أسباب تغير موقف المرجعية الشيعية من التظاهرات العراقية
آخر تحديث GMT 20:50:07
المغرب اليوم -

تعاملوا بفتور مع الاحتجاجات في بداية انطلاقها

أسباب تغير موقف المرجعية الشيعية من التظاهرات العراقية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أسباب تغير موقف المرجعية الشيعية من التظاهرات العراقية

التظاهرات العراقية
بغداد - نهال قباني

“على الحكومة تدارك الأمور قبل فوات الأوان”، موقف أصدرته المرجعية الشيعية في النجف بعد أربعة أيام فقط من اندلاع الاحتجاجات التي قتل فيها أكثر من 320 شخصا وأصيب نحو 15 ألفا آخرين.

ورأى كثير من المتظاهرين في حينه أن هذا الموقف لم يكن بمستوى الحدث ولا يلبي طموحاتهم بإجراء تغييرات شاملة على المنظومة السياسية التي حكمت العراق لنحو 16 عامًا.

لكن شيئا فشيئا ومع تصاعد حدة المواجهة بين المحتجين وقوات الأمن العراقية، تصاعدت نبرة المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني ووصلت لذروتها في خطبة الجمعة الماضية عندما قال إن العراق “لن يكون ما بعد هذه الاحتجاجات كما كان قبلها”.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي سرمد الطائي إن “كثيرا من العراقيين وليس فقط المرجعية تعاملوا بفتور مع التظاهرات في بداية انطلاقها واعتبروها عادية ومشابهة لمثيلاتها التي حصلت في السابق”.

ويضيف الطائي في حديث لموقع الحرة أن “موقف المرجعية تغير كثيرا بعد عمليات القمع المفاجئ وغير المسبوق الذي تعرض له المحتجون الشباب من قبل الفصائل المسلحة، بالإضافة إلى التدخل الإيراني الواضح والمباشر في ملف الاحتجاجات”.

وخلال الموجة الأولى من الاحتجاجات التي استمرت للفترة من الأول ولغاية السادس من أكتوبر قتل أكثر من 150 شخصا وأصيب ستة آلاف آخرين نتيجة استخدام قوات الأمن العراقية الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق جموع المحتجين.

كما اتسمت تلك الفترة بوجود قناصة على سطوح مبان استهدفوا المتظاهرين، لكن هويتهم لا تزال مجهولة بالنسبة إلى السلطة، فيما تؤكد تقارير إعلامية أنهم ينتمون لميليشيات مرتبطة بإيران.

وحملت المرجعية الدينية الشيعية العليا في العراق في وقته الحكومة والأجهزة الأمنية مسؤولية مقتل المتظاهرين وعدم حمايتهم، وتحدثت عن وجود “عناصر مسلحة خارجة عن القانون، تحت أنظار قوى الأمن، تقوم باستهداف المتظاهرين وقنصهم، وتعتدي على وسائل إعلام معينة بهدف إرعاب العاملين فيها”.

ويؤكد الطائي أن موقف المرجعية هذا كان بمثابة نقطة تحول لأنه ضغط على الحكومة العراقية وأجبرها على التحقيق في تلك الحوادث.

“كما أن مواقفها المتتالية المؤيدة للاحتجاجات أعطت زخما أكبر وحسمت موقف كثير من العراقيين ممن لديهم موقف متردد من المتظاهرات”، وفقا للطائي.

وتعد هذه الاحتجاجات غير مسبوقة في العراق، لأنها عفوية ولم تخرج بناء على دعوة زعيم ديني أو سياسي كما كان يحصل في السابق.

ومعظم الذين شاركوا في “ثورة تشرين”، كما يحلو للمحتجين تسميتها، هم شباب تتراوح أعمارهم بين 16 و40 عاما.

ويطالب المتظاهرون في عموم العراق باستقالة الحكومة وسن دستور جديد وتغيير الطبقة السياسية الحاكمة في هذا البلد الذي يحتل المرتبة الـ12 بين الدول الأكثر فساداً في العالم.

وتأجج غضب المتظاهرين خلال الأيام الماضية، على إيران صاحبة النفوذ الواسع والدور الكبير في العراق، بعد الزيارات المتكررة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني للعراق، وتصريحات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي التي حاولت “شيطنة الاحتجاجات” في العراق ولبنان.

ولايزال بعض المحتجين ينتقدون موقف المرجعية الدينية في النجف من الاحتجاجات لأنها لم تدعو بشكل صريح إلى إسقاط الحكومة أو تصدر فتوى دينية تحرم فيه قتل المحتجين.

لكن الكاتب والمحلل سرمد الطائي يختلف مع هذا الرأي ويؤكد أن “المرجعية أوصلت رسائل عدة إلى المحتجين وبعدة طرق تخبرهم فيه أنكم أنتم الأساس ونحن نتبعكم ووظيفتنا حمايتكم ومساعدتكم ومساندتكم”.

ويتابع أن “هذا يعد تطورا كبيرا يحسب للمرجعية، لأنها تريد مساعدة الجمهور على زيادة ثقته بنفسه وأن يتصرف ويفكر ويتخذ قرارات دون ان ينتظر رأي الاخرين”.

ويختتم أن “هناك شعورا لدى المرجعية في أن المجتمع تطور وأصبح من الصعب لأي شخص أن يقوده، وعلى الجميع أن يتكيف مع لحظة جديدة تؤكد نضوج المجتمع بشكل أكبر مقارنة بالسابق”.

قد يهمك أيضًأ :

رفع الحظر الذي فرضته السلطات العراقية منذ أسابيع على مواقع التواصل الاجتماعي

الجيش العراقي ينتشر حول المدارس ويُراقب المُعلّمين وجسور بغداد في يد المُحتجّين

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسباب تغير موقف المرجعية الشيعية من التظاهرات العراقية أسباب تغير موقف المرجعية الشيعية من التظاهرات العراقية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:57 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
المغرب اليوم - «حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

GMT 18:36 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
المغرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:57 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 09:02 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً

GMT 21:31 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تفتتح التداولات بـ "ارتفاع"

GMT 20:59 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أهم توصيات مؤتمر الموثقين بمراكش

GMT 11:42 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

فك لغز مقتل أستاذ جامعي في الجديدة

GMT 10:02 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

وكالة ناسا ترصد صخرة «وجه الإنسان» على كوكب المريخ

GMT 17:57 2016 الأربعاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال يضرب "بحر البوران" قبالة سواحل مدينة الحسيمة

GMT 05:37 2020 السبت ,16 أيار / مايو

طريقة عمل غريبة بالسميد وجوز الهند

GMT 02:12 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع برحلة تلتقي فيها الشاعرية مع التاريخ في لشبونة

GMT 21:25 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصحافي رشيد بوغة في مدينة تيفلت

GMT 14:57 2021 الثلاثاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

برشلونة يمنح ديمبيلي فرصة اخيرة لحسم مستقبله

GMT 07:49 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib