الجيش الليبي يبدأ في إطباق قبضته على مختلف أنحاء البلاد ويقترب من قلب العاصمة
آخر تحديث GMT 15:34:19
المغرب اليوم -

تبقى "مؤقتا" نسبة قليلة جدًا من أراضي البلاد في يد الميليشيات المتطرفة

الجيش الليبي يبدأ في إطباق قبضته على مختلف أنحاء البلاد ويقترب من قلب العاصمة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الجيش الليبي يبدأ في إطباق قبضته على مختلف أنحاء البلاد ويقترب من قلب العاصمة

الجيش الوطني الليبي
طرابلس ـ فاطمة السعداوي

العد التنازلي بدأ، وبدأت معه قوات الجيش الوطني الليبي في إطباق قبضتها على مختلف أنحاء البلاد، لتقترب من قلب العاصمة طرابلس، وتبقى (مؤقتا) نسبة قليلة جدا من أراضي البلاد في يد الميليشيات المتطرفة، وتواصل قوات الجيش الوطني الليبي تضييق الخناق على المليشيات الإرهابية التي تبدو الخيارات أمامها "محدودة للغاية"، بالرغم من الدعم الأجنبي الذي تحصل عليه من دول مثل قطر وتركيا.
وفي تعليق على الوضع الميداني بليبيا، أوضح الكاتب والمحلل السياسي، عز الدين عقيل، في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الميليشيات الإرهابية لم تعد تسيطر إلا على "أقل من واحد بالألف" من الأراضي الليبية، موضحا: "شرق البلاد بالكامل أصبح تحت سيطرة الجيش، وهي المنطقة الممتدة بين الهلال النفطي وحدود مصر"، وكذلك بسط الجيش سيطرته على أراضي وسط البلاد، وصولا إلى سرت التي يحاصرها من الجنوب والشرق، لاستعادتها من قبضة الميليشيات.

إقرأ أيضا:

الجيش الليبي يتصدَّى لهجوم قوات حكومة الوفاق جنوب طرابلس ويُسقط 14 قتيلًا
وفيما يتعلق بمناطق غرب ليبيا، فإن الجيش الوطني سيطر عليها جميعا، باستثناء بعض المدن كمصراتة وطرابلس الزاوية، إضافة إلى بعض الجبهات التي تتمركز فيها الميليشيات، أما الموقع الأهم، والذي تتحرر البلاد كلها بتحريره فينحصر بحسب عقيل "في نحو 10 كيلومترات مربعة بقلب العاصمة طرابلس، وهي المنطقة التي تسيطر عليها الميليشيات، والتي تعكس سيادة الدولة، كونها تضم مجلس الوزراء والبنك المركزي وغيرها من المواقع الرمزية للدولة".
"حرب دولية" في قلب طرابلس
و"ما يزيد الطين بلة"، هو أن المعركة الدائرة في تلك المنطقة لا تنحصر على الجيش الليبي والميليشيات الإرهابية فقط، وإنما تضم "لاعبين أجانب" ممثلين بتركيا وقطر، ودورهما الخبيث في زعزعة استقرار البلاد، وفي هذا الصدد قال عقيل: "هي منطقة صغيرة بجحمها، ومحاصرة بالكامل من قبل الجيش، لكنه لا يقاتل فيها الميليشيات الإرهابية فقط، وذلك لكونها تحظى بدعم مباشر من تركيا وقطر".
وأضاف: "هي حرب دولية مع الجيش داخل هذه المساحة الصغيرة، والتي تضم أيضا إرهابيين قادمين من سوريا بمساعدة تركيا، كما أن الميليشيات الموجودة داخل طرابلس، تحصل على التمويل والسلاح والخبرة العسكرية من تركيا وقطر".
ماذا تتلقى الميليشيات من تركيا وقطر؟
وعن طبيعة الدعم (التركي- القطري) الذي تحظى به الميليشيات الإرهابية في ليبيا، بيّن عقيل: "تصل إلى تلك الميليشيات حقائب وصناديق محملة بالأموال من قطر، بعيدا عن عيون النظام المالي الدولي، إلى جانب تقديم الدوحة لبعض الخبرات الفنية العسكرية التي قد لا تستطيع تركيا تقديمها".
وبرر المحلل السياسي ذلك، بأن تركيا "دولة (شبه ديمقراطية)، مراقبة من قبل المعارضة، مما يضيق الخناق في بعض الأحيان على حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي له الرئيس رجب طيب أردوغان، وهو المسؤول عن مثل هذه الأدوار الخبيثة التي تتورط بها تركيا خارج حدودها".
أما الدعم العسكري المباشر، المتمثل في السلاح والطائرات والعسكريين، فتتولى تركيا تقديمه إلى الإرهابيين في ليبيا.
وعن هذا الدعم أوضح عقيل: "كان للسلاح والطائرات بدون طيار التي تلقتها الميليشيات، دور كبير في خروج الجيش من غريان وتأجيل إعلان النصر حتى الآن، خاصة بسبب الصواريخ الصغيرة الموجودة في تلك الطائرات، والتي تتمتع بقدرات تدميرية".
كذلك أشار إلى شحنة من العربات المصفحة التي وصلت إلى ميناء طرابلس، قادمة على متن سفينة من ميناء سامسون في تركيا.
وتابع: "ما يثير الدهشة هو أن الدعم التركي أصبح علنيا، وكأن أنقرة لا تعبأ بالقوانين الدولية، إذ كتب على أوراق تلك الشحنة، أن المستلم لها هو صلاح بادي الملاحق دوليا كونه من مجرمي الحرب".
واستطرد قائلا: "بعد تهديدات الجيش الليبي والتقدم الذي أحرزه، وتشديد الرقابة على السواحل الليبية، عادت تركيا للتركيز على الشحن الجوي لمطاري مصراتة ومعيتيقة".
ويصل لمطار مصراتة، إرهابيون ومتطرفون قادمون من سوريا، فيما تصل الأسلحة والمعدات إلى مطار معيتيقة، بحسب عقيل الذي أشار نقلا عن تقارير ميدانية أن "دفعة جديدة من طائرات الدرون، وصلت خلال الأيام الماضية إلى مصراتة، حيث يتم تشكيل غرفة عمليات تركية جديدة، قادرة على إدارة الطائرات الأكثر تطورا، عن بعد".
دوافع التدخل السافر في ليبيا
وأشار المحلل السياسي في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية"، إلى العوامل التي دفعت تركيا وقطر لخوض مثل هذه "المقامرة الخاسرة"، حيث قال: "مع تبدد الحلم التركي بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بدأت أنقرة ممثلة بأردوغان، في البحث عن سبل إعادة أمجاد الدولة العثمانية، وهو أمر فشلت فيه في العديد من دول المنطقة، كونها ربطت نفسها بالتيارات المتشددة مثل جماعة الإخوان".
واعتبر عقيل أن ليبيا هي "الملاذ الأخير لتركيا، بسبب ثرواتها وموقعها، الذي ستحاول من خلاله أن تحرك أذرعها وتخلق اضطرابات داخل مصر وتونس والجزائر. وتريد أنقرة أيضا إقامة قاعدة عسكرية في لبيبا، وستنجح في ذلك في حال سيطرت على البلاد من خلال التيارات المتشددة، وبالتالي فإن ليبيا ستحقق لها الكثير والكثير".
أطماع اقتصادية
كما نوه عقيل إلى أن دوافع التدخل التركي لا تنحصر على السياسة فقط، وإنما تشمل جوانب اقتصادية، إذ ترغب تركيا في الدخول للعمق الأفريقي، وبدأت بالفعل في منافسة الصين هناك، وستكون ليبيا هي بوابتها لتحقيق ذلك، حيث تملك ليبيا موقعا استراتيجيا مهما منحها العديد من الثروات الاقتصادية، فهي تقع في شمال أفريقيا، وتطل على البحر المتوسط من الشمال، وتجاورها مصر من الشرق، والسودان من الجنوب الشرقي، وتشاد والنيجر من الجنوب، والجزائر وتونس من الغرب.
وتضم ليبيا أيضا كنزا من "الذهب الأسود"، ففي عام 2010، كانت أكبر الدول التي تملك احتياطيا نفطيا في القارة السمراء.
وبالرغم من كل هذا الدعم الخارجي، وتمويلها بالسلاح والعتاد، فإن الخناق يضيق شيئا فشيئا على الميليشيات الإرهابية في ليبيا، ويبقى الوقت هو العامل الذي سيحسم المعركة في طرابلس لصالح الجيش الوطني، ليعلن النصر وتحرير البلاد من الإرهاب، بتحريرها.

قد يهمك أيضا:

صواريخ غريان الليبية تفضح علاقة قطر وحكومة فايز السراج

الجيش الليبي يتوعد ميليشيات طرابلس بغارات مكثفة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجيش الليبي يبدأ في إطباق قبضته على مختلف أنحاء البلاد ويقترب من قلب العاصمة الجيش الليبي يبدأ في إطباق قبضته على مختلف أنحاء البلاد ويقترب من قلب العاصمة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 16:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
المغرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib