإنه يتعين على روسيا أن تقرر ما تريد أن يحدث بعد ذلك.
وأضافت "على روسيا، في المقام الأول، أن تقرر ما إذا كان الأمر متعلقا حقا بالأمن، وفي هذه الحالة عليهم أن يتفاوضوا، أو ما إذا كان هذا كله ذريعة لأمر آخر. وربما لا يعرفون حتى الآن".
وأضافت أن الولايات المتحدة والناتو يستعدان لكل الاحتمالات.
كما قدّم أعضاء ديموقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي الأربعاء اقتراح قانون ينصّ على فرض عقوبات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتقديم مساعدات مالية لكييف إذا غزت روسيا أوكرانيا.
وينصّ اقتراح قانون "الدفاع عن سيادة أوكرانيا" على فرض عقوبات على بوتين ورئيس وزرائه ميخائيل ميشوستين ومسؤولين عسكريين بارزين والعديد من كيانات القطاع المصرفي الروسي في حال حصول "غزو" أو "تصاعد" للأعمال العدائية الروسية ضدّ أوكرانيا.
كما ينصّ الاقتراح على تقديم 500 مليون دولار من المساعدات العسكرية الإضافية لأوكرانيا من أجل التعامل مع الغزو الروسي، أي أكثر من ضعف ما قدّمته إدارة بايدن لكييف العام الماضي.
وازدادت حدّة التوتر حول أوكرانيا في الأشهر الأخيرة بعدما اتهمت الولايات المتحدة ودول غربية روسيا بحشد قوات قرب حدودها مع أوكرانيا استعداداً لغزو محتمل.
وقال السناتور الديموقراطي بوب مينينديز، العضو النافذ في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ في بيان إنّ “هذا النص يظهر بوضوح أنّ مجلس الشيوخ الأميركي لن يقف مكتوف اليدين في مواجهة تهديد الكرملين بغزو جديد لأوكرانيا”.
ويحضّ النصّ أيضاً الولايات المتّحدة على “النظر في كل التدابير المتاحة والمناسبة” لضمان عدم تشغيل خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الذي يعتبر أنّه “أداة تأثير خبيثة لروسيا”.
ويحظى هذا النصّ بدعم 25 من أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين، في مقدّمهم زعيمهم تشاك شومر، والبيت الأبيض.
وأشارت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إميلي هورن إلى أنّ هذا الاقتراح سيوجّه إذا ما أقرّ “ضربة قوية للاقتصاد الروسي”.
وأصدرت روسيا سلسلة من المطالب التي تهدف إلى منع الناتو من التوسع شرقا، وأيضا تقليل تواجد الحلف بالقرب من حدودها.
ورفض الناتو هذه المطالب رفضا قاطعا، لكنه قال إنه مستعد للحديث عن قضايا أخرى بما في ذلك الحد من التسلح وحدود التدريبات العسكرية.
والناتو، هو تحالف يتكون من 30 دولة، تأسس في عام 1949.
وحذّر غروشكو بعد محادثات الأربعاء في بروكسل، من أن المزيد من التدهور في العلاقات قد يؤدي إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها على الأمن الأوروبي.
وردّد تحذيره صدى كلمات الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، الذي قال إن هناك "خطرا حقيقيا لوقوع صراع مسلح جديد في أوروبا".
في عام 2014، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، بعد أن أطاح الأوكرانيون برئيسهم الموالي لروسيا.
وفي وقت لاحق من ذلك العام، سيطر الانفصاليون المدعومون من روسيا على أجزاء كبيرة من شرقي أوكرانيا.
وتصر روسيا على أنه لا يوجد ما يدعو للخوف من حشد القوات في الآونة الأخيرة. لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث عن "إجراءات عسكرية فنية" إذا استمر نهج الغرب "العدواني".
وستجرى محادثات يوم الخميس في منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في فيينا، وهي المرة الأولى هذا الأسبوع التي يكون فيها لأوكرانيا مقعد على الطاولة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر