الرباط _ المغرب اليوم
مضامين جيو-استراتيجية حاضرة في خطاب العاهل المغربي بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لثورة الملك والشعب، تجسدت في “الرسائل الهادئة” الموجهة إلى بلدان الاتحاد الأوروبي، بعد الخلافات السياسية التي نشبت بين الرباط ومدريد والرباط وبرلين. وتحدث الملك محمد السادس مباشرة عن واقع العلاقات المغربية الإسبانية وأفق الشراكة الاقتصادية بين البلدين، داعيا إلى تدشين مرحلة جديدة في العلاقات البينية، لكن شريطة الوفاء بالالتزامات. وللتدليل على أهمية الثقة والشفافية، فقد أعطى المثال بالشراكة القائمة بين المغرب وفرنسا. وشدد خطاب الملك على أهمية التعايش
المشترك من أجل تفادي التوترات الدبلوماسية المستقبلية مع البلدان الأوروبية، وأبدى حرصه على المساعي المغربية لتفادي التصعيد مع “القارة العجوز”، خاصة شركاء المغرب التقليديين الذين يتوفرون على استثمارات اقتصادية بالمنطقة المغاربية. وتعليقا على ذلك، أبرز محمد زين الدين، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة الحسن الثاني، أن “الملك برهن عن حس جيو-سياسي قوي، يعكس التشبث المستميت بالمصالح العليا للدولة والمواطن على حد سواء”، مشيرا إلى أن “الخطاب قدم الصورة الكاملة عما شهده المغرب من هجمات مدروسة على أكثر من صعيد،
بالأخص من بعض الجهات الأوروبية”. وأكد زين الدين، في حديث لهسبريس، أن “تحول المغرب إلى قوة اقتصادية بالمنطقة دفع قادة بعض الدول الأوروبية إلى مهاجمته، لأنهم ما زالوا يؤمنون بمنطق الوصاية، وهو ما نبه إليه الخطاب الملكي الذي دعا إلى تجاوز أفكار التبعية القديمة”. ولفت الباحث الجامعي إلى أن “المغرب يتوفر على شبكات قوية، اعتبارا لسياسته الخارجية المبنية على الحكمة والتبصر، وعدم التدخل في شؤون الآخرين، والتضامن مع المجتمع الدولي، وبناء جسور الثقة مع الفاعلين الدوليين، ضمنهم فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية”. وانتقد خطاب الملك
المناوشات التي شنتها بعض الدول والمنظمات على المغرب، تبعا للمتحدث نفسه الذي وصف إياها بغير النافعة، وأرجع ذلك إلى “إطلاق المغرب للعديد من المشاريع الاقتصادية الكبرى التي لم تستفد منها الدول الأوروبية”. وختم أستاذ العلوم السياسية تصريحه بأن “الخطاب تحدث بصورة مباشرة عن الأزمة المغربية-الإسبانية، حيث دعا إلى إقامة شراكة ثنائية مبنية على الاحترام المتبادل لتجاوز الخلافات، لأن الأمر يتعلق بجارين متقاربين بحكم الجغرافية، وتربطهما أيضا علاقات تاريخية واقتصادية أساسية، وهو ما ستلتقطه إسبانيا الراغبة في دخول مرحلة جديدة مختلفة تماما عن السابق”.
قد يهمك ايضا
الخطاب الملكي يحث على تقوية الجبهة الداخلية لمواجهة المؤامرات
حفيظ اليونسي خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب دعوة إلى الانتصار للقرار الوطني
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر